سياسة

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 15

مفاوضات «شاقة» في سوتشي بين الرئيسين حول سوريا… وأردوغان: أبرمنا تفاهماً تاريخياً مع بوتين

إسماعيل جمال

عواصم ـ «القدس العربي»  ووكالات: أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضيفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، مفاوضات دامت لأكثر من ست ساعات في منتجع «سوتشي» على البحر الأسود.

وكان بوتين أعلن في مستهل لقائه بأردوغان أمس، أن المحادثات ستكون طويلة وشاقة «فالوضع في المنطقة ليس سهلاً، ونحن جميعاً نتفهم هذا»، ولم يكن من الواضح المدة التي يمكن أن تستغرقها المفاوضات بين الجانبين.

وعقب اللقاء أكد بوتين التوصل إلى حلول «حاسمة» مع اردوغان حول سوريا. وقال إن «روسيا تعتقد أن قوى خارجية أججت المشاعر الانفصالية في شمال سوريا»، في إشارة إلى واشنطن وقوى أخرى، وإنه من «المهم عدم استفادة الإرهابيين من العملية التركية في شمال سوريا، وتحقيق استقرار دائم في سوريا لن يتحقق إلا من خلال احترام وحدة أراضي هذا البلد». وأضاف أن محادثاته مع أردوغان أسفرت عن قرارات مهمة جداً بالنسبة لسوريا. وشدد «يجب إخلاء سوريا من الوجود الأجنبي غير القانوني».

من جهته قال أردوغان: لقد أبرمنا تفاهما تاريخيا مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين. وأمل أردوغان أن تفتح اللجنة الدستورية الباب أمام تحول سياسي شامل يلبي التطلعات المشروعة للسوريين. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتفاق على تسيير دوريات روسية – تركية في شمال شرقي سوريا.

وكان الكرملين أعلن قبل لقاء الرئيسين أنهما سيدرسان مقترح وزيرة الدفاع الألمانية انغريت كرامب – كارنباور الداعي إلى إنشاء منطقة حماية دولية في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن المقترح مبادرة جديدة، لكن ليس هناك موقف منها بعد.

تزامناً أكد أكراد سوريا التطبيق الكامل لشروط وقف إطلاق النار مع تركيا شمال سوريا. وقال القيادي ريدور خليل لوكالة فرانس برس «لقد قمنا بالإلتزام الكامل بشروط وقف إطلاق النار مع الجانب التركي وفق الاتفاقية بينهم وبين الولايات المتحدة، وقمنا بسحب جميع قواتنا العسكرية والأمنية من منطقة العمليات العسكرية، الممتدة من رأس العين شرقاً حتى تل ابيض غرباً».

وفي واشنطن، أكد مسؤول أمريكي، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أبلغ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في رسالة «سحب جميع قوات وحدات حماية الشعب» من المنطقة الحدودية.

من جهته أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس دعمه للمقاتلين الأكراد «الذين يتصدون لهجوم تشنه أنقرة» في شمال شرقي سوريا، من دون أن يسمّيهم. وقال الأسد في تصريحات أدلى بها خلال زيارته خطوط الجبهة الأمامية ضد الفصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) «نحن مستعدون لأن ندعم أي مجموعة تقوم بمقاومة شعبية ضد العدوان التركي». وهاجم الرئيس التركي بشدة ووصفه باللص.

——————-

بوتين يهاتف بشار: “الاحترام متبادل” بين تركيا وسوريا!

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شرح لنظيره السوري بشار الأسد، هاتفياً، نتائج محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح بوتين، بعد محادثات مطولة مع أردوغان، في الاتصال الهاتفي مع بشار أن استعادة وحدة الأراضي السورية كان الهدف الأساسي.

وقال الكرملين إن الأسد وجه الشكر لبوتين كما “عبر عن تأييده الكامل لنتائج العمل وأيضا استعداد قوات حرس الحدود السورية للوصول مع الشرطة العسكرية الروسية إلى الحدود السورية التركية”.

“الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية” السورية ذكرت أن بشار أكد في الاتصال على “الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة”، وبأن “أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون المسؤولية فيما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن”، ومؤكداً على “عودة السكان إلى مناطقهم، لإيقاف أي محاولات سابقة لأي تحول ديموغرافي حاول البعض فرضه”، مشدداً على “استمرار سوريا بمكافحة الإرهاب والاحتلال لأي شبر من الأراضي السورية، وبكل الوسائل المشروعة”.

وقال الكرملين، الأربعاء، إنه في حال لم ينسحب الأكراد من المناطق المتفق عليها شمالي سوريا، ستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، وسيواجهون ضربات الجيش التركي. وأكد الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، أن الولايات المتحدة “تخلت عن الأكراد في شمالي سوريا وخانتهم”.

في حين ذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن المهمة الأساسية للمحادثات بين بوتين وأردوغان، تمثلت بوقف الأعمال القتالية في سوريا.

وقال شويغو، في مؤتمر صحافي، تعقيبا على بنود المذكرة الروسية التركية حول سوريا: “الأهم اليوم هو الخروج من هذه الأزمة ووقف الأعمال القتالية ووقف المخططات الكفيلة بترك الأوضاع تتطور وفقا للسيناريو السلبي”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات مع الأكراد قبل لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان، قال شويغو: “أمامنا عمل كبير، فقد بحثنا خيارات مختلفة، بما في ذلك إدخال قوات حكومية سورية إلى هذه الأراضي (بالقرب من حدود تركيا في شمال سوريا). لكننا قررنا في نهاية المطاف أن تدخل إلى هناك قوات حرس الحدود (السورية) مع وحدات الشرطة العسكرية الروسية”.

وأشار الوزير إلى أن مهمة تسيير دوريات روسية تركية مشتركة في المناطق السورية التي ينسحب منها المقاتلون الأكراد ستحتاج إلى قوات ومعدات عسكرية إضافية.

كما تطرق شويغو إلى “موضوع إعادة الإرهابيين الأجانب المحتجزين في سوريا إلى أوطانهم”، مشيرا إلى أن هذه المسألة شديدة التعقيد وغير محددة من قبل القانون الدولي.

واعتبر الوزير أن حل هذه المسألة قد يتطلب إنشاء أجهزة مختصة أو انشغال الأمم المتحدة بهذا الموضوع بشكل مباشر، موضحا أن الأشخاص المحتجزين في سوريا يُنظر إليهم على أنهم إرهابيون، لكن إثبات ضلوعهم في النشاطات الإرهابية سيحتاج إلى أدلة، وليس من الواضح ما هو الطرف الذي سيقدم هذه الأدلة.

وكان بوتين قد قال في المؤتمر الصحافي مع أردوغان: “سيكون على الأتراك والسوريين العمل معا على ضمان الهدوء على الحدود، ولن يكون من الممكن القيام بذلك دون التعاون بين تركيا وسوريا على أساس الاحترام المتبادل”.

كما أكد الرئيس الروسي على “ضرورة إطلاق حوار واسع بين الحكومة السورية والأكراد في شمال شرق سوريا، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري متعدد القوميات”.

وأضاف: إن الطرفين ناقشا كذلك القضايا الإنسانية في سوريا، وقال في هذا السياق: “نعتبر أن من الضروري مواصلة مساعدة اللاجئين السوريين في العودة إلى وطنهم، ما سيتيح التخفيف بصورة ملحوظة من العبء الاجتماعي الاقتصادي الذي تتحمله الدول الموافقة على استقبال السوريين وعلى رأسها تركيا، وندعو المنظمات الدولية، خاصة الوكالات المعنية للأمم المتحدة، إلى تقديم مساهمة إنسانية بشكل أنشط لكل السوريين العائدين دون أي تمييز وتسييس وشروط مسبقة”.

——————

تركيا توقف”نبع السلام”..و”الإدارة الذاتية” تناقش الاتفاق الروسي-التركي

ذكر بيان لوزارة الدفاع التركية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا قد اكتمل.

وأضاف البيان أنه “لا توجد حاجة في هذه المرحلة لشن عملية أخرى خارج المنطقة الحالية للعمليات”.

ووافقت تركيا، بناء على هدنة توسط فيها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، على وقف إطلاق النار في شمال سوريا لمدة خمسة أيام، انتهت الثلاثاء.

وقالت وزارة الدفاع التركية، فجر الأربعاء، إنه لم تعد هناك ضرورة لشن عملية عسكرية جديدة غير “نبع السلام”، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن سوريا، وأنه ستبدأ جهود مشتركة بين الدولتين في هذا الصدد.

وذكر البيان أنه “يوم 17 أكتوبر/تشرين أول الجاري، تم التوصل لاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بشأن شرق الفرات، تم بموجبه تعليق عملية (نبع السلام) 120 ساعة، مضيفاً “وحتى اليوم قمنا بإبداء الحساسية اللازمة للإيفاء بالمسائل التي نص عليها الاتفاق”.

وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة أعلنت في نهاية المدة أن عملية انسحاب تنظيم بي كا كا/ي ب ك من المنطقة قد اكتملت”، وتابع: “اعتباراً من الأربعاء، ستبدأ الجهود المشتركة مع روسيا في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي بين الرئيس، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء”.

وأضاف: “وعملاً بالاتفاق المذكور، والذي يتضمن المبادئ المتعلقة بأمن حدودنا خارج منطقة عملية نبع السلام وإخراج عناصر تنظيم (ي ب ك) الإرهابي لمسافة تمتد لـ30 كيلومتراً، لا يقتضي الأمر شن عملية جديدة في هذه المرحلة باستثناء منطقة عملياتنا الحالية”.

الوزارة التركية شددت في الوقت ذاته على أن تركيا لن تسمح مطلقاً “بتشكيل ممر إرهابي عند حدودها الجنوبية، وأنها ستتصدى للعناصر الإرهابية بكل حسم وقوة”. واستطردت في بيانها قائلة: “ومن خلال ممر سلام سيتم تأسيسه بالمنطقة، سنعمل على إعادة أخوتنا السوريين الذين هجروا من أماكنهم، إلى منازلهم وأراضيهم بشكل آمن وطوعي”.

وينص الاتفاق الروسي-التركي على نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية في الأراضي المحاذية لمنطقة العملية التركية، اعتبارا من الساعة 12:00 ظهر الأربعاء. وتقضي مذكرة التفاهم بمنح “وحدات حماية الشعب” 150 ساعة للخروج الكامل من منطقة عمقها 30 كيلومتراً على الحدود السورية التركية، لتبدأ بعد ذلك روسيا وتركيا تسيير دوريات مشتركة.

كما اتفق الرئيسان على إسهام روسيا في تطبيق اتفاق أضنة المبرم بين سوريا وتركيا عام 1998، ومواصلة البلدين العمل المشترك لمحاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

بدوره، أعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن “مشروع الدويلة الإرهابية بشمال شرق سوريا، أصبح جزءا من الماضي، بعد الاتفاق التركي الروسي”.

وأضاف: “حققنا نجاحا ديبلوماسيا تاريخيا بفضل القيادة القوية لرئيسنا رجب طيب أردوغان”. وتابع: “سنحقق نتائج في كفاحنا ضد الإرهاب، عبر مواصلة التعاون مع الدول الصديقة والحليفة، مشروع الدويلة للتنظيم الإرهابي الانفصالي (ي ب ك) أضحى جزءا من الماضي”.

من جهتها، ذكرت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” أنها على علم ببنود الاتفاق الروسي-التركي وتجري مناقشات حوله.

وقال المتحدث الرسمي باسم العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” كمال عاكف، في تصريح لوكالة “هاوار” الكردية: “بالنسبة للبنود والنتائج التي تم الإعلان عنها نتيجة اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والتركي.. مع انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا، تقوم إدارتنا بمتابعتها ومناقشتها وتقييمها”.

وذكر المسؤول الكردي أن “الإدارة الذاتية” ستعلن عن موقفها من هذا الاتفاق في وقت قريب، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

———————-

ترامب عن الاتفاق الروسي-التركي: أخبار سارة!

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معلقاً على الاتفاق التركي الروسي بشأن سوريا: “يبدو أن هناك أخباراً سارة بخصوص تركيا وسوريا والشرق الأوسط. وهناك المزيد من المعلومات ستأتي”.

جاء ذلك في تغريدة نشرها ترامب، في “تويتر”، تعليقاً على الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء بشأن سوريا.

وفي وقت سابق الثلاثاء، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية روسية انتهت بالتوصل لاتفاق حول انسحاب “وحدات حماية الشعب” الكردية بأسلحتها، عن الحدود التركية مسافة 30 كيلومتراً، خلال 150 ساعة.

من جهته، أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، عن انسحاب القوات الكردية من المنطقة الآمنة في سوريا، مشيراً إلى أن المحادثات مع تركيا حول وقف دائم لإطلاق النار في سوريا مستمرة.

وقال بنس متحدثاً في مؤسسة التراث في واشنطن: “تلقينا اليوم رسالة من قائد قوات وحدات حماية الشعب الكردية مفادها أن جميع قواتهم العسكرية قد انسحبت بالكامل من المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا”.

وأضاف بنس: “لحين مجيئي إلى هنا يواصل فريقنا مشاوراته مع الجانبين (الكردي والتركي) على أمل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار قريبا”. وختم قائلا: “المناقشات مستمرة”.

من جهته، استبعد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، حدوث مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب الحملة العسكرية التي تخوضها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

وقال إسبر في مقابلة مع قناة CNN الأميركية: “لن نقاتل حليفنا في الناتو”. وأوضح الوزير موقف الولايات المتحدة التي رفضت حماية المقاتلين الأكراد شمال سوريا بعد شن الجيش التركي عملية “نبع السلام” ضدهم، قائلا إن الولايات المتحدة “لم تأخذ على عاتقها التزاما بحماية الأكراد من حليف أميركا القديم في الناتو”.

مع ذلك، فقد أعلن إسبر أن الولايات المتحدة ستعتبر تركيا مسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في حق الأكراد، إذا ثبتت صحة التقارير الواردة بهذا الخصوص. وقال الوزير: “لقد رأينا هذه التقارير ونحاول متابعتها. إنها تقارير مروعة، وإذا ثبتت صحتها فإنها ترتقي لجرائم حرب”، مضيفا أنه شخصياً لا يشكك في صحتها.

وتوصلت تركيا والولايات المتحدة، في 17 تشرين أول/أكتوبر، إلى اتفاق بشأن تعليق عملية “نبع السلام”، وافقت أنقرة بموجبه على وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لتمكين مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية من إخلاء المنطقة المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين.

وفي السياق، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، قال، إن العشرات من مقاتلي تنظيم “داعش” فروا منذ أن بدأت تركيا عملية “نبع السلام” شمال شرق سوريا.

ورداً على سؤال للسيناتور الديموقراطي كريس كونز، خلال جلسة للكونغرس، عما إذا كان يعرف عدد مقاتلي “داعش” الذين فروا، أوضح جيفري: “أقول العشرات (منهم) في هذه المرحلة”.

وكانت معلومات صادرة من جهات متعددة قد أكدت فرار المئات من مقاتلي وعائلات “داعش” الذين كانت “قوات سوريا الديموقراطية” تحتجزهم.

وكشف جيفري، أنه كان هناك تفاهم بين القوات الأميركية والتركية لمنع وقوع أي تصادم بينها في سوريا. وفي جلسة الاستماع أوضح جيفري أن “دخول العسكريين الأتراك في معركة ضد القوات الأميركية كان أمرا مستبعدا”.

وقال جيفري: “لو تلقت القوات الأميركية أمرا بقتال حليفها في الناتو، لكان على الأتراك أن يفكروا مرتين.. لكنها لم تتلق مثل هذه الأوامر أبدا في ظل الإدارتين الأخيرتين في الواقع كنا نقول لتركيا عكس ذلك تماما”.

وتابع جيفري: “نحن في وضع أفضل الآن عما كنا عليه قبل أسبوع…حين ننظر إلى وقف إطلاق النار، أعتقد أننا قمنا بعمل جيد وأوقفنا هذا الصراع”. وقال إن الجيش التركي وافق على وقف القتال بشكل دائم إذا انسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة الأسبوع الماضي. وأضاف أن العقوبات الأميركية على أنقرة ستخفف فقط إذا أوقفت تركيا الهجوم.

وقال جيفري إنه لم يتم استشارته بشأن قرار ترامب سحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا مضيفا أنه شعر “بغضب” من الهجوم التركي لكنه قال إن تركيا لا تزال ديموقراطية تتبنى العديد من القيم الأميركية وليست خصما لبلاده على الساحة الدولية.

في حين أفاد وزير الدفاع الأميركي بأن السبب الرئيس لتعاون بلاده مع “وحدات حماية الشعب” في سوريا، هو مكافحة “داعش”، وأن تلك العلاقة تأسست في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. كما رفض إسبر الادعاءات بـ”فرار الآلاف” من عناصر “داعش” المعتقلين شمال شرقي سوريا، جراء العملية التركية. وأوضح أنهم على علم بفرار فقط ما يزيد على 100 معتقل بقليل، من أصل 11 ألف عضو من داعش، معتقل شمال شرقي سوريا. وأضاف: “لذلك لسنا الآن أمام حالة فرار جماعي مثلما يتوقع الجميع”.

من جهته، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن قائد “قوات سوريا الديموقراطية” أبلغ الولايات المتحدة بأنهم نفذوا جميع الالتزامات الخاصة بهم بموجب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة لسحب قواتهم من منطقة حدودية مع تركيا في شمال شرق سوريا.

وأضاف المسؤول للصحافيين: “وصلت رسالة من اللواء مظلوم… بأنه نفذ جميع التزاماته بموجب الاتفاق الذي أبرمناه مع الأتراك… لسحب كل قوات وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة التي يسيطر عليها الأتراك”.

وقال مسؤول ثان بالإدارة الأميركية إن تقارير للمخابرات توضح أن “قسد” غادرت المنطقة. وأوضح المسؤول الأول أن أنقرة وواشنطن على اتصال وثيق للتحقق من حدوث الانسحاب وذلك لضمان أن يتحول وقف الهجوم العسكري التركي في شمال سوريا إلى وقف دائم مثلما تم الاتفاق عليه في تركيا الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول الأول: “نعتقد أن تركيا ستوافق في النهاية على حدوث الانسحاب بموجب شروط الاتفاق. هذا يعني أن التوقف التركي (عن القتال) يصبح وقفا تركيا في العمليات العسكرية”.

وأضاف أنه إذا لم توقف أنقرة العمليات فسوف تتعرض لعقوبات أميركية. وتابع: “أي عملية عسكرية تركية تمضي قدما في نهاية (مهلة مدتها) 120 ساعة عندما يفترض أنهم سينتقلون إلى وقف رسمي لإطلاق النار أكثر صرامة تحت اسم وقف… سيقودنا إلى استنتاج أن الأتراك انتهكوا اتفاقنا وهو ما يحتم فرض عقوبات”.

وأوضح المسؤول الثاني أن العقوبات التي فرضت على تركيا الأسبوع الماضي لم ترفع بعد. وقال: “لن نرفع العقوبات قبل وقف لإطلاق النار”. وأضاف أن الولايات المتحدة تحتفظ بوجود لقتال “الدولة الإسلامية” وحماية حقول النفط.

———————

النص الكامل لوثيقة التفاهم التركي-الروسي حول شمال شرق سوريا

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، على مذكرة تفاهم تقضي بنشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية إلى جانب وحدات من قوات النظام شمال شرق سوريا وتطبيق اتفاق أضنة.

وفي ما يلي النص الكامل للاتفاق:

اتفق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين على النقاط التالية:

1- كلا الجانبين أكدا على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.

2- أكدا التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.

3- سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.

4 – كلا الطرفين أكدا مجدداً على أهمية اتفاقية أضنة، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.

5- اعتبارًا من الساعة الـ12:00 ظهرًا يوم 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان الى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر “ي ب ك” وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.

في تلك اللحظة، سيبدأ تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية “نبع السلام” بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.

6- سيتم إخراج جميع عناصر “ي ب ك” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.

7- كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.

8- سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطواعية والآمنة للاجئين.

9- سيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.

10- سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانة وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.

———————–

قمة بوتين-أردوغان:إنتشار روسي وسوري متاخم للمنطقة الآمنة

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، على مذكرة تفاهم تقضي بنشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية شمال شرق سوريا وتطبيق اتفاق أضنة.

وتلا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في ختام المباحثات بين الرئيسين نص المذكرة، الذي جاء فيه أن “الشرطة العسكرية الروسية ووحدات الجيش السوري ستدخل الأراضي المتاخمة لمنطقة العملية التركية” شمال سوريا، ابتداء من الساعة 12:00 يوم 23 أكتوبر.

وبحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”، جاء في المذكرة أن “الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية ستساعد على انسحاب الوحدات الكردية وسحب أسلحتها إلى 30 كلم عن الحدود السورية – التركية، ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب خلال 150 ساعة بعد الساعة 12:00 يوم 23 أكتوبر”.

وبعد ذلك ستبدأ روسيا وتركيا بتسيير دوريات مشتركة في المنطقة بعمق 10 كلم داخل الأراضي السورية، شرقي وغربي منطقة عملية “نبع السلام”، باستثناء مدينة القامشلي.

وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو وأنقرة اتفقتا على آلية مشتركة لمراقبة تنفيذ المذكرة حول سوريا، وأن روسيا وتركيا ستسيران دوريات مشتركة في “المنطقة الآمنة” بشمال سوريا.

وتنص المذكرة على الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة بين تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كلم داخل الأراضي السورية. وأكدت المذكرة على أهمية الحفاظ على اتفاقية أضنة بين تركيا وسوريا في الظروف الراهنة، وأن روسيا ستساهم في تطبيقها. كما سيتم، حسب المذكرة، انسحاب الوحدات الكردية من منبج وتل رفعت.

الرئيس الروسي قال إن محادثاته مع الرئيس التركي أسفرت عن قرارات مهمة جدا بالنسبة لسوريا لكنه لم يوضح ما هي هذه القرارات، قبل أن يكشف لافروف فحوى الاتفاق.

وتحدث بوتين بعد أن أبلغ قائد قوات كردية في شمال شرق سوريا الولايات المتحدة إنه أوفى بكل التزاماته بموجب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة.

من جهته، قال الرئيس التركي: “لقد أبرمنا تفاهما تاريخيا مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين”.

وأضاف “سيخرج إرهابيو تنظيم ي ب ك مع أسلحتهم من المنطقة حتى عمق 30 كم خلال مدة 150 ساعة تبدأ الساعة 12.00 ظهر الأربعاء”.

—————–

التايمز: نجاحات بوتين الدولية سببها التشوش الغربي خاصة سوريا

علقت صحيفة “التايمز” البريطانية على ما سمتها “غزوات بوتين العالمية” قائلة إن انتصاراته راجعة إلى التشتت في الدبلوماسية الغربية.

وقالت إن قرار الرئيس دونالد ترامب قبل أسبوعين سحب القوات الأمريكية من شمال- شرق سوريا أدى لنزع الحماية الأمريكية عن الأكراد وفتح المجال أمام التوغل التركي في سوريا، ولم يترك قرار ترامب للأكراد أي خيار سوى البحث عن حام جديد لهم وهو روسيا وقوات بشار الأسد.

ولهذا السبب وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود واتفق الزعيمان على خطوة مهمة.

وربما كانت قمة سوتشي نهاية للتوغل التركي إلا أن الثمن الذي ستدفعه المنطقة والعالم سيكون باهظا. وهو كما تقول الصحيفة “تقوية الأسد وتأكيد عودة روسيا كقوة عالمية دبلوماسية وعسكرية”.

ولم يفت سوى خمسة أعوام عندما وصف الرئيس باراك أوباما روسيا كقوة إقليمية. وكان حديثه في معرض قرار موسكو ضم شبه جزيرة القرم وحربها في شرق أوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين زادت قوة روسيا وتركت آثارا مضرة على الأمن الغربي، فقد تدخل الكرملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وقام لاحقا بالتواطؤ وربما استخدم غاز الأعصاب في بريطانيا.

كما وسعت روسيا حربها ضد أوكرانيا باستهداف قارب عسكري، ونشرت الأكاذيب ضد أدواتها الإعلامية “روسيا اليوم” و”سبونتيك”. وسعت لتوسيع تأثيرها في دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا.

وتزامنت زيارة أردوغان إلى سوتشي مع أول قمة روسية- أفريقية والتي حضرها أكثر من 50 رئيس دولة في أفريقيا. إلا أن الضرر الأكبر الناجم عن غزوات روسيا العالمية كان تدخلها في سوريا عام 2015. فقد دخلت إلى نزاع كارثي تسبب بمقتل مئات الآلاف من المدنيين وترحيل الملايين وكل ذلك بذريعة هزيمة تنظيم الدولة، مع أن الهدف الحقيقي كان هو دعم نظام بشار الأسد. ومن هنا أدى تخلي ترامب عن الأكراد لمنح بوتين الفرصة التي كان ينتظرها لتقوية موقف الأسد وتقديم نفسه كوسيط نزيه. وربما كان توقع نهاية الحرب حتى بشروط بوتين أملا إنسانيا لكن نهايتها تعني استهداف قوات الأسد آخر معقل للمعارضة في إدلب، وهذا يعني وحشية وضحايا كثر، مما يعني أزمة لجوء جديدة تنتشر قريبا من الحدود التركية. ويأمل أردوغان بعد تفريقه الأكراد بإعادة تأهيل 3.6 مليون لاجئ سوري في بلاده.

وترى الصحيفة أن وقف الكارثة السورية هي موضوع سائد في سياسة الشرق الأوسط ولكن القوى الغربية فشلت بشكل صارخ في المهمة الدبلوماسية، في وقت سمحت فيه لبوتين لعب ورقة نفوذه على تركيا وبيعها النظام الصاروخي أس- 400 وبناء أول مفاعل للطاقة النووية.

وفي ضوء حالة التشتت التي تعاني منها الدبلوماسية الغربية بات حلفاء أمريكا التقليديون مثل إسرائيل والسعودية، ولا ننس حليفة روسيا الإقليمية إيران، تبحث عن علاقات مع بوتين الذي يعمل على جعل بلاده قوة عالمية.

وتدافع الصحيفة عن ترامب وموقفه من الحلفاء وضرورة الإنفاق للدفاع عن أنفسهم، لكنه مخطئ كما تقول في تعامله مع التحالفات باعتبارها عقودا تجارية. ومن خلال الفراغ الذي خلقه الغرب أدخل بوتين قوة بلاده العسكرية ومعتقداتها الأيديولوجية. ومع أنه سيكتشف لاحقا أن توسعه لا يتناسب مع اقتصاده الضعيف، ولكن الضرر قد حدث.

ويرى محرر شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر أنه في الموضوع السوري علينا النظر أبعد من الغضب ومزاعم النصر لكي نعرف ماذا يجري حقيقة في المنطقة.

وقال إن التغطية للغزو التركي ركزت أولا على السياسة الأمريكية وإن كان الرئيس ترامب قد دمر مستقبل أمريكا في الشرق الأوسط بالإضافة لمصير الأكراد. ونظر للرئيس أردوغان على أنه حقق انتصارا كبيرا فيما بدا شجب بوتين الزائف للتوغل عبر ابتسامته الواسعة وهو يستقبل أردوغان في سوتشي. إلا أن النتيجة ليست بهذه الصورة لأن الشخص الوحيد الذي لم يذكر كان بشار الأسد الذي كان النصر له بمثابة الهدية التي لم يتوقعها. ففي الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) كان ثلث أراضي سوريا بأيد معادية، قوة انفصالية تدعمها الولايات المتحدة، ولم يتجرأ أحد على مواجهتها وقال جنرالاتها إنهم موجودون ليبقوا. وفي 6 تشرين الأول (أكتوبر) غير الرئيس ترامب كل هذا بمكالمة هاتفية.

وبعده بساعات كانت القيادة الكردية لقوات سوريا الديمقراطية على الهاتف مع بوتين الذي طلبت منه ترتيب لقاء لها مع بشار الأسد. ووعد هذا باستعادة أرضه في أيام لو دخلت القوات التركية.

وفي غضون أسبوع دخلت قوات الأسد مناطق الأكراد. واليوم تسيطر على كل الحدود السورية مع تركيا باستثناء 70 كيلو مترا التي دخلتها تركيا. صحيح، قال الأسد إنه يعارض الاحتلال التركي للتراب السوري، لكن أنقرة لا تعد تهديدا لحكم عائلته. وكما أظهر العراق، فمنطقة حكم كردية شبه مستقلة بدعم أمريكي يمكن أن تظل مشكلة ونقطة انطلاق للتدخلات المستقبلية.

وهناك الكثير الواجب الاتفاق عليه، مثل طبيعة الحكم الذاتي المسموح به للأكراد. ولا تزال المناطق غير الكردية في شرق سوريا من الرقة إلى الحدود العراقية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وليس من الواضح ماذا سيقرر الأمريكيون، الرحيل أم البقاء، إلا أن عودتها للنظام باتت قريبة. قبل خمسة أعوام كان الكلام يدور حول نجاة الأسد من الثورة ضده، لكنه لن يستطيع استعادة سوريا ما قبل عام 2011، ولم يوحدها بعد لكنه قد ينجح.

———————-

مصادر: تركيا تقيّم خطتها لإقامة 12 موقعا للمراقبة شمالي سوريا

إسطنبول: قالت مصادر أمنية تركية، الأربعاء، إن أنقرة تعيد تقييم خطتها لإقامة 12 موقعا للمراقبة في شمال شرق سوريا، وذلك بعد اتفاق مع موسكو يدعو لانسحاب مقاتلين أكراد من المنطقة الحدودية.

وذكرت المصادر أنه ليس هناك حاجة لعملية عسكرية جديدة في أعقاب انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من منطقة سيطرت عليها قوات تقودها تركيا في هجوم بدأ يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول.

(رويترز)

—————————

واشنطن بوست: ترامب لا يستطيع إخراج أمريكا من الشرق الأوسط

إبراهيم درويش

لماذا يجد الرئيس دونالد ترامب صعوبة في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط؟ يقول آدم تيلور مراسل صحيفة “واشنطن بوست” إن السبب متعلق بالسياسة والقرارات المتعجلة والجدل المتزايد بين المحاربين القدماء الذي تشير استطلاعات الرأي أن وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان لا يستحق كل العناء.

ويضيف أن الرئيس ترامب طالما تعهد بشكل متكرر لسحب القوات الأمريكية من سوريا حيث قال في تغريدة ” نقوم ببطء وحذر بجلب جنودنا العظام وجيشنا إلى الوطن” وقال أمام الصحافيين “لقد حان الوقت للعودة إلى الوطن” وفي تغريدة يوم الأحد أنه “سيحضر الجنود إلى الوطن” وبدا أن كلام الرئيس ليس مثل الفعل، ففي الوقت الذي قال فيه إنه سيسحب القوات من سوريا أعلنت وزارة الدفاع عن إرسال 1.800 من القوات إلى السعودية. ثم أعلن مارك إسبر، وزير الدفاع عن سحب ألف جندي من سوريا إلى العراق مما يعني أنهم لن يعودوا إلى أمريكا، ثم عاد وقال يوم الإثنين إن الجنود الأمريكيين في سوريا لن يخرجوا كلهم منها. وقال أثناء زيارته إلى أفغانستان أنه سيتم الإحتفاظ بقوة صغيرة لحماية حقول النفط من تنظيم الدولة وغيرهم ممن سيحاولون استخدام موارده لتمويل نشاطاتهم الخبيثة.

 ويعلق تايلور على أن التحول المستمر في خطط نقل القوات بالمنطقة يأتي وسط النقاش حول طبيعة وجودها هناك. ذلك أن حياة الجنود تعرضت للخطر بدون منافع حقيقية على أمريكا، كما أن وجودها لم يؤد لتغيير الظروف على الأرض وإنهاء النزاعات في المنطقة. إلا أن قرارات ترامب سحب القوات أظهر أنها تؤدي لتخريب أولويات أمريكا بالمنطقة. ففي أفغانستان قال إسبر يوم الإثنين أن عدد القوات الأمريكية هناك تم تخفيضه بحوالي 2.000 نسمة، ومع أن المحادثات مع طالبان قد انهارت إلا أنها تكتشف أن واحدا من مطالبها، وهو رحيل القوات الأمريكية يحدث بدون اتفاق.

أما في سوريا فقد أدى سحب الدعم عن المقاتلين الأكراد إلى التدخل التركي وتوسع تأثير الحكومة السورية والروس وعودة محتملة لتنظيم الدولة. وقال مسؤول بارز إن القوات الأمريكية في سوريا غاضبة جدا من وقف إطلاق النار الذي يتباهى ترامب بتحقيقه. ولكن استعداد ترامب لتخفيف البصمات الأمريكية في الخارج يمنحه أحيانا حلفاء غير محتملين. ففي نقاش بين المرشحين الديمقراطيين لانتخابات عام 2020 في الأسبوع الماضي دعت السناتورة إليزابيث وران لخروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وقال “لا أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا قوات في الشرق الأوسط”. ورغم مظاهر الشك لدى الديمقراطيين من الوجود الأمريكي في المنطقة إلا أن تصريحات وارن كانت الأوضح. وتعد وارن العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ متقدمة في استطلاعات الرأي على بقية المرشحين، وقالت إنها مستعدة لسحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان حتى قبل التوصل لاتفاق. وانتقدها منافسها جوزيف بايدن لمواقفها من الشرق الأوسط. وقال “لم اسمع كلاما مثل هذا يقوله شخص لديه معرفة جادة بالسياسة الخارجية” “سحب كل القوات من الشرق الأوسط”. وحاولت حملة وارن أن توضح تصريحاتها لاحقا وقالت إنها كانت “تتحدث عن الجنود المقاتلين لا الذين ينتشرون في الشرق الأوسط لأغراض غير قتالية” وأن وارن “تعتقد أنه يجب إنهاء كل الحروب اللانهائية” وتريد “سحب القوات بطريقة مسؤولة من الشرق الأوسط” إلا ان هذا التوضيح لا يأخذ بعين الإعتبار تعقيدات الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وهناك عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط ممن لا يشاركون في النزاعات ولكنهم يدعمون مشاركة أمريكا في النزاعات من خلال القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة بالمنطقة مثل قاعدة العديد في قطر والقاعدة البحرية في البحرين. ولا يعرف إن كان كلام وارن ينطبق على 2.500 من القوات الامريكية التي تسهم بدعم وتدريب قوات الأمن العراقية أو الألف جندي الذين كانوا يدعمون الأكراد أو 1.800 من الجنود الذين تم إرسالهم للسعودية للمساعدة بردع إيران وجماعاتها الوكيلة. ولكن فكرة إعادة النظر بالوجود الأمريكي في المنطقة له منطقه. وكما يقول إيلان غولدنبيرغ، مدير أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد ” هل هناك من يعتقد أن ما نفعله منذ 20 عاما يترك أثره؟”. وقبل ترامب ووارن كانت لدى باراك أوباما أفكاره حول الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وقال في عام 2007 بشيكاغو “حان الوقت لأن ننهي وجودنا في العراق”. وقال إنه مصر على جلب القوات من أفغانستان بنهاية ولايته الثانية. وكرر نفس الكلام بأن “لا حل عسكري” للنزاعات حول العالم. ومع أنه سحب القوات من العراق عام 2011 إلا أنه أعادها عام 2014 بضغط من تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. ولم ينجز أبدا خطته لسحب القوات من أفغانستان. وفي أثناء حكمه الذي استمر 8 أعوام شنت الولايات المتحدة غارات على سبعة دول: أفغانستان وليبيا وباكستان والصومال وسوريا واليمن. وربما نجح أوباما بسحب القوات من المنطقة لكنه تركها منخرطة في نزاعات المنطقة التي بدت مستعصية.

وبدا ترامب مهتما بالوجود الأمريكي أبعد من الشرق الأوسط، فقد اشتكى من الوجود الأمريكي في كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا إلا أنه كان متناقضا في كلامه. وفي الوقت الذي رمى فيه الأكراد الحجارة والفواكه المتعفنة على الجنود الأمريكيين المنسحبين من مناطقهم قال ترامب إن أمريكا قد تخوض حربا جديدة في إشارة للتوتر المتزايد مع إيران، كل هذا يزيد من الضغوط على الوجود العسكري الأمريكي في الخارج. وهذا الوجود واسع أكثر مما يتخيله الواحد. فمنذ عام 2015 بلغ عدد القواعد العسكرية الأمريكية 800 قاعدة منتشرة في 70 دولة، وهذا راجع إلى إرث الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة والحرب على الإرهاب. وفي النهاية حاول أوباما حل لغز القوات الأمريكية المتورطة في الحرب الخارجية إلا أن ترامب حاول تجاهلها. ويبدو أنه من السهل الحفاظ على القوات الأمريكية في الخارج من محاولة إعادتها إلى الوطن.

———————

روسيا: أمريكا غدرت بأكراد سوريا

موسكو: قال الكرملين، الأربعاء، إن الولايات المتحدة غدرت بأكراد سوريا وتخلت عنهم، وناشدهم الانسحاب من منطقة الحدود بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة وإلا سيصبحون فريسة للجيش التركي.

جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية. وذكر أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.

وقال بيسكوف إن حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية سيضطران للانسحاب من شمالي سوريا إذا لم تنسحب عناصر تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” من تلك المنطقة.

وأكد بيسكوف ضرورة انسحاب “ي ب ك/ بي كا كا” من الحدود في إطار الاتفاق، قائلًا: “إذا لم ينسحبوا سيضطر حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية للانسحاب”.

ولفت إلى أنه في حال عدم انسحاب “ي ب ك/ بي كا كا” في إطار الاتفاق بين روسيا وتركيا فإنهم سيواجهون ضربات الجيش التركي.

(وكالات)

———————-

جاووش أوغلو: الاتفاقيتان مع أميركا وروسيا نجاح سياسي

نفى وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو وجود اتصال مباشر بين تركيا والنظام السوري. جاء ذلك خلال استضافته في طاولة محرري “الأناضول”، اليوم الأربعاء، حيث وصف أيضًا، الاتفاقيتين التركيتين مع أميركا وروسيا بخصوص سورية بأنهما نجاح سياسي، مشيرا إلى أن أكبر بلدين في العالم (روسيا وأميركا) قبلا شرعية العملية العسكرية التركية في شمال سوية.

وكانت وكالة “رويترز”، نقلت الثلاثاء، عن مصادر تركية مسؤولة، قولها إنّ تركيا والنظام السوري يجريان اتصالات سرّية مباشرة وغير مباشرة، لتفادي المواجهة المباشرة شمال شرقي سورية حيث ينشر الجانبان قواتهما. وكشف ثلاثة مسؤولين أتراك، أن “الجانبين، مدفوعين بالحرص والحذر، أقاما قنوات اتصال سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة”.

وفي حديثه لـ”الأناضول”، لفت جاووش أوغلو إلى أن عناصر حزب العمال الكردستاني سينسحبون 30 كيلو مترا من الحدود التركية نحو الجنوب بما في ذلك القامشلي، مشيرا إلى أن الجهود التي تبذلها تركيا منعت الإرهابيين من إقامة دولة لهم شمال سورية.

وشدد على أن تركيا ستقوم بما يلزم بغض النظر عن الجهة التي تتعاون معها وحدات حماية الشعب الكردي.

وأوضح أن نظام الأسد غير قادر على تطبيق اتفاق أضنة حتى لو أراد ذلك، موضحا أن “عملية نبع السلام أصبحت نقطة تحول بالنسبة لمستقبل سورية”.

ونقل جاووش أوغلو عن بوتين قوله: “سنوّجه تحذيرًا شديدًا إلى وحدات حماية الشعب الكردية وإذا لم ينسحبوا تقومون أنتم بما يلزم”.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية سيضطران للانسحاب من شمالي سورية إذا لم ينسحب عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني من تلك المنطقة.

جاء ذلك في تصريحات صحافية، الأربعاء، حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن سورية، الثلاثاء.

 وأشار بيسكوف إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي أقرب حليف لعناصر حزب العمال الكردستاني في السنوات الأخيرة. وأضاف: “نتيجة لذلك، الولايات المتحدة تخلت عنهم وخانتهم بطريقة ما، والآن يفضلون تركهم على الحدود ومحاربة الأتراك”.

 وأكد بيسكوف ضرورة انسحاب المقاتلين الأكراد من الحدود في إطار الاتفاق، قائلًا: “إذا لم ينسحبوا سيضطر حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية للانسحاب”. ولفت إلى أنه في حال عدم انسحاب المقاتلين الأكراد في إطار الاتفاق بين روسيا وتركيا فإنهم سيكونون فريسة للجيش التركي.

——————————

سورية: دورية روسية في منبج… وأميركية في دير الزور

جلال بكور

سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، صباح اليوم الأربعاء، دورية في محيط مدينة منبج بمحافظة حلب، شمالي سورية، بُعيد ساعات من تسيير التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورية على ضفاف نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، شرقي البلاد.

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ دورية عسكرية روسية جالت، صباح اليوم، في المحور الشرقي من مدينة منبج بريف حلب، موضحة أنّ هذه الدورية ليست الأولى خلال الأسبوع الجاري، بل هي الثالثة، والرابعة منذ الإعلان عن اتفاق بين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) والنظام، والذي نصّ على انتشار قوات الأخير في مناطق سيطرة “قسد” وذلك إبان إطلاق تركيا لعملية عسكرية ضدها، في التاسع من الشهر الجاري.

وأوضحت المصادر أنّ تسيير الدورية الروسية جاء أيضاً عقب طلعات جوية نفذها طيران التحالف الدولي ضد “داعش” في ريف دير الزور الغربي، وريف الرقة المتاخم لريف حلب الشرقي.

وتأتي هذه الدورية بعد إعلان الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، عن اتفاق نص في أحد بنوده على البدء بتسيير دوريات تركية وروسية مشتركة، غرب وشرق منطقة العملية العسكرية التركية، بعمق 10 كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.

وأضافت المصادر ذاتها أنّ الدورية الروسية مؤلفة من ست مدرعات وسلكت طريق حلب الحسكة بعد خروجها من منطقة منبج، عبر جسر قرة قوزاق على نهر الفرات، ولم يتبين ما إذا كانت وجهتها مدينة عين العرب في ريف حلب، أم ستتجه إلى منطقة عين عيسى في ريف الرقة، جنوب تل أبيض.

وسبق تحليق الطيران الحربي تسيير دورية من قبل الجيش الأميركي على ضفاف نهر الفرات في منطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، يعتقد أن الهدف منها حماية حقلي العمر والتنك النفطيين في المنطقة.

ولا تزال القوات الأميركية تحت غطاء التحالف الدولي تحتفظ بقواعدها العسكرية في حقل العمر وحقل التنك إضافة لحقل كونيكو، أكبر حقول الغاز في سورية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أفاد، الإثنين، في تغريدات على “تويتر”، بأنّ قوات بلاده في سورية ستذهب إلى مناطق مختلفة بادئ الأمر، لكنها “ستعود إلى الديار في نهاية المطاف”، مشدداً على أنّه “لا يريد ترك القوات الأميركية في سورية”.

غير أنّه أشار إلى أن “عدداً محدوداً من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط”.

وأعلنت واشنطن، في 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، سحب نحو ألف جندي من سورية بعد خمسة أيام من بدء العملية التركية ضد المليشيات الكردية في شمالي سورية.

من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أنّ عموم المناطق في الشمال السوري لا تزال تشهد هدوءاً تاماً – منذ الإعلان الاميركي التركي عن وقف إطلاق النار – باستثناء بعض المناطق التي تم فيها إطلاق عدد من القذائف من قبل مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وخاصة في محور غرب تل أبيض بريف الرقة.

كما شهد محور تل خاشر في ريف حلب الشمالي، إطلاق نار متبادلا بين عناصر من “الجيش الوطني السوري” وعناصر من مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، المتمركزة إلى جانب قوات النظام في منطقة تل رفعت.

وكانت قوات النظام السوري قد انتشرت، أمس الثلاثاء، في المزيد من القرى والبلدات على طريق الحسكة حلب الدولي، بعد اتفاق مع “قسد”.

وبحسب ما أفادت به مصادر “العربي الجديد”، فإنّ قوات النظام دخلت قرى الكوزلية وشويش والنوفلية والمحل والبدران والحزام وكهفة المراطي والضبيب وشويش والعلقانة وأم اللبن والواسطة.

وكانت قوات النظام قد انتشرت، الإثنين، في العديد من المناطق؛ من بينها القامشلي وتل تمر وعين عيسى.

متحدث “الجيش الوطني”: “قسد” لم تنفذ الاتفاق التركي الأميركي بعد

من جهته، أكد المتحدث باسم “الجيش الوطني السوري” أنّ مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) لم تنفذ كامل الاتفاق التركي الأميركي القاضي بالانسحاب من المنطقة بين تل أبيض ورأس العين، شمالي سورية.

وذكر الرائد يوسف حمود، في حديث مع “العربي الجديد”، اليوم الإثنين، أنّ “قسد” لم تنفذ الاتفاق بشكل كامل، ولم تنسحب بعد من عدة مناطق في محوري تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.

وأوضح أنّ الاتفاق ينص على انسحاب الأخيرة لمسافة 32 كيلومتراً بعيداً عن الحدود السورية التركية.

وبحسب مصادر محلية، تبلغ المسافة بين المحورين قرابة 120 كيلومتراً بشكل طولي، وتنحصر بشكل عرضي بين الحدود السورية التركية والطريق الدولي “أم 4” الواصل بين الحسكة وحلب.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول أميركي، أمس الثلاثاء، قوله إنّ قائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، أبلغ واشنطن بـ”انسحاب كل المقاتلين الأكراد من المنطقة المحددة في شمال شرق سورية بموجب الاتفاق الأميركي التركي”.

وأكد متحدث “الجيش الوطني السوري” مجدداً  على عدم دخول قوات “الجيش الوطني السوري” إلى المناطق التي انسحبت منها “قسد” في مدينة رأس العين، مشيراً إلى أنّه لن يتم التحرك إلا بعد انسحاب “قسد” من كامل المنطقة.

ونهاية الأسبوع الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق نص على منح “قسد” 120 ساعة للانسحاب من “المنطقة الآمنة” التي تريد تركيا إنشاءها.

————————–

إيران ترحب بالاتفاق التركي الروسي حول شمال سورية

أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، ترحيبها بالاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا بشأن شمال وشرق سورية، واصفة إياه بـ”الخطوة الإيجابية لعودة الاستقرار والهدوء للمنطقة”.

وجاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، نشرته دائرة الإعلام بالخارجية، مضيفاً أنّ بلاده “ترحب بأي إجراء يحفظ وحدة الأراضي ويعزز السيادة الوطنية في سورية ويؤدي إلى عودة الاستقرار والهدوء إلى المنطقة”.

وقال موسوي إنّ “التفاهم بين روسيا الاتحادية وجمهورية تركيا حول إنهاء الاشتباكات في شمال سورية يمثل خطوة إيجابية لعودة الاستقرار والهدوء إلى المنطقة”، معرباً عن أمله في أن “يرفع هذا الاتفاهم المخاوف التركية من جهة ويحفظ وحدة الأراضي السورية ويعزز السيادة الوطنية السورية من جهة ثانية”.

وأكد المتحدث الإيراني أنّ طهران “تدعم دوماً حل الخلافات عبر الحوار والطرق السلمية”، معتبراً أنّ “اتفاقية أضنة تشكل أساساً مناسباً لرفع المخاوف التركية والسورية”، معلناً عن استعداد بلاده “لتقديم الدعم في هذا الصدد للحوار والتفاهم بين أنقرة ودمشق”.

كما اعتبر موسوي أنّ “وجود القوات الأجنبية في شمال سورية لن يحقق أمن المنطقة”، مشيراً إلى أنّ “حلول مشاكل المنطقة داخلية وانسحاب القوات الأجنبية سيؤدي إلى عودة الأمن والهدوء”.

ورأى المسؤول الإيراني أنّ “آثار عملية أستانة أصبحت أكثر بروزا في تأمين السلام والأمن في سورية بعد تشكيل لجنة الدستور”، واصفاً ذلك “بخطوة كبيرة في عودة الهدوء الدائم إلى سورية”.

ويأتي الموقف الإيراني المرحب بالاتفاق التركي الروسي الذي توصل إليه الرئيسان رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، خلال لقاء جمع بينهما بمدينة سوتشي، فيما عارضت طهران العملية العسكرية التركية في شمال سورية، داعية إلى وقفها، واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.

وأمس الثلاثاء، قبيل توجهه إلى روسيا للقاء بوتين، ردّ أردوغان على الانتقادات الإيرانية، داعياً نظيره الإيراني حسن روحاني إلى “إسكات الأصوات المزعجة”، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين ضد العملية التركية في شمالي سورية.

جميع حقوق النشر محفوظة 2019

————————

الكرملين: بوتين يشرح للأسد نتائج محادثاته مع تركيا

قال الكرملين، أمس الثلاثاء، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرح لرئيس النظام السوري بشار الأسد هاتفياً نتائج محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح بوتين، بعد محادثات مطولة مع أردوغان، في الاتصال الهاتفي مع الأسد أنّ “استعادة وحدة الأراضي السورية كان الهدف الأساسي”.

وقال الكرملين إنّ الأسد وجه الشكر لبوتين كما “عبر عن تأييده الكامل لنتائج العمل وأيضا استعداد قوات حرس الحدود السورية للوصول مع الشرطة العسكرية الروسية إلى الحدود السورية التركية”.

(رويترز)

——————

منطقة آمنة دولية”: لا موقف لموسكو حول المبادرة الالمانية!

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ليس لديها موقف محدد حتى الآن من مبادرة وزيرة الدفاع الألمانية، بخصوص إنشاء منطقة آمنة دولية على الحدود السورية التركية.

وأضاف بيسكوف في تصريح صحافي، الثلاثاء، أن المبادرة الألمانية حول إمكانية إنشاء منطقة آمنة دولية على الحدود السورية التركية، تشرف عليها موسكو وأنقرة، هي “مبادرة جديدة، وليس لموسكو حتى الآن أي موقف منها، ويجب دراسها”.

وفي معرض جوابه عن سؤال ما إذا كانت روسيا ستسمح للقوات التركية بالبقاء في سوريا أو لا، قال بيسكوف إن “السماح للقوات التركية بالبقاء في سوريا هو أمر يمكن للحكومة الشرعية السورية فقط أن تقرره”.

وزعم المتحدث باسم الكرملين بأن “القوات العسكرية الوحيدة التي توجد في سوريا بطريقة شرعية هي القوات الروسية”.

وكرر نائب وزير الخارجية الروسية أوليغ سيرومولوتوف، الثلاثاء، ما ذهب إليه المتحدث باسم الكرملين، وأضاف أن التوغل التركي بشمال سوريا “ينتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية”.

واللافت أن سيرومولوتوف أدلى بتصريحاته أثناء اجتماع الرئيسين الروسي والتركي، في جنوب روسيا. وقال المسؤول الروسي إن “القوات الروسية والإيرانية فحسب هي التي يحق لها قانونا أن تكون في سوريا”. وأضاف أنه يتوقع أن يوضح اجتماع بوتين وأردوغان “الجانب الذي يسيطر على المناطق الغنية بالنفط في شمال شرق سوريا”.

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور، قد اقترحت، إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا لحماية المدنيين النازحين وضمان استمرار قتال متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقالت كرامب كارينباور في مقابلة مع محطة دويتشه فيله التلفزيونية: “أقترح أن نقيم منطقة أمنية تخضع لسيطرة دولية بمشاركة تركيا وروسيا”. وذكرت أن الخطوة ستسهم في استقرار المنطقة حتى يتمكن المدنيون من إعادة البناء ويتمكن اللاجئون من العودة طوعا.

وأضافت كرامب كارينباور أنها على اتصال وثيق بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في ما يتعلق بفكرة إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا وأنها أبلغت أهم حلفاء ألمانيا بالاقتراح.

وهذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها الحكومة الألمانية مهمة عسكرية في الشرق الأوسط. وإذا لاقى الاقتراح دعم تركيا وروسيا، فمن المتوقع أن ترسل برلين جنوداً إلى سوريا في إطار المهمة.

وكشفت الوزيرة الألمانية أنها ستطرح مقترحها على نظرائها على هامش اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي المقبل في بروكسل، وأوضحت أن المشاركة المحتملة للجيش الألماني في رقابة المنطقة المحتملة، لابد أن تحصل على موافقة البرلمان الألماني أولا.

وحذرت الوزيرة الألمانية من أن الوضع في سوريا يؤثر على المصالح الأمنية لأوروبا ولألمانيا بشكل كبير، وانتقدت الطابع  السلبي الذي اتسم به تصرف ألمانيا والأوروبيين في هذه القضية حتى الآن “كالمتفرجين من وراء سياج”. واستطردت : “ولذلك فإن إعطاء ألمانيا دفعة ومبادرة سياسية، أمر معقول لانطلاق مبادرة أوروبية داخل الناتو”.

في المقابل، قال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، إن مثل هذه الأفكار سابقة لأوانها فـ”المهم الآن في المقام الأول هو العمل على عدم استمرار العملية العسكرية بعد انتهاء الهدنة بحيث يكون هناك حل سياسي”.

—————–

وزير الدفاع الأميركي بالعراق: لن نحارب حليفنا في الناتو من أجل الأكراد

وصل وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إلى بغداد اليوم الأربعاء، وسط تساؤلات بشأن المدة التي سيمكثها الجنود الأميركيون المنسحبون من شمال شرق سوريا داخل العراق، مشددا على أنه “لن نشن حربا على حليف لنا في الحلف الأطلسي (ناتو)”، في إشارة إلى تركيا.

ومن المتوقع أن يجتمع إسبر بنظيره العراقي نجاح الشمري، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وتأتي زيارة إسبر إلى بغداد بعد يوم من انسحاب قوات أميركية من شمال شرقي سوريا إلى العراق بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية.

والأحد الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه من المتوقع نقل ألف جندي جرى سحبهم من شمال سوريا إلى غرب العراق.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن قواته المنسحبة ستركز على المساعدة في الدفاع عن العراق، وقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال إسبر في تصريح لشبكة “سي أن أن” إننا “ننفذ انسحابا على مراحل”، مضيفا “ستتموضع قواتنا مؤقتا في العراق قبل إعادتها إلى الوطن، ستعود إلى وطنها”.

وردا على سؤال عن حديث الرئيس دونالد ترامب عن إبقاء عدد قليل من الجنود الأميركيين لحماية الحقول النفطية السورية، قال إن هذه النقطة لا تزال قيد المناقشة، مضيفا أن “الرئيس لم يوافق بعد على هذه المسألة، ويتعين علي أن أقدم له خيارات”.

وقال الجيش العراقي أمس الثلاثاء إن القوات الأميركية لم تحصل على موافقة بالبقاء على الأراضي العراقية لكن يمكنها فقط المكوث بشكل مؤقت.

ولدى الولايات المتحدة حاليا 5200 عسكري في العراق، وتوزعهم على عدد من القواعد في العراق يثير جدلا، حيث تعارض قوى سياسية وعسكرية عراقية وجودهم وتطالب بسحبهم من البلاد.

الأكراد وتركيا

وبدأت القوات الأميركية بالانسحاب من سوريا تزامنا مع عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمنطقة شرق نهر الفرات.

وبرر إسبر التخلي عن المقاتلين الأكراد، قائلا “لن نشن حربا على حليف لنا في الحلف الأطلسي (ناتو)، وبالطبع ليس دفاعا عن حدود لم نلتزم يوما بحمايتها”.

وأفاد إسبر بأن السبب الرئيس لتعاون بلاده مع ما تعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” هو مكافحة تنظيم الدولة، وأن تلك العلاقة تأسست في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وأوضح أنه كان حاضرا خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترامب في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأضاف “نظيري التركي كان أبلغني قبل أيام عدة من تلك المكالمة بأنهم سيبدؤون العملية، والرئيس أردوغان أيضا حذرنا في ذلك الاتصال من أنهم سيبدؤون هذه العملية”.

كما رفض إسبر الادعاءات المتعلقة بفرار الآلاف من عناصر تنظيم الدولة المعتقلين شمال شرقي سوريا جراء العملية التركية.

وأوضح أنهم على علم بفرار فقط ما يزيد على مئة معتقل بقليل، من أصل 11 ألف معتقل شمال شرقي سوريا، مضيفا “لذلك لسنا الآن أمام حالة فرار جماعي مثلما يتوقع الجميع”.

المصدر : وكالات

——————

هدنة جديدة ودوريات مشتركة.. اتفاق تركي روسي بشأن شمال سوريا

اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على تسيير دوريات مشتركة في شمالي سوريا تضمن خروج القوات الكردية حتى عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج، وذلك في هدنة جديدة لمدة 150 ساعة تبدأ ظهر غدا الأربعاء.

وأعلن أردوغان التوصل إلى “اتفاق تاريخي” حول سوريا مع نظيره الروسي في ختام لقائهما في سوتشي بروسيا. وقال في مؤتمر صحفي “اليوم توصلنا مع بوتين إلى اتفاق تاريخي حول مكافحة الإرهاب، وحول الحفاظ على سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية لسوريا وعلى عودة اللاجئين”.

وأضاف أنه تم خلال القمة بحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب أيضا، وأعرب عن ارتياحه للهدوء النسبي القائم في إدلب وتراجع الهجمات.

وقال الرئيس التركي إن الأراضي السورية كانت منطقة صراعات في فترة سابقة، وبعد سنوات من الجهود التركية عاد إليها السلام والاستقرار.

بدوره، قال بوتين إن محادثاته مع أردوغان أسفرت عن قرارات مهمة جدا بالنسبة لسوريا، وأضاف أن وزيري خارجية البلدين سيكشفان في وقت لاحق عما اتفق عليه الزعيمان في الاجتماع.

وعقب ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقاء أردوغان وبوتين، أن بلاده ستنظم دوريات أمنية مشتركة مع تركيا فيما تعرف بالمنطقة الآمنة في المناطق السورية المتاخمة لتركيا.

وأوضح لافروف أنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا اعتبار من ظهر غدا الأربعاء.

كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه بدءا من 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري سيجري تسيير دوريات روسية تركية بعمق 10 كلم في شمالي سوريا ما عدا القامشلي.

وأكد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن عملية “نبع السلام” التي تضم مدينتي تل أبيض ورأس العين.

اعلان

المصدر : الجزيرة + وكالات

——————–

“لا حاجة لعملية جديدة”.. واشنطن تبلغ أنقرة باكتمال انسحاب المقاتلين الأكراد

قالت وزارة الدفاع التركية صباح اليوم الأربعاء إن واشنطن أبلغت أنقرة باكتمال انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا، فيما كتب الرئيس الأميركي على تويتر أن أشياء جيدة تحدث.

 وقد أوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان أنه لا توجد حاجة في هذه المرحلة لشن عملية أخرى خارج منطقة العمليات الحالية.

وكانت تركيا وافقت على هدنة توسط فيها مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، وقضت بوقف إطلاق النار في شمال سوريا لمدة خمسة أيام تنتهي اليوم الثلاثاء، للسماح للمقاتلين الأكراد بالانسحاب.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر إن هناك أخبار جيدة يبدو أنها تحدث بالنسبة لتركيا وسوريا والشرق الأوسط.

وأوضح البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية تتوقع أن يتحول وقف إطلاق النار المؤقت في سوريا إلى دائم مع نهاية مدته، وأضاف أن الرئيس ترامب يود الإبقاء على عدد من القوات في سوريا لحماية النفط.

وفي وقت سابق، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو آخر تطورات الأوضاع في الشأن السوري.

دولة حليفة

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك آسبر إن تركيا دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإن بلاده لن تخوض حربا ضدها.

وأضاف آسبر في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية أن واشنطن لم تلتزم بحماية الحدود التركية السورية، وأن مهمة القوات الأميركية في سوريا كانت القضاء على تنظيم الدولة.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن قائد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، أبلغ الولايات المتحدة بأنهم نفذوا جميع الالتزامات الخاصة بهم بموجب الهدنة التي توسطت فيها واشنطن.

 وأضاف المسؤول للصحفيين “وصلت رسالة من اللواء مظلوم عبدي… بأنه نفذ جميع التزاماته بموجب الاتفاق الذي أبرمناه مع الأتراك… لسحب كل قوات وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة التي يسيطر عليها الأتراك”.

وأوضح أن أنقرة وواشنطن على اتصال وثيق للتحقق من حدوث الانسحاب، وذلك لضمان أن يتحول وقف الهجوم العسكري التركي في شمال سوريا إلى وقف دائم.

تقارير المخابرات

وقال مسؤول ثان في الإدارة الأميركية إن تقارير للمخابرات توضح أن قوات سوريا الديمقراطية غادرت المنطقة.

وفي السياق ذاته، شهدت مدينة سوتشي الثلاثاء قمة بين الرئيسين التركي والروسي، حيث توصلا لاتفاق حول ابتعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية مسافة 30 كلم خلال 150 ساعة.

وبموجب الاتفاق، تقوم قوات روسية وتركية بتسيير دوريات في “منطقة آمنة” تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال سوريا.

في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها فكرة إنشاء منطقة آمنة دولية على الحدود السورية التركية، وهو ما اقترحته وزيرة دفاعها في وقت سابق.

وقالت ميركل إنها ستبحث هذا المقترح مع الرئيسين الفرنسي والتركي ورئيس الوزراء البريطاني في وقت لاحق.

المصدر : الجزيرة + وكالات

——————–

أردوغان: لن نسمح لـ”الوحدات” بالبقاء تحت عباءة النظام السوري على حدودنا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين أكّد له عدم السماح لـ “وحدات حماية الشعب” (يقودها أكراد) بالبقاء على الحدود السورية ـ التركية تحت “عباءة النظام السوري”.

تصريحات أردوغان التي أدلى بها لتلفزيون “إن.تي.في” في أثناء رحلة عودته بالطائرة من سوتشي الروسية، بحسب “رويترز”، سبقها إعلان وزارة الدفاع الروسية أنّ قوات النظام تعتزم إنشاء 15 نقطة مراقبة على الحدود السورية ـ التركية بموجب مذكرة التفاهم الروسية ـ التركية أمس الثلاثاء.

لكنّ الوزارة أوضحت أنّ التمركز سيكون خارج مناطق العملية العسكرية التركية في الأراضي السورية.

وتحرّكت قوافل الشرطة العسكرية الروسية باتّجاه الحدود اليوم، حيث دخلت مدينة عين العرب (كوباني).

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو صرّح اليوم بعدم وجود اتصال تركي مباشر مع النظام السوري، منبهاً إلى أنّ “نظام الأسد غير قادر على تطبيق اتفاقية أضنة حتى لو أراد ذلك”.

———————–

======================

مقالات

الذكورة والجغرافيا السياسية في شرق الفرات/ يحيى مسعود

أعلن كل من الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الثلاثاء عن توصلهما إلى اتفاق حول الوضع في الجزيرة السورية، وقد قرأ وزيرا خارجية البلدين بنود هذا الاتفاق بالروسية والتركية، والتي تلخصت بإشراف موسكو على انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من المناطق المحاذية للحدود السورية التركية خلال 150 ساعة، على أن يحتفظ الجيش التركي وأتباعه السوريون بالمناطق التي سيطروا عليها في تل أبيض ورأس العين ومحيطها، وأن يتم بعدها تسيير دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا، للإشراف على المنطقة.

ولم يُشر الاتفاق إلى عودة النازحين الذين هربوا من المنطقة بسبب العمليات العسكرية وخوفاً من التعرض للقتل أو الاعتقال، كما لم يُشِر إلى هوية القوات التي ستسيطر على المناطق التي ستنسحب منها وحدات حماية الشعب، إلا أن سياق الاتفاق، وسعادة بوتين التي كانت بادية على وجهه بعد الإعلان عنه، توضح أن قوات النظام هي القوة التي ستسيطر عليها في النهاية.

يأتي هذا الاتفاق بعد أيام من اتفاق مماثل بين أنقرة وواشنطن، ضمنت فيه الولايات المتحدة أيضاً انسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة، ووافقت عليه قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الرئيس التركي أعلن عدة مرات بعد إنجاز اتفاقه مع واشنطن أنه سيستأنف العمليات بعد انتهاء مهلة 120 ساعة التي أعطتها الاتفاقية لانسحاب وحدات حماية الشعب، كما أن الاتفاق التركي الأميركي لم يأتِ بدوره على ذكر الجهة التي ستسيطر على المنطقة بعد انسحاب المقاتلين الأكراد، وهو ما ترك الباب مفتوحاً على تكهنات حسمها الاتفاق التركي الروسي.

وعلى الرغم من الاتفاق التركي الأميركي الذي قضى بتعليق العملية التركية خلال مهلة 120 ساعة، لم تتوقف عمليات القصف التركية أثناء تلك المهلة، بل استمرت على مدينة سريه كانيه /رأس العين التي كانت محاصرةً من القوات السورية التابعة لأنقرة، كما استمرت الاشتباكات في محيط المدينة حتى انسحاب قسد منها تماماً، وبسط السيطرة التركية الكاملة عليها.

من الناحية الإنسانية، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن لديها أدلة دامغة على ارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب خلال العملية، وجاء في تقريرها الصادر حول الأوضاع في المنطقة أن المعلومات التي تم جمعها تُقدِّمُ «أدلة دامغة على الهجمات العشوائية في المناطق السكنية، بما في ذلك الهجمات على منزل ومخبز ومدرسة، نفذتها تركيا والجماعات المسلحة السورية المتحالفة معها. كما تكشف تفاصيل مروعة عن ارتكاب عملية إعدام ميداني، بصورة وحشية، لناشطة سياسيّة سورية كردية بارزة، هي هيفرين خلف، على أيدي أفراد من جماعة أحرار الشرقية، وهي جزء من الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من الجماعات المسلحة السورية المجهزة والمدعومة من قبل تركيا».

في تسجيل مُصوَّر، يظهر أردوغان وبوتين جالسين ينظران إلى خريطة لسوريا ويتحدثان بشأنها، ثم يطويانها ويتبادلان الابتسامات الواثقة المنتصرة أمام الكاميرات. تم تصوير هذا المقطع قبيل الإعلان عن الاتفاق بين الطرفين، وهو يبدو أداة دعائية موجهة لأنصارهما، فالإثنان لا يشعران بالرضى عن شكل خرائط المنطقة، ويعتبران أنها ظلمت الحجم الحقيقي لقوة بلديهما؛ تغيير هذه الخرائط هو تعبير عن القوة التي تمتلكها الدولتان إذن، عن القوة التي يمتلكها الجيشان، وهذا المشهد بالذات كان تعبيراً عن قوة الرجلين.

في عالَم صور بوتين التي يركب فيها حصانه مرتدياً بنطالاً عسكرياً فقط في الأجواء الباردة، وفي عالم خطب أردوغان التي يعلو فيها صوته الجهوري بالقصائد القومية، يمكن أن نجد مكاناً واضحاً للفكرة التي يبدو أنها تسيطر على الرجلين؛ التفوق بالقوة الغاشمة، وإنهاء الخصم بلا أي رحمة حتى لو كان بالإمكان الحصول على ما يريدانه قبل ذلك، أو من دونه.

نشأ علم الجغرافيا السياسية بشكله الحديث في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، على يد الألماني فريدريك راتزل، الذي كتب عن الدول وجغرافيتها بتأثير أفكار دارون. ولا نحتاج إلى الكثير كي نشرح مدى فاشية الأفكار التي تريد تطبيق نظرية التطور على الحياة الاجتماعية والسياسية للناس والدول، كان راتزل يقول إن الدول مثل الكائن الحي الذي ينمو باستمرار، وإن حدود الدول هي جلد هذا الكائن الذي يجب أن يتمدد معه؛ الجغرافيا السياسية كانت في تلك اللحظات، وإلى وقت طويل إذن، تعبيراً إيديولوجياً أكثر منه علمياً عن تضخم قوة الدول الصاعدة خلال الحقبة الصناعية، وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما انتقل مركز إنتاج تلك الأفكار إلى الولايات المتحدة.

الجزيرة السورية تقع ضمن هذه الصورة، صورة الرجلين وصورة ذكورتهما الفائضة، أما صورة الخريطة التي عُرضت فهي تمثيل عن مدى تحكمهما بالعالم (الذي هو في هذه الحالة مجرد جزء من سوريا)، وهي أيضاً موضوعٌ لغزواتهما «الكبيرة»؛ إنها التعبير الأوضح عن هذه الذكورة الجغرافيّة السياسية، التي تتمثل بالمدفع رمزاً لذكورتها، وتتمثل بموت الناس رمزاً لسيطرتها التامة.

https://www.youtube.com/watch?v=O8Pu7TAd0D0

موقع الجمهورية

——————–

سوريا ما بعد قوات حماية الشعب../ رضوان زيادة

قررت تركيا القيام بعمليتها العسكرية الثالثة داخل الأراضي السورية، لكن هذه المرة ترافقت مع توتر أميركي – تركي غير مسبوق وصل إلى حد فرض الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة من الوزراء الأتراك من بينهم وزير الدفاع، فضلا عن أن الكونغرس الآن يناقش فرض عقوبات على تركيا بشكل أوسع قد تشمل عقوبات اقتصادية ستؤذي الاقتصاد التركي المنهك بكل تأكيد.

سبقت عملية “نبع السلام” كما سمتها السلطات التركية عمليتا “درع الفرات” و”غصن الزيتون” وإن كانت الأولى موجهة بشكل رئيسي ضد داعش فإن المعركة الثانية والتي أطلقت عليها تركيا اسم (غصن الزيتون) كانت تستهدف بشكل رئيسي قوات حماية الشعب

في مدينة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية، حيث تمكنت القوات التركية مدعومة من فصائل المعارضة السورية بالسيطرة على المدينة بشكل كامل.

اليوم تستهدف العملية العسكرية التركية الثالثة الشريط الحدودي السوري – التركي بأكمله مع تركيز أكبر على مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتين كان يقطنهما سكان عرب بالكامل قبل سيطرة قوات الحماية عليهما والعبث بالديمغرافيا الخاصة بالمدينة بما يمكنها من وصل الكانتونات الثلاثة التي أعلنتها قوات الحماية بوصفها جزءاً مما تدعوه “روجافا”.

تبدو الكلفة العسكرية والسياسية بالنسبة لتركيا مرتفعة، فعملية “نبع السلام” تبدو عسكرياً أصعب من العمليات العسكرية السابقة التي قامت بها تركيا داخل الأراضي السورية مثل معركة السيطرة على جرابلس أو عملية درع الفرات التي سيطرت من خلالها على مدينة الباب والتي اعتمدت فيهما القوات التركية على مساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جواً وعلى قوات الجيش السوري الحر براً لطرد تنظيم “الدولة” من تلك المناطق.

لكن عملية نبع السلام هنا مختلفة إذ تقف الولايات المتحدة موقف المعارض للعملية وسبقها سحب للقوات الأميركية من هذه المدن، ووجه الرئيس ترمب انتقاداً عنيفاً وتهديداً بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، لكن الموقف الأكثر شدة أتى من الكونغرس بجناحيه الديمقراطي والجمهوري وربما يتصاعد هذا الضغط في ظل انتقاد قادة الحزب الجمهوري قرار الرئيس ترمب سحب القوات ألأميركية من سوريا.

تعكس عملية “نبع السلام” عملياً اتخاذ قرار نهائي وحاسم على مستوى الحكومة التركية بإنهاء وجود قوات حماية الشعب على الحدود التركية الجنوبية مع سوريا والقيام بذلك عسكرياً ومهما كلف الأمر سياسياً، فتركيا لم تعد تثق بالوعود الأميركية وأصبح لديها شكوك كبيرة في صدقية الإدارة الأميركية وحقيقة ما ترغب القيام به في سوريا، وبالتالي تكون تركيا قد حسمت ترددها على مدى الأعوام الخمسة الماضية مستندة إلى وعود أميركية بسحب السلاح من هذه الميليشيات بمجرد انتهاء العمليات ضد داعش أو تزويد الحكومة التركية بمعلومات تفصيلية عن شحنات الأسلحة أو القيام بدوريات مراقبة مشتركة وغير ذلك مما كان قادراً على تخدير الحكومة التركية على مدى السنوات الماضية، لكن يبدو أن أزمة الثقة بين الطرفين انتهت وأن العلاقات التركية – الأميركية مرشحة للتوتر بشكل أكبر مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية قاسية من قبل الكونغرس.

تجد تركيا نفسها مجدداً في موقف صعب للغاية، فترددها على مدى السنوات السبع الماضية قلب المعادلات والحقائق على الأرض لغير صالحها تماماً، فقوات وحدات الحماية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية أصبحت شريكاً رئيسياً وحصرياً للولايات المتحدة

في حربها ضد داعش ورفضت أميركا كل الدعوات التركية لوقف تسليح هذه المنظمة كما رفضت الولايات المتحدة دعوات أكثر سخاء بكثير بتدخل الجيش التركي من أجل محاربة داعش في سوريا، فقد أصرت الولايات المتحدة سواء تحت إدارة الرئيس الأسبق أوباما أو الرئيس الحالي ترمب – الذي تفاءلت تركيا به خيراً – على الاعتماد على قوات حماية الشعب بدل اللجوء إلى حليفها في الناتو مما خلق توتراً كبيراً في العلاقات التركية الأميركية على مدى السنوات الخمس الماضية.

ولذلك أدركت تركيا أن أي تردد هذه المرة سوف يقلب الأمور رأساً على عقب في حدودها الجنوبية مع سوريا، ولذلك قررت وحشدت قواتها بسرعة من أجل البدء بعملية عسكرية حدودية داخل الأراضي السورية كما فعلت سابقا.

لكن، تركيا تدرك بنفس الوقت أن معركتها ضد قوات حماية الشعب لن تكون سهلة لأنها تصطدم سياسيا مع الولايات المتحدة وليس فقط مع الإدارة الأميركية وإنما الكونغرس وأن هناك تحالفاً كبيراً من قبل الحزبين في دعم قوات الحماية، وربما تتطلب الكثير من الموارد العسكرية واللوجستية لا سيما أنها من غير المتوقع أن تحصل على تغطية جوية من أي طرف كما حصل سابقا عندما حصل على الدعم الجوي من قبل أميركا أو روسيا.

إن المشهد السوري يزداد تعقيداً بسبب حسابات الأطراف المتصارعة مما يمكن أن تجنيه من “تركة داعش” اليوم، ولذلك بدأت تتسابق وتزيد من وجودها العسكري بهدف قضم أكبر حجم من الأراضي التي تنتزعها من داعش اليوم، فقد تضاءل حجم الأراضي التي تسيطر عليها داعش في سوريا من 55% إلى الصفر، وازداد حجم الأراضي التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب التي خلفت داعش لكنها الآن في طريقها للاختفاء بسبب انسحاب القوات الأميركية فهل تتمكن القوات التركية من ملء الفراغ الذي سيخلفه هذا الانسحاب أم يتمكن نظام الأسد مع روسيا من السيطرة على بعض هذه المناطق مثل منبج والطبقة وغيرها؟ وعليه يبدو الخاسر الأكبر هنا المعارضة السورية المسلحة ومن خلفها تركيا والدول الإقليمية العربية التي دعمت الثورة السورية من عامها الأول.

لكن، علينا أن نوقن أن هذه السناريوهات لن تكون سوى مؤقتة، فالحرب السورية علمتنا أن لا شيء ثابت وما دام ليس هناك حل سياسي يرضي الأطراف وخاصة الشعب السوري من خلال انتخابات حرة ونزيهة فإن المعادلات على الأرض ستتغير بسرعة كبيرة، فعلى سبيل المثال لن تسمح القبائل والعشائر السورية المحلية بسيطرة قوات كردية على أراضيها في الرقة وبالتالي علينا مراقبة هذا النزاع المحلي المحتمل بعد انسحاب القوات الأميركية من الرقة، وبنفس الوقت كان للمعارضة السورية المسلحة قوة وتأثير كبيرين في دير الزور منذ عام 2012 وبالتالي لا شيء يمنع من إعادة تجميع نفسها بمساعدة تركية ربما وبدأها لعملية عسكرية لطرد قوات النظام من دير الزور بعد طرد داعش منها.

وبالتالي يمكن القول إن سياسة الرمال المتحركة ما زالت تحكم الأزمة السورية، إذ لا شيء ثابت طالما أن لا شيء متفق عليه، وهو ما يدفعنا إلى القول أن خريطة سوريا بعد قوات حماية الشعب اليوم وداعش قبلها ربما تكون أكثر تعقيداً بعد زوال اللون الأسود من خريطتها بعد أربع أعوام من ظهوره فيها والآن زوال اللون الأصفر من الخريطة قريبا.

تلفزيون سوريا

——————–

تفاهم أميركي روسي في مواجهة أنقرة؟/ سمير صالحة

“تركيا ربحت في الميدان وربحت أمام الطاولة”، استنتاج مبكر جدا تروّجه أقلام في تركيا محسوبة على حزب العدالة والتنمية.

هل تنجح أنقرة في إقناع موسكو بتغيير نظرتها إلى خطة المنطقة الآمنة التي تريدها على طول الحدود المشتركة مع سورية؟ ما الذي سيعنيه قبول موسكو بخطة التحرّك التركية وأهدافها في شمال سورية؟ وما هو الثمن الذي ستطالب به موسكو مقابل إعطاء أنقرة ما تريده هناك؟ الحوار المباشر والعلني مع دمشق، ثم الدعوة إلى انتشار قوات النظام في مدن حدودية عديدة مثلا؟ تريدها أنقرة استراحة المحارب على جبهات رأس العين، قبل مواصلة عملية “نبع السلام” على ضفتي الفرات وداخل العمق السوري. ولكن متابعة نتائج الاتفاق التركي الأميركي على الأرض، ومعرفة أهداف الخطوة المقبلة التي ستقدم عليها واشنطن التي تعد لسحب مئات من جنودها من سورية، وما الذي سيحمله هذا القرار معه من ارتداداتٍ سياسية وأمنية على الأرض في الداخل السوري ضرورة ملحّة أيضا.

مؤشرات كثيرة على وجود تفاهماتٍ أميركية روسية بعيدة عن الأعين، هدفها إدارة ملف الأزمة السورية على حساب أنقرة وطهران: انسحاب واشنطن من المشهد السوري عسكريا وميدانيا يعني تراجع حظوظها السياسية في فرض ما تقوله وتريده؟ فهل قرّرت واشنطن تسليم ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى موسكو في إطار صفقة تفاهماتٍ على حساب تركيا وإيران؟

تفاوض أميركا نيابة عن “قسد”، وروسيا تفاوض نيابة عن النظام. تقول واشنطن إنها لن تتخلى عن حليفها الكردي، وموسكو تصر على فتح الطريق أمام النظام، لاسترداد سيطرته على كل الأراضي السورية. هنأ ترامب أنقرة على الاتفاق والتفاهمات، لكنه هنأ “قسد” وقياداتها كذلك على النتائج التي تم التوصل إليها. موسكو هي التي تقود الحوار بين النظام و”قسد”، وتستعد لإعلان النتائج قريبا، ألا يخدم ذلك كله مشروع التقارب الأميركي الروسي؟

قد تنسحب واشنطن من سورية، لكنها ستترك خلفها أكثر من أزمة عالقة، لا يمكن معالجتها من دون التواصل والتنسيق معها. هناك ملف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتفاعل، والحديث عن جهوزية مجموعات في التنظيم للعودة إلى التحرّك عند أول إشارة تُعطى لهم. وهناك موضوع “قسد” وحصته السياسية والدستورية التي تحميها وترعاها واشنطن. هي ستختار موسكو للاتفاق معها على كل هذه القضايا، طالما أنها تجد صعوبة في إقناع أنقرة، وطالما أنها ترفض أي وجود إيراني في سورية.

ما الذي سيجري إذا ما أعلن النظام و”قسد” أنهما وصلا إلى خطة تفاهم برعاية روسية، وأن الهواجس التركية ستأخذ بالاعتبار شرط تراجع أنقرة عن خطة المنطقة الآمنة، وتسهيل انتشار قوات النظام في المدن الحدودية التي ستخليها “قسد”؟ أليس هو الخيار الأفضل بالنسبة لموسكو وواشنطن على السواء؟

هل سيقبل النظام بمواصلة تركيا عمليتها العسكرية بعد إمساكه ورقة “قسد”، والإعلان عن جهوزيته لملء الفراغ الميداني في المناطق التي ستخرج منها بطلب أميركي مباشر؟ ألا تعني خطوة من هذا النوع وجود التفاهمات الأميركية الروسية بشأنها؟ كانت موسكو، قبل عام واحد، تطالب واشنطن بسحب قواتها من سورية، وتركها تتولى الإشراف على الحل السياسي في البلاد. هل الانسحاب الأميركي بهذا الشكل الذي يفتح الطريق أمام قوات النظام للتقدم والانتشار على مرأى القوات التركية ومسمعها، من الممكن أن يحدث من دون تفاهمات أميركية روسية بشأنه؟

تتحدث أنقرة دائما عن أمنها القومي، وإبعاد التنظيمات الإرهابية عن حدودها. مع من ستتفاهم على ذلك؟ مع أميركا التي تحيل الملف رويدا رويدا على روسيا؟ أم مع روسيا التي تصر على فتح الطريق أمام تقدم قوات النظام وإعادة انتشاره في المناطق الحدودية؟ أم مع النظام الذي لم يكشف النقاب عن طبيعة التفاهمات التي أجراها مع مجموعات “قسد”، وهل تخلى عن اتهاماته لها بالانفصالية؟ أم مع قوى المعارضة السورية التي تنتظر ما هو أبعد من عملية “نبع السلام” وخطة المنطقة الآمنة، وتهديدات بعضهم في أنقرة بأن تقدم قوات النظام نحو المدن الحدودية هو بمثابة إعلان حرب على تركيا؟

قد تأخذ أنقرة ما تريده على خط رأس العين – تل أبيض، وبعد ذلك ما الذي ستفعله عسكريا وسياسيا؟ ما فتح الطريق أمام قوات النظام لتتقدّم في الشمال والشرق ليس الفراغ الجغرافي وحده، بل التفاهمات الأميركية الروسية المفاجئة، والتي قد تكون على حساب أنقرة بالدرجة الأولى. التصعيد الذي ينفذه النظام أخيرا، بدعم عسكري روسي، في إدلب وجوارها لا يمكن فصله عن محاولتهما تضييق الخناق على الخيارات التركية على ضفتي الفرات، ودفع تركيا إلى القبول بالخيار الصعب، كي لا تكون في مواجهة الخيار الأصعب.

قال الرئيس التركي، أردوغان، قبل أيام، عندما سئل عن احتمال تقدّم قوات النظام نحو منبج وعين العرب، إنها أرضهم في النهاية. هل يعني ذلك تخلي أنقرة عن مشروع المنطقة الآمنة وعمليتها العسكرية، إذا ما أعطاها النظام، بدعم روسي، ما تريده في شمال سورية لناحية إخراج “وحدات حماية الشعب” من المنطقة، وتسريع عملية التسويات السياسية في سورية؟ قد يكون ثمن خطوة التقريب بين دمشق و”قسد” إنهاء مشروع الإدارة الذاتية في شرق سورية وشمالها، ولكن ما يقلق أنقرة هو احتمال وجود تفاهم أميركي روسي على توفير الحماية لمجموعات “قوات سورية الديمقراطية” في العمق الجغرافي، وإبقائها ورقة ساخنة في المشهد السوري.

أمام إصرار تركيا على مواصلة عمليتها العسكرية بالتنسيق مع الجيش الوطني السوري قد يبرز التفاهم الأميركي الروسي المدعوم أوروبيا وعربيا على وضع خطة مضادة، تقوم ليس على وقف العملية التركية، بل إفشالها عبر الالتفاف عليها، سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا. لذلك قد تتحول العملية العسكرية التركية إلى مصيدة أميركية روسية، وقد يتحول الاتفاق التركي الأميركي إلى “كابوس استراتيجي” إذا لم تتحرّك أنقرة لمعرفة حقيقة الأهداف الأميركية الروسية في سورية، على ضوء المستجدات المتلاحقة. وينبغي أن يتقدّم التحرّك التركي ما بعد لقاء أردوغان بوتين باتجاه الإجابة عن السؤال الذي ينتظره حلفاء أنقرة من السوريين: أيهما أفضل، منطقة آمنة تحتاج إلى تجاوز العقبات الأميركية والروسية والإقليمية أم تسريع ملف التسويات السياسية الذي قد يعطي أنقرة ما تريده، ويبدّد مخاوفها وهواجسها الحدودية؟

فاجأني مثقف سوري بقوله “نحن لا نخاف مشروع التقسيم في البلاد، بل خطر التشظي، وخطوات وضع اليد على خيارات الشعب السوري وقراراته”. الصفقة في العلن تركية أميركية، أو تركية روسية أو ثلاثية ربما. لكن الصفقة الأكبر قد تكون روسية أميركية على حساب الجميع. الرد المنتظر على كل هذا التنافس الإقليمي في سورية قد يأتي من السوريين أنفسهم. الإسراع في إعادة إنتاج ضرورات الحوار السوري السوري ومبرّراته.

طرفة يتناقلها الأتراك، نقلا عن أحد قدماء الدبلوماسية التركية المخضرمين، إحسان صبري شاغليانغيل: “إذا دعيت إلى حفل عشاء سياسي في إحدى عواصم الشرق الأوسط، ولم تجد اسمك على لائحة المدعوين، فهو حتما كتب على لائحة الطعام”.

العربي الجديد

————————

تفاهمات شرق الفرات/ مروان قبلان

انتهت مساء أمس الثلاثاء مهلة الأيام الخمسة التي تضمنها الاتفاق الأميركي – التركي الذي جرى التوصل إليه في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في أنقرة، وتضمّن وقفا مؤقتًا لإطلاق النار، يتحول إلى دائم في حال نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، انسحابها من المنطقة الواقعة بين رأس العين وتل أبيض (بطول 120 كلم وعمق 32 حتى الطريق الدولي القامشلي – حلب). وبهذا تكون المرحلة الأولى من العملية التركية، والأسهل ربما، قد انتهت. ولأن تركيا تطمح إلى إنشاء “منطقة آمنة” على امتداد الحدود السورية شرق الفرت، بطول 440 كلم، فسوف ينصرف اهتمامها خلال المرحلة المقبلة إلى بقية المناطق الممتدة من رأس العين إلى المالكية شرقا، ومن تل أبيض إلى جرابلس غربا.

تمّت المرحلة الأولى باتفاق وتفاهم مع الأميركيين، وساعد في إنجازها وجود رئيس أميركي غارق في معاركه الداخلية، ولا يولي اهتماما بقضايا السياسة الخارجية إلا في إطار تطويعها لمواجهة خصومه في الداخل. سوف تكون المراحل التالية أعقد، لأنها تتطلب من تركيا عقد تفاهماتٍ مع روسيا التي دخلت بقوة على الخط، منذ قرّرت “قسد” عقد اتفاق معها، سمح بعودةٍ، وإنْ رمزية، للنظام إلى مناطق تسعى تركيا إلى ضمها للمنطقة الآمنة، مثل عين العرب ومنبج. لهذا السبب، زار الرئيس أردوغان سوتشي أمس الثلاثاء تزامنا مع انتهاء مهلة الأيام الخمسة لوقف إطلاق النار.

سوف يطمح الرئيس التركي إلى تكرار تجربتي درع الفرات وعفرين، اللتين جرتا بتفاهم كامل مع روسيا، في مناطق شرق الفرات، ولكن الرئيس الروسي، بوتين، الذي لديه وضع داخلي مختلف تماما عن الرئيس ترامب، سوف يحاول فرض شروطه على الأرجح، وفي مقدمتها إحياء اتفاق أضنة الذي جرى توقيعه عام 1998 بين دمشق وأنقرة، مع بعض التعديلات، واستئناف التنسيق الأمني بين الطرفين.

لقد وافق الرئيس بوتين على المرحلة الأولى من العملية التركية شرق الفرات، بمعنى أنه لم يحاول إفشالها بفتح جبهة في إدلب، لأنه كان بحاجةٍ لمساعدة تركيا في إخراج الولايات المتحدة من سورية. وقد كان هذا وما زال همه الرئيس، منذ تدخله في سورية عام 2015، فهذه وحدها (أي الولايات المتحدة) التي لا يستطيع بوتين اختبارها، وقد حاول عام 2017 عبور خط الفرات، وجاءه الرد قاسيا.

أكثر من عام، عارضت روسيا أي عمليةٍ عسكريةٍ تركيةٍ في مناطق شرق الفرات، وقد لوحظ أن القصف الروسي على إدلب كان يشتد كلما اقتربت تركيا من التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لإنشاء منطقةٍ آمنةٍ شرق الفرات. ولكن الوضع تغير كليا في القمة الخامسة لشركاء أستانة في أنقرة في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث تم الإعلان عن إنشاء اللجنة الدستورية المنوط بها تعديل الدستور أو إعادة كتابته، باعتباره مدخلا للحل في سورية. وكان لافتا أيضا خلال القمة، اتفاق الرئيسين، الروسي بوتين، والإيراني روحاني، مع نظيرهما التركي، أردوغان، على ضرورة استهداف التنظيمات “الإرهابية”، كما قالا، “في إدلب ومناطق أخرى من سورية”، في إشارةٍ كان واضحا أن المقصود بها “قسد”، ما عدّه أردوغان نصرا له، إذ حصل على دعم شريكيه، لاستهداف الوحدات الكردية، حليفة واشنطن، والتي تم استخدامها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

يفهم الأتراك أن روسيا وإيران تتفقان معها، في هذه المرحلة، في سعيهما إلى إخراج الأميركيين، والأوروبيين، خصوصا الفرنسيين الذين يحتفظون بنحو أربعمائة عنصر من قواتهم الخاصة في شمال شرق سورية، وكذلك السعودية والإمارات اللتين تحتفظان بعلاقات قوية مع “قسد”، وفي ضرب طموحات الكرد الانفصالية، في المنطقة، وإثبات عدم جدوى التحالف مع واشنطن، وهم يحتاجون إلى مساعدة تركيا في تحقيق ذلك كله. خروج الأميركيين سوف يفتح الباب على ديناميات جديدة في العلاقة بين شركاء أستانة. ولكن حتى الآن لم تخرج واشنطن كليا في سورية، وقد قرّرت الاحتفاظ بحقول النفط التي قال ترامب إنه يريد استغلالها، وتحويل عوائدها للأكراد! ما يعني أن أمامنا جولة جديدة من الصراع، ومساحة أخرى من التفاهمات، تقرّر فيها روسيا وتركيا مستقبل منطقة شرق الفرات، ومن خلالها نتيجة الحرب في سورية، في ظل تغييبٍ كامل للسوريين، وهو ما لا ينبغي قبوله، أو على الأقل تغطيته سوريًا.

العربي الجديد

——————————

هدية ترامب لـ”داعش

تشهد العراق منذ أسابيع احتجاجات هزت أوصالها، مناهضة للحكومة وعمليات القمع العنيفة من جانب السلطات. وقد أفضى ذلك إلى احتمال أن يتقدم رئيس وزرائها وهو حليف للولايات المتحدة، باستقالته. والآن تُرك الأكراد، وهم شركاء الولايات المتحدة المحليين في سوريا – الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل دحر تنظيم الدولة الإسلامية هناك على حساب آلاف الأرواح البريئة – ليواجهوا بأنفسهم غزواً محتملاً، ومصيراً مجهولاً من قبل تركيا، التي تُعد عدوهم القوي اللدود، وحليفاً مهماً لأميركا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

في سلسلة من الأحداث المُتعاقبة التي رأيناها من قبل، أعلن الرئيس دونالد ترامب فجأة اتخاذه قراراً بالغ الخطورة بشأن سوريا بعدما أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان. وصرح هذه المرة بأن القوات الأميركية ستنسحب من مواقعها في شمال شرقي سوريا، ما يُعرض شركاءها في “قوات سوريا الديموقراطية” المعروفة اختصاراً بـ”قسد”، والتي يقودها الأكراد، للخطر وذلك بالسماح لأردوغان بشن غزو طال انتظاره لأراضيهم. (إذ يسعى أردوغان إلى إبعاد الأكراد من معاقلهم القريبة من الحدود التركية لأنه ينظر إليهم باعتبارهم إرهابيين). أثار تحرك ترامب ردود فعل عنيفة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس، ما دفعه إلى التعهد في تغريدة على “تويتر”، بأنه سيستخدم “حكمته العظيمة التي لا مثيل لها” لضمان عدم قيام تركيا بأي شيء “غير مسموح به”. بيد أن “قوات سوريا الديموقراطية” لا تزال تستعد لغزو محتمل، وحذرت بالفعل من أن التهديد التركي المفاجئ، من شأنه أن يقوض عملياتها المضادة لتنظيم الدولة الإسلامية. قد لا يكون ذلك سوى دعوة إلى الفوضى، وأساس لوقوع كارثة في المستقبل – كما أن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لطالما وضع رؤية طويلة الأمد لنضاله مع أميركا وحلفائها، ما كان له أن ينسج خيوط فصل جديد من تلك المؤامرة التي ستُفضي إلى عودته مرة أخرى على نحو أفضل من ذلك.

طوال الجزء الأكبر من الحرب الأميركية ضد ما يسمى بخلافة “داعش”، كان من الواضح أن الدولة البدائية المتطرفة التي سعى تنظيم “داعش” إلى تأسيسها في جميع أنحاء سوريا والعراق لم تكن لديها فرصة كبيرة للاستمرار والبقاء. إذ لم يكن أمام المسلحين أي سبيل لمواجهة حملة القصف الجوي القاسية التي شنتها القوات الأميركية، فضلاً عن أنهم واجهوا عدواً كرس جهوده لمقاومتهم في صفوف الجنود المحليين المدعومين من الولايات المتحدة والذين قاموا بمعظم عمليات القتال البري. ولذا كان من المتوقع أن يتوارى تنظيم “داعش”، الذي يُعد خليفة لمقاتلي تنظيم القاعدة الذين حاربوا القوات الأميركية خلال حرب العراق، عن الأنظار ذات يوم، ويعود إلى جذوره المتمردة. وفي النهاية، سيترك الأمر للشركاء المحليين للولايات المتحدة لمواصلة الضغط وضمان هزيمة التنظيم بصورة دائمة.

فقد تكبد هؤلاء الجنود المحليون – الأكراد في سوريا والجيش العراقي ومختلف القوات الأخرى – آلاف الضحايا. وكان بوسع أميركا، بمجرد هزيمة الخلافة الإقليمية، أن تركز على إعادة بناء تلك القوات، فضلاً عن إعمار المناطق التي تعرضت للقصف الشديد، وأصبحت الآن مكلفة بالحفاظ على السلام فيها. فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الصيف، لا يزال لدى تنظيم “داعش” ما يصل إلى 18000 مقاتل في مختلف أنحاء العراق وسوريا، وكثر منهم مُنظمون في خلايا نائمة وفرق مقاتلة، تقوم بعمليات نصب الكمائن والاختطاف والاغتيالات في البلدين.

اتسم الدعم الأميركي المتواصل بأهمية خاصة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” التي يبلغ عدد مقاتليها حوالى 60 ألف في الركن الشمال الشرقي للبلاد. ويواجه الأكراد تهديدات مستمرة، ليس من تنظيم “داعش” وحسب، بل أيضاً من جارتهم المعادية إلى الشمال في تركيا وكذلك النظام السوري، الذي تعهد باستعادة كامل أراضيه المفقودة يوماً ما. كما تحتجز “قوات سوريا الديموقراطية” عشرات الآلاف من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “داعش” وأسرهم، بمن فيهم حوالى 70 ألف امرأة وطفل في المخيم المشهور في بلدة الهول السورية، والذي أصبح مرتعاً لتجنيد المقاتلين لتنظيم داعش.

بدلاً من فعل أي من ذلك، ترك ترامب “قوات سوريا الديموقراطية” لمصير مجهول في مواجهة الغزو التركي، مُهدداً بإنهاء وجودها ذاته. وفي الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض يوم الأحد الماضي أن تركيا ستتولى السيطرة على جميع السجناء الموجودين في حوزة “قوات سوريا الديموقراطية” – وهو احتمال غير مؤكد بالنظر إلى تاريخ تركيا المُتقلب عندما يتعلق الأمر بملاحقة المُسلحين وقمعهم.

فقد انضم مقاتلون أجانب من مختلف أنحاء العالم إلى تنظيم “داعش” عبر الحدود التركية – السورية الممتلئة بالثغرات والتي يسهل اختراقها. علاوةً على ذلك، أرسل تنظيم “داعش” إرهابيين إلى أوروبا عبر طرق المهاجرين من تركيا، وفي بعض الأحيان، سُمح للمهربين باستخدام هذه الطرق من دون تعرضهم لأي تضييقيات نسبياً. (بل في الواقع، استغل أردوغان تدفقات المهاجرين على نحو متكرر وسيلة للضغط خلال المفاوضات مع أوروبا، وأطلق تهديده الأخير بـ”فتح الأبواب أمام اللاجئين” الشهر الماضي). صاحب انهيار خلافة تنظيم داعش، هروب  العديد من عناصره من سوريا إلى تركيا بحثاً عن الأمان. ولذا تحوم الشكوك حول فكرة نجاح تركيا في التعامل مع هؤلاء السجناء، بما في ذلك المقاتلين الأجانب، نظراً إلى فشل تركيا في اتخاذ إجراءات صارمة كافية للقضاء على خلايا التنظيم والشبكات الإجرامية والمالية التابعة له داخل حدودها.

تدل المشكلات التي تواجهها تركيا في التعامل مع “داعش” جزئياً على مدى الاضطراب الذي أصاب الاستقرار التركي بسبب الحرب الأهلية الطويلة في سوريا. إذ تستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري، وهو ما يجعلها أكثر بلد يستضيف لاجئين في العالم. وفي الوقت نفسه، ابتليت تركيا بالتصدعات الداخلية والاضطرابات التي عصفت بأجهزة الأمن والاستخبارات. فضلاً عن مسألة أخرى تتعلق بالأولويات، إذ ينشغل أردوغان بالقتال ضد الأكراد أكثر من اهتمامه بكبح جماح “داعش”.

يُلخص ذلك العوامل الفاعلة المتغيرة التي تتلاعب بخيوط المشهد التركي، فقد دفع أردوغان ترامب دفعاً لإعطائه الضوء الأخضر في هجومه المخطط له. يرتبط أكراد “قوات سوريا الديموقراطية” ارتباطاً وثيقاً بحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة مسلحة كردية انفصالية متطرفة، تقود  حركة التمرد في جنوب شرق تركيا. وبسبب هذه العلاقات التي لا يمكن إنكارها، لطالما نظر أردوغان إلى “قوات سوريا الديموقراطية” على أنها تُمثل تهديداً، فضلاً عن أن الدعم الأميركي المستمر لها أدى إلى توتر العلاقات الأميركية – التركية. وعلى رغم استمرار تركيا في محاربة “داعش” بين الحين والآخر، فقد كانت “قوات سوريا الديموقراطية” من أكثر القوى فاعلية في قتال التنظيم. كما قادت “قوات سوريا الديموقراطية” الهجوم للسيطرة على مدينة الرقة السورية، التي كانت عاصمة “داعش” في وقت ما، وغيرها من المناطق الرئيسية. لا تزال هذه القوات تُمثل أهمية بالغة لأهداف الولايات المتحدة لاحتواء “داعش”، ولا تزال تستضيف القوات الأميركية الخاصة الموجودة في سوريا التي تتلخص مهمتها في تعقب عناصر “داعش”. ولذا يهدد الغزو التركي بإفساد كل هذه الترتيبات.

قال جوشوا جيلتزر، المدير السابق لإدارة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في الفترة ما بين عامي 2015 و2017، في إشارة إلى أن أردوغان “يختار أولوياته في مكافحة الإرهاب على أولوياتنا”.

ولزيادة الطين بلة، تعهد أردوغان باستخدام المناطق التي تستولي عليها تركيا لإعادة توطين ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري، ما يخلق حاجزاً بين “قوات سوريا الديموقراطية” والحدود التركية. على رغم أن أردوغان حاول أن يروج لهذه الخطة باعتبارها جهداً إنسانياً، فإنه يخاطر في الحقيقة بطرد السكان من ذوي الأغلبية الكردية واستبدالهم بشعب عربي في الغالب. وكما أشار ريان جينجيراس ونيك دانفورث، وهما باحثان مهتمان بالشأن التركي، سيلقى الناس في شمال شرقي سوريا، ما لقيه غيرهم على مر تاريخ تركيا المظلم الذي يعج بحوادث طرد الأكراد والأقليات الأخرى من أوطانهم.

أوضح نيكولاس هيراس، المتخصص في شؤون سوريا و”داعش” في مركز الأمن الأميركي الجديد، أن “موضوع المنطقة الآمنة لا يربو عن كونه تطهيراً عرقياً، عندما نتحدث عن هذا الأمر، بالنسبة إلى تركيا الأمر لا يتعلق بـ”داعش”. لقد أظهروا ذلك بشكل واضح. يتعلق الأمر بأمن الحدود، وبمخاوفهم السياسية الداخلية المتعلقة بعبء اللاجئين الذين لم تعد لدى الكثير من المناطق الحدودية التركية، وسائل لرعايتهم بعد الآن”.

وأشار إلى أن التوغل التركي في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في العام الماضي، أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص، معظمهم من الأكراد، من المنطقة. وأضاف أن الصراع بين تركيا و”قوات سوريا الديموقراطية”، قد يتولد عنه نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين الذين سيتدفقون جنوباً إلى كردستان العراق، ما سيزيد من عدم الاستقرار في العراق.

أعرب هيراس، الذي يُقدم تقارير موجزة للمسؤولين الأميركيين بانتظام حول الصراع السوري، أن هذه التداعيات وغيرها من العواقب الأخرى المحتملة لقرارات ترامب تبدو غير مدروسة، بدءاً من الطريقة التي ستتعامل بها تركيا مع سجناء “داعش”، ووصولاً إلى كيفية استجابة الولايات المتحدة إذا تورط  شركاؤها الأكراد في صراع مع تركيا.

بعث الجمهوريون في الكونغرس برسالة واضحة مفادها أنهم سيتصدون لقرار ترامب، وأشار هيراس إلى أن أردوغان سيتأنى في اتخاذ هذه الخطوة، على الأقل حتى زيارته المُقررة إلى البيت الأبيض الشهر المقبل. بيد أن قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من سوريا في كانون الأول/ ديسمبر – والذي أدى إلى استقالة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس بسبب مخاوف تخلي الولايات المتحدة عن شركائها الأكراد – تراجع عنه جزئياً في نهاية المطاف بعد المعارضة التي أبداها الجيش الأميركي ومؤسسات أخرى في الحكومة.

لكن كما ذكرت المقالة التي نشرتها صحيفة “التايمز”، فإن القرار دفع القوات الأميركية لتخفيف وتيرة عملياتها ضد “داعش” في سوريا. وعلق مصير “قوات سوريا الديموقراطية”، التي يعتمد بقاؤها على الوصول إلى تسوية ليس فقط مع تركيا ولكن مع النظام السوري، في حالة من اللايقين بسبب تعهد ترامب بسحب قواته. مهما كانت النتيجة هذه المرة، فقد تزعزع موقف حلفاء أميركا في حربها ضد “داعش” مرة أخرى – وعليهم أن يبدأوا مواجهة حقيقة وأن يخوضوا هذه الحرب وحدهم عاجلاً أم أجلاً، فقد وعد ترامب بسحب الولايات المتحدة من الحروب الأبدية التي دخلتها. يظل السؤال المطروح هو مدى قدرتهم على الصمود بمفردهم أمام عودة “داعش”، في ظل الظروف الفوضوية ذاتها التي سادت العراق وسوريا وأدت إلى عودة “داعش” عام 2014.

هذا المقال مترجم عن theatlantic.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

https://www.theatlantic.com/politics/archive/2019/10/how-isis-returns/599581

درج

———————

أنظر تغطيتنا للحدث

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 1

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 2

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 3

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 4

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 5

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 6

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 7

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 8

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب  9

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 10

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 11

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 12

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 13

الحرب شرق الفرات – أحداث تحليلات ومقالات مختارة تناولت الحدث من كل الجوانب 14

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى