سياسة

بشار الأسد لايعرف إذا كان البغدادي قُتل أم لا

قدم الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناتي “السورية” و”الإخبارية السورية”، الخميس، مجموعة من المواقف المتناقضة والمتعارضة مع الوقائع، من إنكار حدوث العملية الأميركية في باريشا في إدلب والتي أدت إلى مقتل زعيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي، إلى كيل الاتهامات لتركيا قبل الاعتراف بأن الاتفاق الروسي-التركي “إيجابي”، مروراً بتهديد الأكراد والتغني بهم، وصولاً إلى تحديد شرط غامض يخص قبول نظامه بمحصلات “اللجنة الدستورية” ويتعلق بعدم “التعارض مع مصلحة الوطن”.

فـ”المحتل التركي” بالنسبة لبشار هو “وكيل الأميركي” بالحرب في سوريا. مهدداً بأنه: “عندما لا يخرج (النظام التركي) بكل الوسائل فلن يكون هناك خيار سوى الحرب”.

وتابع قائلاً: “لنأخذ مثالا آخر وهو إدلب، هناك اتفاق من خلال أستانة بأن يخرج التركي، ولم يلب، ولكننا نقوم بتحرير إدلب.. كان هناك تأخير لمدة عام أعطيت العملية السياسية والحوارات السياسية والمحاولات المختلفة لإخراج الإرهابيين كل شيء.. استنفدت كل الفرص، وبالنهاية قمنا بتحرير تدريجي من خلال عملية عسكرية”.

الجيش التركي كان معنا؟

وأضاف: “نفس الشيء سيحصل في المنطقة الشمالية، بعد أن تُستنفد كل الفرص السياسية، مع الأخذ بالاعتبار بأن أردوغان كان يهدف من بدايات الحرب لخلق مشكلة بين الشعب السوري والشعب التركي، كي يكون الشعب التركي شعبا عدوا، وهذا يحصل من خلال صدام عسكري، لأن الجيش التركي كان في بدايات الحرب مع الجيش السوري، وكان يتعاون معنا إلى أقصى الحدود، إلى أن قام أردوغان بالانقلاب عليه، لذلك يمكن العمل بهذا الاتجاه مع الحرص على ألا تكون تركيا دولة عدوة، الآن أردوغان ومجموعته أعداء، لأنه هو يقود هذه السياسات، ولكن حتى الآن القوى السياسية في تركيا بمعظمها هي ضد سياسات الرئيس التركي، فعلينا أن نكون حريصين على ألا نحول تركيا إلى عدو، وهنا يأتي دور الأصدقاء، الدور الروسي والدور الإيراني”.

الاتفاق الروسي التركي

وأوضح بشار أن “الاتفاق الروسي التركي بشأن الشمال السوري مؤقت وهو يلجم الجموح التركي باتجاه تحقيق المزيد من الضرر عبر احتلال المزيد من الأراضي السورية وقطع الطريق على الأميركي”. وأكد أن “الاتفاق خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء، لكنها تخفف الأضرار وتهيئ الطريق لتحرير المنطقة في القريب العاجل”.

وأكد أن هذا الأمر الواقع حقق أمرين: “أولا سحب المجموعات المسلحة من الشمال إلى الجنوب، بالتنسيق مع الجيش السوري، وبالمقابل صعود الجيش السوري شمالا إلى المنطقة التي لا يحتلها التركي وهذا أمر إيجابي لا يلغي سلبية الوجود التركي، ريثما يتم إخراج التركي بطريقة أو بأخرى”.

الدور الروسي: القانون الدولي!

وشدد على أن “المبادئ الروسية واضحة خلال هذه الحرب وتستند إلى القانون الدولي، إلى سيادة سوريا، إلى وحدة الأراضي السورية، هذا الموضوع لم يتغير لا قبل ولا بعد ولا بتغير الظروف، ولكن السياسة الروسية تعتمد على التعامل مع الأمر الواقع”.

الأكراد: العودة للوضع السابق

وأوضح أن دخول قوات النظام إلى مناطق الشمال السوري هو تعبير عن “دخول الدولة السورية بكل الخدمات التي تقدمها وقد وصل الجيش إلى أغلب المناطق ولكن ليس بشكل كامل”.

وأشار إلى أن “الهدف النهائي هو العودة إلى الوضع السابق للمنطقة وهو سيطرة كاملة للدولة عليها، مؤكدا أن الأكراد في معظمهم كانوا دائما على علاقة جيدة مع الدولة ويطرحون أفكارا وطنية حقيقية”.

وأكد بشار أنه وبكل بساطة “نستطيع أن نعيش مرة أخرى معا وإذا كان الجواب لا، فهذا يعني أن سوريا لن تكون مستقرة في يوم من الأيام”. وذكر أن “دخول الجيش إلى المناطق الشمالية الشرقية لا يمكن أن يكون من أجل القيام بعمل أمني عسكري بحت، وإنما دخول الدولة بكافة الخدمات التي يجب أن تقدمها”.

إلى ذلك، أعلن أنه من “حق سوريا أن تدافع عن وحدة أراضيها وأن تكون حذرة من الطروحات الانفصالية”، مفيدا بأنه لا توجد لديهم مشكلة “مع التنوع السوري لأنه تنوع جميل وغني وهذا الغنى يعني قوة”.

البغدادي

وزعم بشار إن دمشق لم تسمع عن عملية قتل زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي سوى من الإعلام. وصرح بأن سوريا لم تكن لها أي علاقة بالموضوع وأن الأهم من ذلك هو أنه لا يعرف “إذا كانت العملية حصلت أم لا”. وقال: “لم نرصد اي طائرات ولم يعرضوا جثته كما فعلوا مع جثة صدام حسين واولاده”.

وزعم أن “السيناريو الذي نشرته الولايات المتحدة لعملية مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش جزء من الخدع الأميركية وعلينا ألا نصدق كل ما يقولونه إلا إذا أتوا بالدليل”.

وأفاد بأن “البغدادي كان في السجون الأميركية في العراق وأخرجوه ليلعب هذا الدور”، مضيفاً أن زعيم “داعش” هو “مجرد شخص يبدل بأي لحظة وبأي وقت”. وتابع قائلا: “أعتقد أنه سيعاد إنتاجه باسم وشخص آخر وربما يعاد إنتاج داعش حسب الحاجة تحت عنوان آخر ولكن يبقى الفكر نفسه والاستخدام نفسه والمدبر هي الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أنه “لم يكن لسوريا أي علاقة بالعملية العسكرية التي تمت فيها تصفية البغدادي وأنه لا يوجد أي تواصل بينها وبين أي مؤسسة أميركية”.

اللجنة الدستورية

وبخصوص تشكيل لجنة مناقشة الدستور، قال بشار إن “سوريا لم تقدم أي تنازلات وأن ما يهمها أن أي شيء ينتج عن لقاءاتها ويتوافق مع المصلحة الوطنية حتى لو كان دستورا جديدا، ستوافق عليه دمشقً، مشدداً على أنه إذا كان أي تعديل للدستور ولو طال “بندا واحدا وتعارض مع مصلحة الوطن، فستقف دمشق ضده ولن تسير به”.

ورفض مرجعية الامم المتحدة والقرار 2254 واعتبر مرجعية لجنة الدستور محصورة مؤتمر سوتشي، واعتبر اللجنة الدستورية، مقسومة كالتالي: “جزء لا يمثل الحكومة السورية وهو فقط مدعوم منها، وجزء عميل شكلته الدول المختلفة، وجزء ارهابي شكلته تركيا”.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى