شعر

الكتابة دفاعاً عن النفس/ خوان دومينغو أغيلار

أسير وحيداً

أسير وحيداً

أفكِّر في زمن غير الزمن

لمَّا تعرَّف أحدنا إلى الآخر

«لماذا لم تظهر قبل ذاك؟»

المترو إلى المكتب

النزهات برفقة الكلب

لمَّا كنتُ أعيش وإيَّاكِ

ذلك البيت الصغير في وسط المدينة

كؤوس برفقة الجيران

أعياد الميلاد معًا

الابن الذي لن نحظى به ما حيينا

والآن،

الشتاء الذي يرافقنا في مدينة غير المدينة

أسير وحيدًا

منطقة غير المنطقة

جيران غير الجيران

حانات

كلاب لا تعرف اسمي

عسى أن نظلَّ في هذا المترو

أفكِّر في الابن الذي لن يحمل اسمكِ يومًا

الابن الذي لن يأتي يومًا إلى سريرنا باكيًا

ذلك السرير حيث يسأل آخر عن صاحب الصورة:

«لا أحد».

■ ■ ■

الكتابة دفاعاً عن النفس

رغم عينَيْكِ

الكتابة

الخروج إلى الشارع

قَوْل شيء يستحقُّ العناء

رؤياكِ من بعيد، باسمةً، في الحانة

سماع صوتكِ

العودة إلى البيت

الجلوس

أمام ورقة بيضاء

الكتابة

الشعور بالألم

ورويدًا رويدًا

الكلمات

تتراصّ

كلمة إثر كلمة

إلى أن تشبه قصيدةً، في خاتمة المطاف،

تشبه جرحًا مفتوحًا، نازفًا

لا بد أن الشعر هو ذاك

أقول لنفسي

الشعر هو ذاك:

الكتابة دفاعًا عن النفس.

■ ■ ■

المكتبات أشبه بدور العزاء

المكتبات أشبه بدور العزاء

هناك تلقى معارف قدامى

تطرح أسئلة

لمُجرَّد أن يبدو عليك الاهتمام بالحديث

ويبدو أن كل شيء يسير على ما يرام

كالمعتاد

فالأشياء يجب أن تسير على ما يرم

وإلَّا،

لو قلتَ إنها لا تسير على ما يرام،

فلربما طال الحديث

أطول مما يُنصَح به

المكتبات أشبه بدور العزاء

هناك يظهر كل من لعب في حياتك دورًا،

ذات مرّة،

ليقدِّم آيات العزاء

المكتبات أشبه بدور العزاء

الكل يرنو إلى الأرض

لا يدري ماذا يقول

يترقَّب وصول آخر ليشغل الموضع الشاغر إلى جواره

الكل يمضي صوب المخرج

ثم يعود أدراجه

وكأنهم على وشك الرحيل

وإن كانوا لا يرغبون في ذلك

المكتبات أشبه بدور العزاء

الكل يدخِّن عند الباب

الكل يترقَّب في صمت

وأنا على وشك الانتهاء من السيجارة لم أزَل

أفكِّر في آخر ما قلتِ لي من الكلمات

قبل أن تطلبي مني أن أدعك وشأنك

«دعني وشأني»

هوذا حصاد أشهر كاملة

لم يغمض لي فيها جفن،

أيام

أولها حافل بالمشاريع

وليلها مفعم بالشكوك

المكتبات أشبه بدور العزاء

أسمع صوتكِ عَبْر الأروقة دومًا

وكأنها أول مرة نلتقي فيها

ومن ثم

يقترب أحدهم

يسألني عنكِ

المكتبات أشبه بدور العزاء

لا أحد يودّ الذهاب

ولكنها عامرة على الدوام.

* Juan Domingo Aguilar شاعر إسباني من مواليد جيّان عام 1993، تسلّم منصب مدير فرقة مسرح، وظهر شعره في مجلات وأنطولوجيات مختلفة، من بينها: “أصوات غرناطة إلى فدريكو”. كما نشر أنطولوجيا بعنوان “شيء يتحرّك – 25 شاعراً أندلسياً”. صدرت له مجموعتان شعريتان: “البنت بالأصفر”، و”نحن، الأرض الحرام” والأخيرة حازت “جائزة الشعر الأندلسي – بيا دي بليغروس” عام 2018.

** ترجمة عن الإسبانية: مارك جمال

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى