شعر

كان هناك ذئب/سامية ساسي

لكنّها للمرّة الأولى ترى عين الشّمس

الخنفساء المقلوبة على ظهرها الآن،

وتضحك.

* * *

حين كان الذّئب عند العتبة،

كنت أمشي وحيدة، فتميل الريح.

أجرّ خلفي بحارا ومحيطات

أجرّ جيوش حيوانات وأسماكا.

كنت فراشة تجرّ كركدنًا

وتضحك.

* * *

حين كان الذّئب عند العتبة،

كنت في حجْر البحر، أصوّر له كيف يخفي الذّئب ذنَبه وذنْبَه،

فيفتح لي نوافذه ،يفرش لي بيته زوارق ويعدني بقصائد ودلافين ملوّنة

ويعيد عليّ ما تحدّثناه أربعين عاما

ونضحك.

* * *

حين كان هناك ذئب،

كنت مع قلّة في الضفّة الأخرى، وكان النهر يميل باتّجاهنا.

بيتي، لم يكن مظلما، كان مغلقًا قليلا، لأن نوافذه الخلفيّة تضحك للبحر.

مساء، يزورني شعراء كثيرون، ربّما كانوا يشعرون بالسعادة أو الذّنب

فكلّما نفدت أوراقهم كتبوا لي على الحيطان وتحت السجّاد،

ونضحك.

من يدري؟ ففي الغد حين تميل بهم الريح والضفّة ويعوي الذّئب عند العتبة

قد تغادرهم كتاباتهم ويغادرون.

* * *

حين كان الذّئب،

عرفت رجالا لم يكونوا ذئابًا فأحبّهم

كانوا يعْوون فقط

وكنت في الحبّ ذئبةً

وتضحك.

* * *

حين صار الذّئب ذئبا

صرت أملأ بيتي ضحكات أكثر وبالونات

من يدري؟ ففي الغد حين يجوع الذّئب قليلا

وأغادر البيت قليلا

سأترك لهم أنفاسي يتقاسمونها فمًا بفم

حتى أعود

فمن يدري ما توشْوشه خنفساء للشّمس

أو ما تفعله فراشة تضحك، بذئب.

الفيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى