منوعات

أنا لا أطهو الطعام لعائلتي ولكن ليس لأنني لا أحبهم

أنا أمٌّ غير عاملة، أمضي أيامي في المنزل، لكنني لا أعد الطعام عادةً لعائلتي. هذا لا يعني بالضرورة أنني لم أطهُ الطعام أبداً لأطفالي الأربعة ولزوجي، بل في الواقع، أنا أستمتع حقاً بالطهو… حين يكون لدي سعة من الوقت. لكن هذا لا يحدث. وتعلمت أن إعداد وجبة شهية مصنوعة في المنزل أمر غير مُجدٍ لعائلة مثل عائلتي. سأشرح لكم.

‏سأبدأ بالحديث عن الوقت. ‏يعمل زوجي بعيداً، لذلك لا يستطيع مساعدتي في الاعتناء بأطفالنا الأربعة الصغار (تتراوح أعمارهم بين 10 و 8 و5 سنوات و9 أشهر)، بينما أعد وجبة طعام كاملة. لقد حاولت الاعتماد على نفسي وفعل ذلك بمفردي. سأضع طفلي الرضيع في كرسيه الهزاز، بينما أجمع مكونات الطعام من حجرة المؤن والثلاجة.

ولكن بمجرد انتهائي من تجميع المكونات، يكون قد بدأ بالفعل في البكاء والنحيب، لأنه راغب في ترك كرسيه. ولذا سأستعين  بأحد أشقائه الأكبر سناً لمراقبته حتى أتمكن من غلي الماء وتحضير الخضار المسلوق وتقطيع الفاكهة. يا لهم من مساعدين رائعين! لكن ذلك لا يدوم لوقت طويل، إذ يتعين عليهم القيام بالواجبات المنزلية ولديهم أصدقاء وأنشطة أحثهم دائماً عليها. وكذلك الأمسيات ممتلئة بالمهام، لذلك أستطيع الاعتماد على صغاري جليسي الأطفال، لفترة قصيرة، للانتباه لأخيهم الصغير ومنعه من إيقاع كرسي على نفسه أو أكل قطع من لعبة الشوبكنز (Shopkins). في هذه الأثناء، أصارع الوقت في المطبخ، وأحاول ألّا أحرق شيئاً. هذا كثير ولا يستحق كل هذا الضغط العصبي.

لنفترض أنني نجحت في إعداد وجبة منزلية وتقديمها على طاولة الطعام، أنتظر، لنرجع إلى الوراء قليلاً. لنفترض أنني وجدت من الوقت ما يكفي للذهاب إلى السوق أو المتجر لشراء ما يلزم لإعداد وجبة الطعام في المنزل. بل دعنا نفترض أيضاً أنني تمكنت من البحث عن وصفة طعام جديدة لأجربها. إن حدث كل ذلك، فهذه معجزة! وبعد ذلك، سينظر الأطفال لما أعددته من طعام ويسألون “ما هذا؟”، قد يشيرون إلى دجاج البارميزان الذي حاولت أن أقنعهم أنه “بيتزا الدجاج”. اثنان من ثلاثة (الولد الأصغر لم تنمُ له أسنان بعد) سيحاولون تذوق شوربة الفاصوليا الحارة ولكن إن كانت وصفة جديدة، هناك احتمال ألّا يستسيغها صغاري الذين لا يميلون إلى تجربة وصفات طعام جديدة. وأكون أنهكت نفسي من أجل وجبة لن يتناولها أحد على الأرجح.

أجد أنه من الأسهل بكثير أن أُعد طعاماً أعلم أن أطفالي سيتناولونه. وقد يكون ذلك في الغالب بيتزا مجمدة، وإلى جانبها قطع الفراولة، على سبيل المثال. أو الجبن المشوي سريع التحضير وأصابع الجزر. وقد أعد قطع الدجاج بصلصة التفاح وخبز الثوم. أجل، الأطفال يأكلون كرات اللحم، لكنني أستخدم كرات اللحم المجمدة! الحقيقة أنني لا أملك الوقت لإعدادها في المنزل هذه الأيام. عندما يكبر أطفالي، سأتمكن من طهو الطعام من دون خوف من أن يجرح طفلي نفسه أثناء انشغالي بتقليب الصلصة، وأنا أخطط لفعل ذلك. لكن حالياً، أحتاج لتركيز انتباهي على أطفالي وأحافظ على سلامتهم وأمنحهم السعادة. إذا فقدت أمهم صوابها أثناء تحضير فطيرة الكيش أو شعرت بالذنب الشديد لتقديم المكرونة والجبنة المعلبة بدلاً من إعدادها في المنزل، فمن المستفيد؟

ما زلت أبذل قصارى جهدي لتقديم طعام صحي لأطفالي. سأبتاع قطع الدجاج الخالية من المضادات الحيوية. كما أنني أحرص دائماً على شراء المنتجات العضوية. إنهم يأكلون خبز القمح الكامل ومنتجات الألبان الخالية من الهرمونات. لكنني أستخدم فرن الميكروويف أكثر من الفرن العادي. وهناك ليالٍ ينتهي بهم الأمر بتناول الحبوب والحليب على العشاء. وأحياناً أشعر بالذنب عندما ألجأ للبيتزا للعشاء أحياناً، لكن الأطفال سعداء!

وعندما أجد الوقت لطهو الطعام لعائلتي، كما هي الحال في عطلة نهاية الأسبوع، عندما يكون زوجي في المنزل، أفعل ذلك. بهذه الطريقة، لا يزال الأطفال يجربون تناول أطعمة جديدة مثل اللازانيا المطبوخة في أواني الفخار وفطيرة الدجاج. كل ما في الأمر أن هذا لا يحدث كل ليلة.

يصعُب عليّ أنا وزوجي فعل ذلك، لأنه يعود إلى المنزل متأخراً. وأنا لست الزوجة التي لديها وجبة جاهزة أعدتها في المنزل مسبقاً. وكثيراً ما نطلب طعاماً جاهزاً، وهناك أوقات أخرى نتناول فيها المتاح والأنسب. ففي بعض الأوقات، أتناول السلطة مع سمك التونة المعلب. وعندما يعود زوجي إلى المنزل، يسخّن فطيرة البوريتو المجمدة. لكن هذا طعام حقيقي وغذاء جيد لذلك اعتبره انتصاراً. أما الليالي الصعبة حقاً فتلك التي أتناول فيها على مضض بضع رقائق البطاطس والحمص أثناء وقت الاستحمام. ثم أدرك وأنا ذاهبة إلى فراشي، أن هذا هو كل ما تسنى لي فعله. وعلى رغم أن الحياة مضنية ومرهقة ومجنونة في الوقت الحالي، إلا أنني أعلم أنني سأشتاق إلى هذه الأيام. وبالطبع عندما يكبر أولادي، سيكون لدي الوقت للاستمتاع بطهو كل هذه الوجبات الشهية التي أراها على شاشة التلفزيون، وسأستمتع أكثر بتناولها! لكن سيكون المنزل أيضاً أكثر هدوءاً وخالياً من الأطفال.

أنحني احتراماً لكل الأمهات العاملات وربات البيوت ‏اللاتي يحضرن الوجبات المنزلية لأسرهن كل ليلة. لا أدري كيف يفعلن ذلك. في الوقت الحالي، أحاول قبول واقعي والتعايش معه، والذي يتلخص في تناول الخبز المحمص على طريقة تكساس أيام الثلاثاء (الجبن المذاب فوق قطع الخبز السميك)، وليلة جميلة كل أسبوع نتناول فيها التاكو (المكون من رقائق التاكو المُعَّدة مسبقاً وقطع الدجاج الخالي من العظم، والخس، والجبن المبشور). وإذا كنتِ تستخدمين الميكروويف، وتطلبين طعاماً جاهزاً أو كنتِ أماً تعتمد على طلب البيتزا الجاهزة مثلي. فسأقول لكِ هذا، لا تتوتري! إن كان أطفالك، في معظم الليالي، يبتسمون ويضحكون ويستمتعون بتناول عشاء عائلي معاً، فلا يهم من أعده، ولا يهم إن لم يكن مغذياً بما فيه الكفاية وبالكاد يمكن اعتباره طعاماً صحياً، فإن هذا لأمر رائع في نظري!

https://www.popsugar.co.uk/gdpr-consent?destination=https%3A%2F%2Fwww.popsugar.co.uk%2Fparenting%2FWhy-I-Dont-Cook-Dinner-My-Kids-45973452%3Futm_medium%3Dredirect%26utm_campaign%3DUS%3AFI%26utm_source%3Ddaraj.com

درج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى