الثورة وتحطيم أوهام السوريين/ ماهر مسعود
كُنْ واقعياً واطلب المستحيل، قالها تشي غيفارا، ثم مات في قلب المستحيل!
لا شيء يضمن للسوري، ولا للثورة السورية، عدم الموت في قلب المستحيل، فالصراع الذي يعيشه الشعب السوري منذ ثمان سنوات دون توقف، ليس إلا صراعاً مع المستحيل. ولكن أيضاً، لا شيء يغير التاريخ الشخصي للأفراد، أو يصنع التاريخ الجمعي للأمم مثل مواجهة المستحيل.
لنكن واقعيين أولاً، ونحاول وصف الواقع بأقصى حدود “الواقعية السياسية” الممكنة، لكي ننتقل بعدها إلى رؤية الممكنات القابعة في صلب الواقع لمواجهة المستحيل!
ليس هناك أمل قريب بإسقاط النظام، لا سلمياً ولا عسكرياً، فشدّة الأمل الثوري بإسقاط النظام، وعلوّ التوقعات برحيله، لم تتناسب إلا عكساً مع شدّة الإحباط وخيبات الأمل. ذلك الأمل الذي ابتدأ بأسابيع، ثم شهور، ثم امتدّ لسنوات، بات عبئاً لابد من صلّبه على خشبة الواقع، لكي نستطيع البدء من جديد، وبإرادة “سيزيفية” صلبة ضد معاندة التاريخ، وضد صخرة الواقع السياسي؛ المحلي والعالمي، الثقيلة.
كما أن الوهم المُفعم بالأمل الذي رافق غالبية السوريين بداية الثورة، في تلقي المساعدة و”النصرة” ضد الظلم، إن كان من العرب أو من المسلمين، من القدر “يا الله مالنا غيرك يا الله” أو من التاريخ “السقوط السريع للديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا”، من الأشقاء في جامعة الدول العربية أو “الأصدقاء” في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، من الغرب الديمقراطي أو الراعي الأول للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، أو من المجتمع الدولي والقوانين الدولية التي تم تشكيل الأمم المتحدة على أساسها…الخ، جميع تلك الأوهام التي كان قد علّق السوريون آمالهم عليها، تحطمت على مذبح قضيتهم، وسقطت تباعاً من حساباتهم، فذلك الانكشاف الهائل لوهم المحرز الحضاري الكوني، وهم الهوية العربية أو الإسلامية، أو حتى السورية، الواحدة، وهم التغاير والتباعد والاختلاف بين العدو البعيد والمحتل الخارجي من جهة، والعدو القريب والمحتل الداخلي من جهة أخرى، وهم التاريخ الذي يمضي صعوداً وفي خط واحد من التخلّف نحو التقدم ومن الديكتاتورية إلى الديمقراطية ومن العبودية إلى الحرية.. ذلك الوهم الكبير بمجمل فروعه وتجلياته، كان اختباراً انسانياً قاسياً على السوريين، دفعوا ثمنه غالياً من دمائهم وما زالوا يدفعون الثمن، لكنه وهم غيَّر فهم السوريين وعلاقتهم بأنفسهم وبلدهم والعالم، إن لم نقل إنه غير العالم نفسه دون رجعة، فمدحلة التأثيرات وتداعيات الوحشية التي مُورست في سوريا بتنا نراها اليوم بأشكال مختلفة في شتّى أنحاء العالم.
واقعياً أيضاً، ليس هناك أمل قريب بخلق جسم معارض سليم ومعافى وقادر على التأثير الفاعل في مجريات الحدث السوري، أو بجسم معارض قادر على الاستقلال الوطني عن إرادة الدول الإقليمية المجاورة أو الدول الكبرى، فمصالح تلك الدول باتت جزءاً لا يتجزأ من القضية السورية بعد أن فتح النظام أبواب الاحتلال على مصراعيها، وباتت سوريا مرتعاً للاحتلالات المتنافسة والتدخّلات الخارجية المتداخلة بالأزمة الوطنية السورية. وفي الواقع، إن المطالبة اليوم بذلك النوع من المعارضة المستقلة كلياً عن جميع التدخلات الخارجية، ليس سوى نوع من الطهرانية والتعجيز التي ورّثتها ثقافة الديكتاتور لتسهيل اتهام المعارضة بالعمالة للخارج، في الوقت الذي لم يتوقف نظام الأسد عن تلك العمالة ذاتها عبر تاريخه في مواجهة الشعب، وذلك قبل أن ينتقل إلى التبعية شبه الكاملة لإيران ثم روسيا. كما أنه في الواقع أيضاً، لا يوجد معارضة وطنية في العالم قادرة على العمل والاستقلال والمنافسة على السلطة إلا من الداخل أولاً، وإلا في ظل الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ثانياً، أما في الدول الديكتاتورية، فليست “المعارضة الوطنية الشريفة” إلا خدماً عند الديكتاتور، وعمّالاً لتبييض صفحته وبقاءه المؤبد، (مثلما رأينا الحزب الشيوعي البكداشي الذي يدعو في آخر نشراته إلى التصويت للأسد “دعماً للصمود الوطني المشرِّف”!).
لكن ما لابد من توضيحه في هذه النقطة، ولكي لا يصبح الكلام السابق نوع من التبرير السيء لعدم استقلال المعارضة الخارجية، هو ذلك الفارق الدقيق بين أخذ المصالح الدولية بعين الاعتبار، ولاسيما تلك الدول المنافسة للمحور الإيراني الروسي (وهذا الأخير هو المحور الداعم بالمطلق لنظام الأسد والمشارك الأكثر فاعلية بقتل الشعب السوري واجهاض الثورة السورية)، وبين التبعية الكاملة لأجندات الدول “الصديقة”، وتقديم مصالحها ومصالح أمنها القومي على مصالح الشعب السوري والقضية السورية، ولا أحد يمثل مثل هذا الخط المُغرِق في قابليته للتبعيّة وانتهازيته مثل الإخوان المسلمين في علاقتهم مع تركيا، فحتى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “بي واي دي”؛ وهو الحزب القومي الكردي، لا نراه بسوء الإخوان المسلمين، من حيث إنه على الأقل، لا يدّعي تمثيل القضية السورية العامة مثلما تفعل حركة الإخوان المسلمين والفصائل الإسلامية التابعة لها، أو العاملة فيما يسمى “درع الفرات”. وعلى كل حال، تلك ليست دعوة لإقصاء الإخوان المسلمين عن العمل السياسي كما يفعل الكثير من فاشيي اليسار العلماني، فلا نظنّ أن أحد باستطاعته اقصاء الإخوان المسلمين عن العمل السياسي لا الآن ولا في المستقبل (إن لم يكن فاشياً مثل نظام الأسد أو السيسي بالطبع) ولكنها دعوة لتفعيل العمل السياسي المعارض في مواجهتهم وبالخصومة والتنافس مع طروحاتهم لدفع العمل السياسي المعارض بعيداً عن تبعيتهم الكاملة. وذلك أيضاً للانفصال عن تلك الاتهامات الشعبوية التي “يشلفها” القاصي والداني للمعارضة جملة وتفصيلاً بتحميلها مسخؤولية فشل الثورة السورية.
إن نقد الذات “المعطوبة”، أو جلدها، أو مراجعة التجربة السورية لن يغير من حقيقة الهزيمة الشاملة لسورية كبلد، وللأغلبية العظمى للشعب السوري، ولن يقلل من خسارة أكثر من نصف السوريين لبيوتهم بعد نزوحهم داخل البلد وخارجها، لكنه ضرورة للتعلم من تجربتنا القاسية وبناء الحاضر على أرض أكثر صلابة، وضرورة لمقاومة اليأس الضارب في جنبات سوريا وشعبها المشتت في بقاع الأرض، وضرورة لفتح طاقات العمل المبني على الوقائع ورؤية الخيارات، بدلاً من الأمل المبني على الرغبات، والانتظار السلبي ولعن الحياة، ذلك الأمل السلبي الذي ليس أكثر من إطالة لعذاب الانتظار.
ما الذي يكمن في ثنايا ذلك الواقع المستحيل إذاً، والذي لا يظهر بعدسة الواقعية السياسية الموصوفة أعلاه؟
الذي لا يظهر باعتقادنا هو أن نظام الأسد بوصفه نظاماً توتاليتارياً كلياً، يسيطر على سوريا والسوريين ويحصي أنفاسهم ويبثّ الرعب في قلوبهم حتى في منازلهم، ذلك النظام المتشابك والمتماسك والمركزي، بات نظاماً ميتاً، قتلته الثورة السورية!
للوهلة الأولى قد يبدو هذا الكلام للإنسان العادي كلاماً لا منطقياً، وبعيداً، إن لم يكن منفصلاً، عن الواقع، حيث يكفي أن ينظر الشخص لخرائط السيطرة وموازين القوى المباشرة وهزائم المعارضة المتتالية، ومدى الرعب والوحشية التي مارسها نظام الأسد خلال الثورة وما زال يمارسها في مناطقه أو ضد المناطق التي يقصفها أو يسيطر عليها، كي يصل إلى تلك النتيجة المُبسّطة حول انتصار الأسد! لكن خلف تلك الوقائع هناك مياه أخرى تجري بعكس الاتجاه، فصيغة القائد الملهم والجيش العقائدي والحزب القائد والشعب الواقف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة، سقطت كلياً وإلى غير رجعة في سوريا، وحتى أشد الموالين والطائفيين و”عظام الرقبة” لا ينظرون اليوم إلى الأسد كقائد ملهم؛ مثلما كانت غالبية الشعب السوري سابقاً تفعل مع أبيه، ومعظمهم لا يؤمنون نهائياً أن الأسد صالح حتى للقيادة، كما أن غالبية الشعب السوري لم تعد تؤمن مطلقاً لا بالجيش الوطني العقائدي ولا “بقلب العروبة النابض” ولا بأسطورة المقاومة والممانعة (جدير بالذكر هنا مثلاً أن غالبية الشعب السوري كانت تؤمن بالمقاومة وبنصرالله عام 2006 وبأن حربه مع إسرائيل لا تقوم إلا بدعم وإشراف النظام السوري الممانع)، لم يعد نظام الأسد بالنسبة لمواليه نظام العقيدة الثابتة والمواقف التاريخية، بل نظام الخدمة والضرورة والمصلحة، وفي العمق، نظام المسخرة والارتهان. هذا كله ولم نتحدث بعد عن أكثر من نصف الشعب السوري المهجّر واللاجئ والنازح، وتلك الملايين لم تفقد إيمانها في النظام وفي رئيسه فحسب، بل تراه كمجرم الحرب الذي لا يبقيه على قيد الحياة؛ أو بالأحرى معلقاً بين الحياة والموت، سوى القوى الخارجية المتنازعة على سوريا، كما أن جزءاً كبيراً من تلك الملايين (يُقدّر بستة ملايين سوري خارج سوريا) بات خارجاً بالمطلق عن أيديولوجيا وبروباغندا الأسد، بل يعمل عشرات الآلاف منهم على فضحه وملاحقته وتفتيت رواياته وبناء القصة السورية على نحو ما عاشتها الثورة، آلاف الفنانين والكتاب وصُنّاع الأفلام والناشطين والمثقفين والأطباء والمحامين وأناس عاديون وطلاب جامعات، هيئات صغيرة ومؤسسات كبرى وصحف ومجلات ومراكز دراسات ووسائل إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة ووسائل تواصل اجتماعي.. الخ. وجميع من سبق ذكرهم يعملون بفاعلية ويجولون العالم لرواية وصناعة وأرشفة القصة السورية بكل اللغات بعيداً عن سيطرة الأسد أو خارج سيطرته. وإن كان صحيحاً أن نظام الأسد قد حول سوريا كلها إلى حماه ثانية من حيث الدمار والخراب والمجازر، إلا أن النتائج هذه المرة معاكسة تماماً، فالسيطرة على حماه سابقاً أطلقت يده للسيطرة المطلقة على سوريا، وتحويل المجتمع السوري إلى مجتمع صامت تملؤه المخابرات في كل زاوية وكل بيت، أما اليوم فهو لم يعد فعلياً يسيطر على شيء، فالمجتمع السوري مفتت ومشتت وتحكمه الميليشيات المحلية الصغيرة أكثر بكثير مما تفعل أجهزة الأمن المركزية، بل إن أجهزة الأمن نفسها، تتقاسمها السيطرة الإيرانية والروسية وتتبع في توجهاتها وولائها لما تراه احدى تلك الدولتين أكثر من تبعيتها للنظام ورئيسه، وقد أشرف الروس مؤخراً على نقل وتعيين وتسريح عدداً هائلاً من الضباط والعسكريين، وأعادوا ترتيب الأجهزة الأمنية الأكثر قوة، مثل الأمن العسكري والمخابرات الجوية والأمن الدولي، ليضمنوا ولائهم الكامل ضداً على الاختراق الإيراني السابق لتلك الأجهزة (تذكّر هنا أجهزة المخابرات قبل الثورة أو في عهد الأسد الأب وطبيعة مركزيتها وولاءها المطلق لحلقة النظام الضيقة ورأسه مباشرة)، أضف إلى ذلك كله أن المناطق التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ممنوع على الجيش السوري الدخول إليها أو التدخل في شؤونها.
تلك الصورة الكبرى للواقع، والتي تراه بعين النسر من الأعلى، لا بعين الضفدع اللحظية من الأسفل، لا تعني إلا شيئاً واحداً، هو أن نظام الديكتاتورية في سوريا قد مات، وأن الثورة السورية قتلته، وأن ما نعانيه اليوم، على طول مدته، ليس إلا تداعيات الموت الكارثي لنظامٍ لم يترك مكاناً في تاريخه لأي بديل سياسي يخرج من داخله، (كما كان الأمر مثلاً في النظام المصري أو التونسي).
إن طول المرحلة الانتقالية وكارثيتها وخرابها، ليس إلا نتيجة لكون ذلك النوع من الأنظمة الديكتاتورية المركّبة والمتماسكة والمتشابكة، لا تموت موتاً عادياً بل كارثياً، على طريقة النظام النازي في ألمانيا، كما إن الفراغ السياسي الهائل الذي يتركه موتها، يحتاج إلى فترات طويلة حتى يستعيد المجتمع عافيته والسياسة دورها، وإذا أخذنا بعين الاعتبار ذلك الميل العالمي المناهض للديمقراطية الذي يسري مثل النار في الهشيم اليوم، وحساسية التجاور السوري مع إسرائيل (الطفل العالمي المدلل)، تغدو مفهومة تلك الجرجرة المديدة لجثة النظام فوق الحطام السوري، ويغدو مفهوماً ذلك الاستعصاء الذي يمنع الشعب السوري؛ معارضة أو موالاة، من تشكيل البديل السياسي حتى من داخل النظام. فالمعارضة ليست خلاصاً، ولم تكن خلاصاً في أي دولة في العالم، بل مجرد شكل آخر للسلطة التي تحتاج بدورها إلى معارضة، وقد تنجح أو تفشل في رسم الطريق، لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة هي في رسم التوجه العام الذي يسمح بوجود السلطة والمعارضة في بلد واحد، والسوريون اليوم هم في قلب تلك المرحلة الطويلة الفاصلة بين نظام ميت لا ينتظر إلا الدفن، وولادة النظام الجديد الذي يستغرق السلطة والمعارضة في بلد واحد. وإن كان النظام يمثل الشر المطلق، فالمعارضة لا تمثل الخير المطلق، ولا يعطينا النظر إلى المعارضة على هذا النحو، إلا المزيد من الانقسام، والمزيد الخيبات، وإلا المزيد من تدنيسها وتحميلها اللوم المريح لفشل الثورة.
لا يمكن العودة نهائياً لما قبل الثورة، فنظام الأسد قد مات ولا عودة للموتى إلى الحياة. ولكن موت النظام، مثل أي موت، ليس ضمانة للحياة، فقد تتقسم سوريا مثلما تقسّمت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولتين، وتبعاً للصراع الدولي والإقليمي اللاقطبي اليوم، قد تتحول سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة؛ مثلما نراها اليوم، رغم وحدتها السياسية، وقد تبقى بلداً فاشلاً ومهلهلاً، أقل من دولة، وأكثر من نظام، حتى يستقر النظام العالمي على شكل جديد. لا يمكن التنبؤ الحتمي بما ستؤول إليه سوريا، ولا طرح الوعود الكاذبة والآمال الزائفة جزافاً، فالقوى المؤثرة في صناعة المستقبل السوري ليست واحدة، بل متعددة، ليست خارجية فحسب، ولا داخلية فقط، ليست عالمية فحسب، ولا إقليمية أو محلية أو شعبية فقط، إنها مُجمّع قوى لا مركزية ومحكومة بالاستراتيجيات المتضاربة، وما علينا فهمه كشعب سوري هو أننا ما زلنا جزءاً أساسياً من تلك القوى اللاعبة ولسنا خارج الملعب، ولا يتم رسم مصيرنا فقط من الخارج، مع أننا لا نرسم مصيرنا لوحدنا ولا نقرره لوحدنا، على طريقة تلك الجملة الغنائية عن حتمية انتصار الشعوب و”حق الشعوب بتقرير مصيرها”، لكن ذلك الجزء الأساسي الذي يحتله الشعب السوري في دائرة القوى المُتصارعة، هو مساحتنا للعمل، وهو المساحة التي تُوجب علينا استغلالها وبذل الجهود الخلاقة لتوسيعها وأخذ القياد فيها.
إن السوريين اليوم في قلب العالم، وهم جزء من العالم أكثر من أي وقت مضى، ومصابين بلوثة التغير العالمي أكثر من أي وقت سبق، لكن هذا لا يكسر الأمل، بل على العكس، يقدم الحدود الممكنة للمستحيل، ويفسح المجال الواسع للعمل، وإعادة التنظيم والتواصل والبناء بين سوريين الداخل والخارج، وبين سوريين الشتات فيما بينهم، لكي يبنوا حركات ومنظمات ومؤسسات وهيئات سياسية ومدنية، قادرة على العمل المشترك دون عُصاب “الكل أو اللاشيء” الذي ساد في السنوات الماضية، ودون قصر النظر السابق الذي انبنى على الفشل المتواصل، ودون الأمل المراهق بالمساعدة الخيرية للدول، أو العودة على فراش أخضر لسوريا اليابسة، ولكن الأهم، دون اليأس الناتج عن أن النظام باق، وأنه حيّ.
بروكار برس