خططي الرقمية/ عمر فارس، ريم المصري
في هذا المقال نحاول توفير حلول تقنية بسيطة لعام 2019 يمكن إضافتها لمشاريع الاعتناء بالذات، تولدت من تجاربنا الشخصية واستفتاء لمن هم حولنا عما يقلقهم في ممارساتهم الرقمية. وجدنا أن أكثر الاحتياجات الرقمية شيوعًا هي تأمين الحسابات الرقمية المتكاثرة التي جمعناها بوعي ودون وعي لاستخدامات معينة، وتراكم الصور والملفات وتزايد الآثار التي نتركها من حياتنا الشخصية على اللابتوب والموبايل، وعدم قدرتنا على الدخول على محتوى مدفوع بسبب موقعنا الجغرافي، وطموحنا بأن نكون أقل استهلاكية في خيارات نظم التشغيل.
نأمل بأن توفر هذه الممارسات الرقمية الحد الأدنى من الارتياح والرضا الذي يمنحه الإقلاع عن الدخان وممارسة الرياضة.
1- أن أحلّ مشكلة كلمات السر
كما لو أني أضعت دفتر هويتي أو جواز سفري، أمضيت أخر أشهر من 2017 وأنا أحاول استرداد حساب «الجيميل» الشخصي من شركة «جيميل». لم يتم اختراق حسابي، لكن بكل عفوية غيرت كلمة السر لواحدة أكثر صعوبة بعد أن وصلتني رسالة تنبهني بأن أحدهم يحاول الدخول الى حسابي. في اليوم اللاحق، نسيت كلمة السر الجديدة. كأن أحدهم مسحها من ذاكرتي للأبد. ونسيت كلمة السر الخاصة ببريدي الإلكتروني الثانوي الذي أرسلَت إليه شركة جيميل «كود» استرداد الحساب. وهكذا، دخلت في حلقة مُفرغة من عملية استرداد كلمات السر. استعدت حساب الجيميل بعد شهر عندما اقتنعت شركة جيميل بهويتي عبر ذكر تفاصيل خاصة بايميلات كنت قد أرسلتها، وخاصة أنني استخدم ذات الإيميل للتواصل مع خدمات أخرى مثل فيسبوك وتويتر ونيتفليكس.
ليس الهوس بأمان بريدي الإلكتروني هو ما أخرجني منه، فمن الطبيعي أن أغير كلمة السر في اللحظة التي أشعر بأن أحدًا يحاول الدخول عليه، لكنه هوسي بكلمة سر تعجيزية قوية لدرجة أني نفسي نسيتها. ما زلت استخدم كلمة سر مختلفة لكل حساب، إلا أنني استخدم كلمة سر صعبة الكسر منطقية لي وغير منطقية لغيري، تعني شيئًا لي ولا تعني أي شيء لغيري. أبدأ بمقطع من أغنية، أو نص أحبه، أو جُملة قيلت وعلقت في ذهني. وأضع بعدها معادلة خاصة بي للتبديل بين الأحرف والأرقام والرموز.
وحتى يطمئن قلبي أكثر، أستخدم خطوتيْ التوثيق الثنائي لكل حساباتي (الجيميل وتويتر وفيسبوك)، وهي طريقة للدخول إلى الحساب باستخدام مزيج من شيء تحفظه (كلمة السر) وشيء تملكه (تلفونك مثلًا). حينها حتى لو توصّل أحدهم لكلمة السر الخاصة بك، سيحتاج إلى هاتفك للدخول لحسابك. حاول الابتعاد عن التوثيق الثنائي عبر الـ(SMS)، بل مع تطبيق للتحقق (مثل Authy أو Google Authenticator).
للتعامل مع تضاؤل قدرتي الذهنية على حفظ كل هذه الباسوردات، لا أستخدم كلمة سر واحدة بل برنامجًا يحفظ كل كلمات السر محليًا على جهازي بطريقة آمنة ويطلب هذا البرنامج حفظ كلمة سر أساسية واحدة. من البرامج التي تقدم هذه الخدمة: «KeePass». كما يمكن استخدام برنامج يولد كلمات سر صعبة الكسر على متصفحك دون حفظها مثل «SuperGenPass» وهو برنامج (extension) يضاف للمتصفح الذي تنفذ من خلاله إلى حساباتك.
وأخيرا بما أن أكثر الطرق شيوعًا لاختراق حسابات الفيسبوك وتوتير هي عبر ملفات خبيثة مخبأة في روابط أو ملفات تُرسل على «التشات» الخاص (ماسنجر وغيره)، لا أضغط على أي رابط أو ملف يصلني عبرها، حتى لو من حسابات أصدقائي، إلا بعد أن أتأكد بطرق أخرى عن ماهية الملفات وأنهم هم فعلا من أرسلوها.
2- أن أحمي صوري وصور الأصدقاء الخاصة الموجودة على هاتفي.
أتوتر عندما يطلب شخص ما استخدام موبايلي للقيام بمكالمة. أتوتر أيضًا عندما يطلب موظف شركة الاتصالات التقني فحص هاتفي عند تركيب «خط» جديد. أود أن تبلعني الأرض عندما أعرض صورًا عن أماكن زرتها لأصدقائي ومع حركة السبابة التلقائية لليمين اصطدم بصورة محرجة. كخطوة أولى، استنفذت الضوابط التي يمكن أن يوفرها نظام تشغيل موبايلي لوضع قفل على التطبيقات والملفات المخزنة من المتطفلين الذين يطلبون استخدام هاتفي. تتوفر هذه الخاصية مثلا في أجهزة الآندرويد هواوي أو سامسونغ S7 وغيرها من أجهزة الأندرويد. إلا أنها أقل توافرًا في أجهزة آيفون لأن آبل توفرها بالنسخ الجديدة فقط إن استطاعت ذات التطبيقات تضمينها في خصائصها. الحل الآخر هو الاعتماد على تطبيق يمكنّك من وضع أقفال على صورك أو وضع كل الملفات والصور وأي شيء تود حمايته في هذا الملف (تطبيق Vaulty لآندرويد وتطبيق PhotoVault لآيفون).
كل هذه الأقفال لن تحمي صورنا إذا وقع الموبايل في المرحاض أو ضاع أو سُرق. لذا إن كانت كل هذه الصور تعني لك شيئًا، من الأفضل حفظها وأرشفتها على السحابة بطريقة دورية. الحل الأول هو استخدام الخدمة التي توفرها لك جوجل وآبل في رفع نسخة احتياطية من صورك على سحابتهم. المآخذ على هذه الخدمات هو أولا أن النسخة المجانية منها تقلل من جودة الصور المحفوظة، وثانيا أن مساحة التخزين التي تمنحها مُحددة، وثالثا لا تُشفر جوجل وآبل هذه الصور على خوادمها وتجعلها عرضة للاستخدام التجاري من قبل الشركتين. قد يكون حل هذه المشاكل هو رفع الصور بطريقة مُشفرة، إما بتشفير الصور يدويًا ورفعها على جوجل درايف أو «الآي كلاود» أو الاشتراك بخدمة توفر أرشفة وتشفير الصور على السحابة مثل Pixek.
3- أن أتصفح الإنترنت دون قلق حول عدم القدرة على الوصول للخدمات المحجوبة
بعد أن انقطعت خدمة البث لأربع «خميسات» متتالية في الأردن تزامنًا مع المظاهرات التي شهدتها المنطقة المحيطة بالدوار الرابع، أخذت قرارًا بالاشتراك بخدمة (VPN) محددة تمكنني من استخدام هذه الخدمة وغيرها من المواقع أو الخدمات الأخرى المحجوبة بالأردن، بالرغم من اقتناعي بأن حجب المواقع والخدمات دون أمر من المحكمة هو جريمة إلكترونية. حتى أكون جاهزًا في اللحظة التي يحصل بها حجب، قمت بدراسة أنواع الـVPN الأفضل سرعة والأكثر إحكامًا استعانة بهذا الدليل الذي يقارن خدمات الـVPN الأكثر انتشارًا في العالم، توصلت أنه بالإضافة الى موقع شركة الـVPN وسياسة خصوصيتها، تقدم خدمة الـVPN المدفوعة خدمة أفضل من تلك المجانية تؤثر على سرعة الانترنت وتواصله.
4- أن استرجع بعضًا من السيطرة على الإعلانات التي أراها على مواقع التواصل
تزعجني الإعلانات التي تلاحقني أينما ذهبت على الإنترنت، وتحديدًا تلك التي تتعلق بحديث أنهيته للتو مع أحد أصدقائي عن ساعة أفكّر بشرائها مثلًا. لطالما خفت من قدرة فيسبوك على الاستماع لمحادثاتي، برغم نفيهم المستمر لذلك. أخطط هذا العام لأن أقوم بشطب ذاكرة المتصفح الخاص بي بشكل دوري، بالإضافة لشطب «الكوكيز» التي تتتبّع نشاطي على مختلف المواقع التي أزورها على الشبكة وتساعد تلك المواقع على بناء صورة عن احتياجاتي، عن طريق برنامج (Ccleaner) الذي يقوم بمسحها هي ومختلف ملفات البرامج التي لا أحتاجها ولا أستخدمها.
5- أن أشاهد نتفلكس كإنني في الولايات المتحدة
كثيرون يبحثون عن حل لإدمانهم على مشاهدة نتفلكس، إلا أنني شارفت على الانتهاء من جميع المحتويات المتاحة على نتفلكس الشرق الأوسط، وأبحث عن طريقة تدخلني لمحتويات نتفلكس بريطانيا والولايات المتحدة. لدي العديد من الأصدقاء يدرسون في تلك البلدان ويحدثونني عن ثراء المحتوى مقارنة بالمحتوى المتوفر هنا. قال لي أحد أصدقائي أنني أستطيع استعمال Getflix smart DNS لكي أبدو كأنني أتصفح نتفلكس وغيرها من المواقع في بلدان مثل بريطانيا أو كندا أو الولايات المتحدة. ما يميّز غيتفلكس، وغيره (مثل NordVPN) أنها تستطيع تجاوز نظام نتفلكس القوي لتتبّع الشبكات الافتراضية (VPN)، بالإضافة لقدرتها التي تشابه باقي الشبكات الافتراضية الأخرى على أن تظهر المتصفح كأنه موجود في دولة غير دولته.
6- أن أستعمل لينكس، مبتعدًا عن أبل ومايكروسوفت
كثيرًا ما ظننت أن استعمال لينُكس يحتاج أن أكون مؤهلًا للمشاركة في مسلسل مستر روبوت، حيث أستطيع التعامل مع شاشة سوداء أكتب داخلها الأوامر للحاسوب. أريد أن أستعمل لينُكس للابتعاد عن سلطة أبل ومايكروسوفت وتحكمهما بالسوق، واستغلالهما للعمّال في آسيا، بالإضافة إلى أن لينُكس نظام تشغيل ذو مصدر مفتوح، أستطيع معرفة أي تغيير يطرأ عليه ومن قام بذلك التغيير. إلا أن مشهد الشاشة السوداء كان يخيفني مرارًا كلما قررت الانتقال. لكنني تفاجأت حينما عرفت بوجود واجهات (interface) شبيهة بما أستعمله الآن في أنظمة تشغيل أبل ومايكروسوفت مثل Zorin OS وUbunto وLinux Mint Cinnamon، مما يقلل من صدمة التعامل مع عالم جديد.
7- أن أؤمن ملفاتي في مكان غير لابتوبي حتى أسترجعها في حال تلفه
نهاية كل عام، يبدو سطح المكتب أمامي كغابة متشابكة الأشجار، مليئًا بالملفات والـ(new folders) التي أنشأتها لمشاريع العمل أو المسلسلات والأفلام الجديدة. أخطط هذا العام لترتيبها، أو على الأقل، المهم منها، والاحتفاظ بنسخة منها في مكان آمن أعود إليه لو تعرّض أحد أجهزتي للتلف. ربما سأحتفظ بتلك النسخة على (hard drive) منفصل، بالإضافة لتحميلها على سحابة (cloud) مستقلة وآمنة، وذي مصدر مفتوح، مثل ownCloud وMattermost.