شعر

سبع قصائد للشاعرة الهندية ( بلغة الكانادا )/مامتا ساجار


ترجمة عن الإنجليزية غـادة نبيـل

نحن 

نحن .. بداخل شؤوننا اليومية ..

مثل أي يوم آخر!

الواحد يواجه الآخر

نحن فقط هنا!

وقتذاك .. كان الأمر هكذا

الآن .. ليس الأمر مختلفًا

إذا كانت “وقتذاك” قد أصبحت “الآن”

بين الإثنين إذن

كيف تغير عالم ؟

—————

أنا

“أنا”

تعني :

ثديين طريين، زوج منهما

وأيضا

الظلام الغامض

الذي لا يمكن اختراقه

بين فخذيّ الإثنين.

———–

أحزان

الأحزان المحبوسة، المُخزّنة، تنفلت وتنبجس خارجة

ثم تسقط كالمطر

طقطقات المطر

تبعثر الأحلام، الذكريات تتعرض للطوفان، تتحطم

إنها تمطر وتمطر، بلا توقف

الرغبات

المجمعة بمد اليد نحو السماء،

المُخزّنة بحرص في وعاء اليد

تسللت من بين الأصابع

مُشبّعة، تتحول إلى ماء

وتملأ عينيّ بالهطول

تنفتح الشفاه

لكن قبل أن تتحول الكلمات إلى ابتسامة

تأتي سحب كثيفة

لتبتلع الصمت 

زخات الدموع

لا يمكن رؤيتها

ينهمر المطر من الرأس إلى أخمص القدم

وهو يشرشر الحزن.

مثل هذا أو ذاك،

ما نوع هذا المطر ؟

المطر المنهمر فطر قلب السماء

وأصبحت الأرض التي أقف عليها

ممتلئة بعجينة الطين 

فمثل ذاك ..

أو هذا ..

ما نوع هذا المطر ؟

في هذا المطر المنهمر

ينفطر قلب السماء،

وتتحول الأرض التي أقف عليها

إلى عجينة من الطين.

—————–

حُب الرجال

حبهم مثل زهرة

جذابة، طرية، مثل بتلات الزهرة

رائحتها مخدرة.

مع الوقت، يذبل اللون.

هذه يحسن وضعها في الشَعر

التباهي بها

وحين تجف

تُخلَع وتُلقى جانبًا.

—————

في شيملا

فيما بعد ..

الهواء لطيف البرودة، البارد

ينزلق داخل الحشا، الحواس

مثل خرزات الثلج، مجمدة، شوكية،

الدم في العروق مثل ياقوتات ..

لامعة، حجرية،

الأمنيات، الأحلام وكل من الكلام والصمت

كالبرد الساكت. 

______________________________

*شيملا من محطات التلال الجبلية بشمال الهند. تكتب الشاعرة عن تجربتها فتقول: “بينما كنت أتسلق التلال، لاحظت طريقا صاعدا شديد الانحدار وعليه لافتة مكتوب عليها “حارة العشاق”. من باب الفضول، بدأت أمشي فيه. كان وقت الغسق والبرد يشتد. هبط الضباب على مزارع أشجار الصنوبر المحيطة بالأرض الجبلية وكخناجر حادة ثقبت قمم الأشجار طبقة الضباب التي كانت تستقر فوقها. بدأ الظلام يحل وبعد قليل لم أعد أستطيع رؤية الطريق.كان الضباب قد حجب الرؤية وصار من الصعب استنشاق الهواء البارد وكدت أنهار. انتشر الصمت. كانت تجربة، جميلة ومفعمة بالسكينة. في لحظة ما، أحسست أني صحوت في الموت.”

باجارا باينجان وعشاء على ضوء القمر

كيلو باذنجان مستدير لامع

اغسليه وقطعي الباذنجان قطعًا صغيرة

إذا أمسكتِ عِرق الباذنجانة مقلوبًا

 لا بد للباذنجانة أن تشبه زهرة لوتس، وقت تفتحها،

ثم الملح والشطة والتمر هندي

لا بد أن يكون الطعم مثاليا على اللسان

بعد تحمير فول السوداني

رشي مسحوق السمسم

لا بد أن تبلغ رائحة الزيت المُبهَّر الساخن

مسافة أربعة بيوت بعد بيتك،

وبجانب هذا يتم إعداد خبز الروتي المصنوع من الذرة

يتم الخفق ليصبح رفيعًا

إلى حد انكسار ذراعك،

وحينها فقط، يكون العشاء على ضوء القمر.

في الضوء الهادئ

لبدر ليس معقوفًا تماما

يقول الإعياء الذي ظل يطهو طول اليوم

: أخيرا !

وعندما تهب الريح، تكون الفكرة التالية:

وماذا عن الغد ؟

على القمر هناك قطعة من سحابة

هناك شهر قادم قبل البدر التالي..

آه .. الحمد لله.

________________________

*في الهندية الباذنجان يقال له باينجان ويقال أيضا “برنجال “، تلك الكلمة التي كانت تستخدم كمرادف لكلمة باذنجان في الدارجة المصرية 

الحديث عن دارما / آدارما*

هارا هارا ماهاديـﭬا*

ترانيم من حلوق ممتلئة بالسُم

تمزّع هذه الأجساد.

السُم في الحلق

يرشح في العِرق،

سُم العقل

يجعل الجسم أزرق

ينشر الأزرق عبر السماء

يحوّلِ المرجان واللؤلؤ في قعر المحيط إلى أزرق،

هذا وقت اهتزاز مهد الموت

بتهويدة:

” لالا لالا..لالا.لالا “

أيها الطفل احذر

سكين الجزار تلتمع

في حمام سباحة من لحم ودم

فقط على بعد بوصتين أسفل السُرّة

الحدة تجُزّ اللحم

وقبل الصرخة

تم إثبات الرجولة وتحقيقها.

الثدي، المهبل،

لبن الثدي، الدورة الشهرية…كلها لها

معانٍ مختلفة

في سياسات الدارما.

هنا الأيدي، الأقدام، الرأس، الجذع،

الحب، الود، الحزن

كلها مغموسة في الدم.

سِنةٌ من نوم لأجل الألم

دمعة أو إثنتان للمكروهين

وقليل من الرحمة في القلب

تلك هي الدارما.

________________________________

*الدارما عادة ما يتم تعريفها بأنها ” تعاليم البوذا”. ينحدر المفهوم  من ديانات شبه القارة الهندية كالهندوسية والبوذية والـﭼينية. المعنى الأصلي “القانون الطبيعي” أو الطبيعة الجوهرية للأشياء حيث تدعم الدارما كل ما يكون في انسجام معها. هكذا تعني الدارما الاستقامة والصواب أو كل ما هو صحيح. وترد في الكتب الدينية الهندية بصورتها الثنائية التي وردت بها في عنوان القصيدة، بينما “آدارما”مفردة سنسكريتية تعد نقيضا للدارما، ومعناها: الذي ليس في انسجام أو اتفاق مع الدارما ، أي الشر، الخبث ،الباطل والسلوك اللأخلاقي. القصيدة استجابة للعنف الطائفي الذي أثارته جماعات هندوسية متطرفة عام 2002 في جوجارات حيث شهدت الهند أسوأ موجة اضطرابات طائفية شاع فيها ذبح واغتصاب النساء المسلمات بشكل جماعي وعانى الكثير من الهندوس والمسلمين حتى أنها تعد الأسوأ منذ التقسيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى