ثقافة وفكر

من سحرِ صوت مؤذن إلى “ما وردش بيها نص”: صورٌ عن تَدَيّن المصريين عبر قرن/ سامر القرنشاوي

 

 

كلما سمعت الآذان من مؤذنٍ منكر الصوت من مسجد قريبٍ من منزلي في القاهرة، تذكرتُ هذه القصة.

في قريتنا الواقعة على أطراف مدينة كفر الدوار الصناعية في شمالِ مصر يُروى أنه في مطلع القرن الماضي مرّ أحد ملاك الأراضي الأجانب من غير المسلمين بجوار مسجد ساعة الآذان، صوت المؤذّن الرخيم دفع “الخواجة” إلى سؤال “الحوذي” (قائد “الكاريتة”، العربة التي تجرّها الجياد) عن “الغناء” الجميل الذي سمعه. ثم مسحوراً بجمال الصوت؛ دخل الرجل الإسلام. بعد ذلك بأيام مر الحوذي بصاحبنا أمام مسجدٍ آخر، لكن هذا ناقض الأول برداءة صوته. ارتعد الحوذي! انهال بسوطه على حصانه المسكين صارخاً “بسرعة ألا يكفر، بسرعة ألا يكفر!”.

الجمال يجذب للإسلام، بينما القبح عدو له يُخشى منه، هذا ما تخبرنا إياه هذه الأسطورة المحلية. ومثلما اجتذب جمال صوتُ مؤذن غير مسلمٍ للإسلام، لأغاني الدراويش وحلقات ذكرهم أن يشداك إلى “الطريق”. من يقرأ كتاب تيمور باشا (المُتوفى 1930) “الأمثال العامية المصرية” سيلاحظ الفرق بين صورة الصوفي الإيجابية غالباً وصورة الفقيه. هنا “الطريقة تجيب العاصي”، التصوف هو القادر على الإتيان بصاحب المعصية، لكن لأن، في مثلٍ آخر، “لكل شيخ طريقة”، فالتزام الدين هنا فيه دورٌ أكبر لك أنت اختياراً ومجاهدةً لنفسك. فأنت تقرر الاستسلام لهذا الشيخ أو ذاك، ثم التزام طريقه، الذي يقترن بجهادك مع النفس. أما بالنسبة إلى الفقيه- العالم، الذي كان أيضاً حتى عهدٍ قريب القاضي، في أحد الأمثال التي يوردها الكتاب: “قَالُوا لِلْقَاضِي: يَا سِيدْنَا، الْحِيطَهْ شَخَّ (أي بال) عَلِيهَا كَلْبْ. قَالْ: تِنْهِدِمْ سَبْعْ وِتِنْبِنِي سَبْعْ. قَالُوا: دِي اللِّي بِينَّا وْبِينَكْ.(أي ملكٌ لك، أنت مسئولٌ عنها)  قَالْ: أَقَلَّ مِنَ الْمَاءِ يِطَهَّرْهَا”، وفي مثل آخر عن الفقهاء: “يِفْتِي عَلَى الْإِبْرَهْ وِيِبْلَعِ الْمِدْرَهْ”، أي أن فقيهاً- قاضياً قد يحرم عليك شيئاً في حقارة إبرة (ميسم) الخياط، لكنه قد يستحل لنفسه أكل “المدرة”، قطعة الخشب الكبيرة التي تدفع السفينة في الأرض الضحلة، كنايةً عن الرشوة العظيمة.

ربما الارتباط بسلطة القضاء هو ما أضر بصورة الفقيه، فآخرون معممون كان لهم وزنٌ آخر. إلى اليوم يقول المصريون ساعة القنوط “يا خراشي”، والخراشي هو شيخ الأزهر المالكي الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، الفقيه العظيم الذي اشتهر بنجدته لمن احتاجه ولو في وجه السلطة (العثمانية-المملوكية آنذاك). لكن لأن الأزهر خصوصاً والمدارس عموماً اقتصرت على المدن، ولأن الغالبية الكاسحة من المصريين حتى عهدٍ قريب كانوا من الأميين، يخبرنا كتاب الأمثال العامية المصرية أن الصوفي كان أقرب للقلوب من الشيخ المعمم، علماً أن فقهاء كثراً عبر التاريخ الإسلامي جمعوا بين الطريقين.

ما بين قصة الآذان وإسلام “الخواجة”، وكتاب تيمور باشا وبيننا اليوم، نحو قرن من الزمن، انخفضت فيه نسبة الأمية من أكثر من ثلثي المصريين إلى أقل من الثلث، ولأول مرة في العقود الأخيرة سكنت غالبية المصريين المدن تاركةً الريف وتحولت البلاد من الملكية للجمهورية ومع ذلك من ديموقراطيةٍ متعسرة إلى سلطوية على درجات متفاوتة من الاستتار ومساحة حرية تضيق أحياناً وتنعدم أحياناً أخرى. من منظورِ القرية نفسها حيث أسطورة المؤذن جميل الصوت،  الصورةُ اليوم مغايرة عما مضى بأكثر من وجه، كما تخبرنا وقائع ومشاهد قد لا تقل طرافةً وإن اجتمع فيها الضحك والبكاء.

قبل بضع سنوات؛ في مدينة الإسكندرية التي تقع قريتنا قربها؛ بعد صلاة الجمعة في أحد مساجد “الثغر”؛ مد أحد أعمامي الذي تخرج من الأزهر في ستينات القرن الماضي؛ مد يده مسلماً على جاره؛ كما العادة في مساجدنا؛ داعياً محيياً: “حرماً” (أي عسى الله أن تصليها في الحرم المكي) متوقعاً أن يرد جاره  “جمعاً” (أي نصليها في الحرم سوياً)، لكن الرد كان مختلفاً: “دي ما وردش بيها نص حضرتك”. فما كان من عمي إلا أن صرخ  فيه: “إن شا الله عنك ما شفته!” (أي عساك لا ترى الكعبة أبداً).

الجار الفج يلتزم مبدأ “التوقف”، فلا سُنة ولا عادة إلا تلك التي ثبتت، عند من يرى ذلك، نسبتها، إلى “السلف الصالح”. السلفية (التي أضحت مُترادفةً مع الوهابية) لم نعرفها، أو على الأقل لم تبرز رأسها قبل الثمانينات، معطية لوناً خاصاً لما سماه أتباع الإسلام السياسي الذين تحالف معهم ووظفهم السادات: “الصحوة الإسلامية”. حتى ثلاثة عقود مضت أو ربما أقل، كان السائد بين الفلاحات “الجلّابية” المعتادة، محتشمة، لا تكشف إلا القليل، مع غطاء للرأس، لكنها قطعاً ليست حجاباً أو نقاباً. تغير ذلك، انتشر ما يسمى اصطلاحاً “الحجاب” و كذلك الخمار، اما النقاب الأسود فآخذٌ في  التمدد. من طريف ما أذكر أن جدي رحمه الله، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، المولود 1908، والمعتبر شيخ المالكية في عصره، سخر بقسوة من نقاب زوجة أحد أقربائه، علماً أنه أيد انتشار الحجاب. حين مات (أي جدي) عام 2001 اجتمع أفراد العائلة لـ “ختمة”، أي التشارك في قراءة القرآن، إذ يقرأ كل شخص جزءاً أو جزءين، وإهداء الثواب للمتوفى والدعاء له كما جرت العادة. صودف حضور شخص من جماعة “لم يرد به نص”، فلم يبخل علينا بفتواه بأن هذه العادة “بدعة”. ترى هل ورد نصٌ أن قراءةَ القرآن سيئة؟

“اللا-عقل” السلفي المتمدد في طول مصر وعرضها، والذي يستحيل فصله عن نفوذ الإسلام السياسي (هناك حزب سلفي في البرلمان اليوم)، لا يستمد قوته فقط من دعم خليجي غير محدود، بخاصة عبر وسائل الإعلام، بل من منظومة تعليم يستحيل وصفها بالكفاءة، تنتج أجيالاً تلو أجيالٍ من المصريين العاجزين عن التفكير الفردي، ناهيك عن النقدي، بالنسبة إلى هؤلاء “اللا-أفراد” جملة “ما وردش بيها نص” فيها كل الراحة.

لا يحتاج المرء إلى كثيرِ علمٍ بالفقه ليعرف أن مسائل كثيرة لا رأي واحد فيها داخل التراث السني. من يستمع إلى برامج الفتاوى على إذاعة القرآن الكريم الحكومية المصرية، حيث من يجيب عن الأسئلة عادةً أستاذ من الأزهر سيلاحظ أن أستفتاءات كثيرة يُرد عليها باختيارات عدة بحسب المذاهب الأربعة، وأحياناً بأكثر من أربعة إجابات، إذ قد تتباين الأراء داخل المذهب الفقهي الواحد. لا مجال لذلك في سياق “ما وردش بيها نص” الذي سيجذب بالضرورة أبناء “المقرر”، المنهج الحكومي المطلوب منك حفظه وإعادة كتابته. أضف إلى ذلك السياق السياسي السلطوي والثقافة الأَبوية الراسخة فترى بوضوح أكثر كم هو جذاب كل رأيٍ يدعي أنه لا صواب غيره.

حين كنت طفلاً، سمعت جدي يخطب في مسجد القرية، وسمعت أعماماً أزهريين، تفاوتوا علماً وقدرة. ثم أتى صراع جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين على مسجد القرية، على الأقل طالما كانت وزارة الأوقاف غائبة. لم يكن هذا بعيداً من عين السلطة آنذاك، في منتصف العقد الماضي أخبرني أحد الأقرباء المنتمين إلى التيار السلفي كيف قال له ضابط جهاز أمن الدولة (التابع لوزارة الداخلية): “اشتغلوا براحتكو، انتو مش زي الإخوان عايزين سلطة”. علماً أن “شهر العسل”، قياساً على كفر الدوار لم يبدأ إلا بعد الألفية. جل من رأيت من هؤلاء لا تستقيم له جملة من دون أخطاءٍ في النحو، لكن طالما أطلق لحيته ولهج ببضعة أحاديث أصبح “الشيخ فلان”. في واقعٍ مرير تدهور فيه الأزهر إلى الحد الذي قابلت فيه أزهريين يعجزون عن كتابة جملة من دون أخطاء في الإملاء، ناهيك عن النحو، لا عجب أن تضيع إحدى القواعد الأساسية للعلوم الشرعية: “من لا نحو له لا فقه له”.

ومع هذا الجهل، أو بسببه، أنتج منطق السلفية المتمدد تقعراً لغوياً فيه طرافة. مثلاً أحد أقربائي يصر على أن ينطق اسم ابنته “فاطمة” لا “فطمة” كما تنطق في العامية المصرية، وأخرى “عائشة” لا “عيشة”، وكذلك “تعطيش” حرف الجيم لتختلف عن نطق أبناء مدن الوجه البحري (شمال مصر) و”الجيم” التي نعرف عن المصريين. الأمر مضحك حينما تسمع أباً غاضباً يصرخ في ابنته “انتي يا عائشة يا بنت …”. مضحك- مبكٍ الجهل وراء هذا التقعر. لهجات العرب المعاصرين كلها من لهجات القبائل العربية التي انتشرت في البلاد المفتوحة قبل قرون، “الجيم” المصرية أصلها من اليمن، بلد العرب العاربة، وينطق بها يمنيون إلى اليوم. ما نعرفه نحن اليوم “العربية الفصحى” هي لهجة قريش.

كل هذا موجودٌ في طول مصر وعرضها. خشونة المنتسبين للسلفية واستسهالهم اتهام المخالف بالخطأ الفادح إن لم يكن الكفر سمةٌ عامة. قبل سنوات رأيت ملصقات في أحد محلات البقالة بالقاهرة مكتوب عليها: “لا تقل “والنبي” فمن  أقسم بغير الله فقد كفر”، مع ذكر حديث منسوب للنبي محمد يؤكد أن الغالبية الكاسحة من المصريين المسلمين، الذين يقسمون بالنبي كفار! ليست القضية هنا صحة القسم بغير الخالق أو غيره، لكن من يجد من الهين رمي شخص بالكفر لقسمٍ خاطئ في نظره ليس أكثر من داعشي مستتر، بينه وبين قتل من يكفر مسافة قصيرة، سواء طلب سلطة أم لا. لاحظ أن وصف الكفر هذا موجه للمسلم المخالف، لك أنت أن تتخيل الموقف من غير المسلم. مثلاً لا حصراً، من جملة ما سمعنا تكراراً في سنوات الماضية حرمة تهنئة غير المسلم بعيده، في بلد في 10 ملايين مسيحي أو أكثر. فهم الدين على هذه الشاكلة نقيضٌ مطلق للتعايش، ناهيك بالمواطنة.

خطاب السلفية، مسيسة أم لا، جهادية أم لا، ينطلق من أسس الإسلام السياسي السني ذاتها. هنا نجد فهماً ساذجاً لـ”الشريعة” يختزلها في حدود السيطرة الأخلاقية على المجال العام، ولا يوفر مكاناً للمساحة الواسعة في فهم هذه الشريعة وتطبيقها، اليوم وعبر التاريخ.

فقط من خلال فهمٍ كهذا بإمكان شعارٍ كـ”الإسلام هو الحل”، الذي ترفعه جماعة الإخوان المسلمين، أن يجد جمهوراً مستعداً للانقياد. لا يقل أهميةً عن ذلك ارتكاز السلفية المعاصرة على فهمٍ للتاريخ الإسلامي المبكر، يرفض أي نقدٍ لمجتمع الصحابة الأول، متجاهلاً تماماً صراعاتهم السياسية المريرة وكأن الفتنة الكبرى لم تحدث، أو أنهم كانوا جميعاً براء من كل خطأ وهم أطرافٌ في الحرب. مرة أخرى، في ظل فهمٍ كهذا يمكنك أن تؤمن  بالوهمين الكبيرين: الخلافة والأمة التي وحدت؛ وهمان تسقطهما أي قراءة للتاريخ من مصادره الأصلية كما وثقه المؤرخون المسلمون الأوائل (لا الأواخر ممن قلبوه مشروعاً قومياً ذا قداسة لا أساس لها).

الشراكة مع الإسلام السياسي تمتد من هنا أيضاً لتخاطب ذكورية يصعب وصفها بالإيجابية. لست مؤهلاً فقهياً لمناقشة هل الحجاب فريضة أم لا، شخصياً كل ما يعنيني احترام حرية الجميع أي موقفٍ اتخذوا. لكن من جهة جل ما نراه في الشارع يبدو التزاماً بزي شائع يختصر الأمر في تغطية الرأس، وليس اقتناعاً بـ”فريضة” (كما يقول شعار نشره أتباع الإسلام السياسي على آلاف الجدران: “الحجاب فريضة كالصلاة”)، ومن جهة أخرى، اللغة السائدة كلها ذكورية- المركز، وتخالف، ولو جزئياً، ما نعرفه عن الإسلام نفسه. غض البصر أمر أساس في سلوك الذكر المسلم، هذا مما لا خلاف عليه. أياً ما كان “الإغراء” لا حق لك في النظر إلى ما ليس لك ناهيك عما زاد عن النظر. أين ذلك من حملة “استرجل” التي نشرت لافتات تطالب الرجال بفرض الحشمة على “نسائهن”؟ لاحظ هنا أن الرجولة مقترنة أولاً: بالسيطرة على جسد الأنثى، باعتبارها “شيئاً”، و ثانياً: بافتراض أن الرجل حيوان لا خلاق له ولا سيطرة له على غرائزه. كذلك لا ذكر هنا للمرأة كشخص لها رغباتها هي، أليس لها كالرجال أن تطلب منهم غض البصر أو حتى الاحتشام؟ هل لاحظ أحد أن مثل هذا المنطق لا يحط فقط من المرأة بل من الرجل أيضاً؟ هذا “التشييء” للمرأة، مقابل “وحشية” الذكر  يصل مداه في النقاب. المرأة هنا لا- شخص، هي فقط موضع شهوة يجب إخفاؤه.

لكن، ربما، لأن “الصحوة الإسلامية”، في كفر الدوار كما في كل مصر اقترنت بتعليمٍ يخرجك بلا فردية، عاجزاً عن التفكير بنفسك لنفسك، ومن ثم لا معيار لك إلا ما يفعله من حولك، يصبح المرد والمقياس والمعيار، هي الجماعة، وبذلك فعلياً ينتفي الضمير، الذي يعني أول ما يعني رقابتك أنت على نفسك. لا يهم ما تعرف أو لا تعرف، فلا داعي عند فاقد للقدرة على النقد والتفكير، أن يتفكر في سلوكه طالما طابق من حوله. لكن في الوقت نفسه، هذا الذي تنتجه منظومة تعليم تئد التفكير الحر يعرف أنه كمؤمن لا بد مُحاسب.

لذلك منطقي أن يأتي التدين من التزام أخلاقي واسع، يبدأ أول ما يبدأ بمساءلة النفس ومحاسبتها، “انشغالاً” بها كما هو منقول في الأثر، إلى طقسيةٍ تخلو من المضمون، لا مكان فيها إلا لأنانيةٍ طاغية ترى العلاقة بالخالق كأنها فردية مطلقة، بينما يغيب عن الطرف الإنساني فيها أي وعي بفرديته. لا مكان للمجتمع هنا كمسؤولية، فقط كبديل لضميرك أنت، رقيبٌ عليك تفر منه كلما استطعت، وإن عصيت بارئك فالحل في العلاقة الفردية التي ذكرناها.

كل يوم تغرقنا وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الدعاء المستجاب أو ذاك أو هذا الصيام أو ذاك الذي سيغفر لك من الذنوب بحوراً، من بين عشرات هذه الأدعية والنصائح والنصوص لا أذكر واحداً يؤكد أن “الدين المعاملة” كما يقول الحديث بكل وضوح، أو أن إيذاءك غيرك لا غفران له إلا إن سامحك من أذيته، أو حديث المفلس الشهير الذي يوضح تماماً أن أداءك الفرائض لن يحميك إن اقترن بإيذاء غيرك، لم أر أي ذكرٍ لحق الطريق في الشريعة في بلدٍ تُزهق فيه فوضى المرور أرواحاً كل يوم. من ثم التعبير الساخر الشائع، الذي يفصل بين التزام الفرائض وسلوكٍ لا علاقه له بما يفترض أن تعنيه هذه الفرائض: “هذه نقرة وتلك أخرى”.  لا جمال هنا في صوت المؤذن، ولا طريقة تشدك لها، ولا “خراشي” يذوذ عنك، فقط قبح وتجهم وفظاظة وجهل وسطحية؛ هذا ما نحن سائرون فيه، هذا ما آلت إليه “صحوتهم الإسلامية”: غفوة منطق، وموت للمواطنة.

درج

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى