سياسة

المعارضة التركية:النازحون سلاح/ عائشة كربات

شهدت مدينة أضنة الجنوبية، التي كانت مقراً لاتفاق بين سوريا وتركيا في عام 1998، ضجة كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الاستفزازات في المدينة؛ تم اعتقال أكثر من 110 مواطنين أتراك لمهاجمتهم منازل ومتاجر سورية ولإشعال الكراهية بين الجمهور.

أضنة التي يشكل السوريون 10 في المئة من سكانها أصابها الجنون ليل 19 أيلول/سبتمبر، بسبب أنباء مزيفة عن صبي تركي يبلغ من العمر 11 عاماً تم الاعتداء عليه جنسياً من قبل لاجئ سوري. في الواقع، كان مرتكب الجريمة مواطناً تركياً كما أكدت المحافظة، لكن المحرضين لم يستمعوا إليها. وفقًا لجمعية حقوق الإنسان، تعرض 162 متجراً و12 سيارة مملوكة للسوريين لهجمات.

مثل هذا الحدث هو مجرد نتيجة طبيعية للسياسة التركية.

أرادت الحكومة التركية ولا تزال تحاول استخدام اللاجئين السوريين كأداة في السياسة الخارجية؛ يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن فتح الحدود إذا لم يدعم الاتحاد الأوروبي تركيا؛ وعن إرسال اللاجئين السوريين إلى منطقة آمنة يفترض أن تنشأ مع الولايات المتحدة في الضفة الشرقية للفرات. إضافة إلى ذلك، ترفض الحكومة التركية الإقرار بحقيقة أن تنفيذ سياسات الاستيعاب قد تجعل السوريين مقيمين دائمين ولكن عدم تنفيذها سوف يسبب مشاكل كبيرة مثل تلك التي شهدناها في أضنة نهاية هذا الأسبوع.

لكن علينا أيضاً أن نتحدث عن مسؤوليات المعارضة حيث تنتشر الكراهية تجاه اللاجئين السوريين مثل الوباء.

من البداية، حاولت المعارضة استغلال سلوك الجمهور المشبوه تجاه اللاجئين. مجرد مثال صغير للعديد من الحالات المماثلة؛ في الآونة الأخيرة، انتقد حزب “الشعب الجمهوري الديموقراطي الاشتراكي” في البرلمان الحكومة لسماحها للسوريين بفتح متاجرهم. وفقاً للحزب، تعتبر هذه المحلات التجارية، بسبب المنافسة، تهديداً لأصحاب المتاجر الأتراك.

يقترح حزب المعارضة الآخر، حزب “الخير” القومي، السماح للنساء والأطفال السوريين فقط بالوصول إلى البلاد، ويعتبر أنه يجب أن يبقى الذكور في سوريا ويقاتلوا. لكن الحزب لم يقدم إجابة على السؤال حول من ولماذا يجب أن يحارب السوريون.

يجادل الحزبان “الشعب الجمهوري” و”الخير” بأن الولايات المتحدة على وشك إقامة دولة كردية في شمال سوريا وأن الطريقة الوحيدة لمنع ذلك، هي التحدث مع نظام دمشق ومساعدته على استعادة الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية. المعارضة تجادل بأن اتفاق أضنة لعام 1998 – الذي تم توسيعه في وقت لاحق من عام 2010 – يتوخى تعاوناً وثيقاً وقوياً، وتعيين ممثلين خاصين، واتصالات عالية المستوى بين الجيشين السوري والتركي لمحاربة الإرهاب، وهو مفتاح حل مشكلة سوريا واللاجئين السوريين وطريقة حماية السلامة الإقليمية لكل من تركيا وسوريا.

وفقاً للمعارضة، ينبغي أن تتحدث أنقرة مع دمشق لتنفيذ اتفاق أضنة. إنهم يتظاهرون أنهم لا يعرفون حقيقة أن موقف دمشق العنيد المتمثل في عدم الاستماع إلى شعبها منذ البداية هو المسؤول الرئيسي عن الوضع في سوريا الآن. المعارضة التركية التي تنتقد الحكومة التركية كونها استبدادية على مدار الساعة وتطالب بالحرية، تفشل في أن تسأل نفسها عن جيرانها. ديموقراطيتهم الاجتماعية تنتهي عند الحدود السورية.

حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي يقوم الآن محاولة نادرة لأخذ زمام المبادرة، قرر عقد مؤتمر دولي في أنقرة في 28 أيلول/سبتمبر، وسيكون الموضوع الرئيسي هو اللاجئين السوريين، وكما قالوا رسمياً، فإنهم يؤمنون بالحوار مع نظام دمشق، لذا قاموا بدعوة ممثليه لهذا المؤتمر. بالطبع، لم تتم دعوة وحدات حماية الشعب أو أي أسماء مرتبطة بها على الرغم من أنهم يسيطرون على حجم مساحة نظام دمشق نفسها تقريباً.

واقعاً، في هذا الصدد، لا تختلف المعارضة عن الحكومة ولا تستطيع أن ترى حقيقة أنه إذا كانت هناك أخطاء قاتلة في تركيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، فذلك لأنها لم تكن قادرة على حل المشكلة الكردية. لكن بالنسبة للمعارضة، الأمر الأسوأ، أنهم يبحثون عن حل لهذه المشكلة في دمشق التي لم تتردد أبداً في استخدام المشكلة نفسها ضد تركيا حتى قبل الانتفاضة.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى