“عطب الذات” لبرهان غليون: لسنا من أفشلَ مهمتك/ فايز سارة
قبل أن أبدأ في تناول كتاب الدكتور برهان غليون “عطب الذات”، أحب أن أنوه إلى أهمية الكتاب لما يمثله من عرض لتجربة الرجل، وإطلاقها لجمهور السوريين ومتابعي القضية السورية من غيرهم، وهي حالة لم يسبقه إليها أحد من قادة المعارضة، وممن أخذوا على عاتقهم مسؤوليات قيادية في تنظيماتها، رغم أن كثيرين منهم كتبوا ملاحظات ووثقوا وصوروا، وجمعوا أوراقاً، تتصل بمسؤولياتهم ومسؤوليات غيرهم، لكنهم لم يكتبوا، وأعتقد أن أغلبهم، لن يقول شيئاً عما فعل أو شارك به، أو شاهد، أو عرف. ليس فقط لأننا خارج تجربة الكتابة والقول والمكاشفة، إنما لأننا أيضاً نتجنب الكشف عما نفعله في مسؤوليتنا العامة والحساسة، والتي تترك تأثيراتها على حياة الناس من حولنا وعلى مستقبل بلدنا، بخلاف ما فعل غليون في كتابه: عطب الذات… وقائع ثورة لم تكتمل… سورية 2011 – 2012 الصادر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر في بيروت 2019.
صدور الكتاب كان مناسبة لتجديد الحديث عن المثقفين ودورهم في المعارضة والثورة وفي تجربة المجلس الوطني السوري. وقد افتتح غليون الحديث بتوجيه اللوم للمثقفين واعتبارهم أحد أسباب فشل تجربته في رئاسة المجلس الوطني، وهو تقديرٌ كنا سمعناه منه، ميشيل كيلو وأنا، مرتين على الأقل بصورة مباشرة، الأولى في خلال لقاء معه في باريس بعد تشكيل المجلس الوطني بأسابيع، حيث طلب غليون التحاقنا بالمجلس لتعزيز دور المثقفين فيه بدل الابتعاد عنه، وكانت المرة الثانية في خلال اجتماع للمثقفين السوريين في باريس 2013، كان انعقد بحضور نحو ستين مثقفاً سورياً بمبادرة من الأستاذ يحيى قضماني للبحث في دور المثقفين السوريين في الثورة، وفي أحد جلسات الاجتماع، حمّل د. غليون المثقفين مسؤولية فشل تجربته في رئاسة المجلس الوطني، وزاد على ذلك تفصيلاً بالإشارة الاسمية لاثنين من الحاضرين هما ميشيل كيلو وفايز سارة، ولأن نسي أو تناسى الشق الثاني، فانه أعاد تأكيد الشق الأول في كتابه “عطب الذات”.
واستهوى موقف غليون من المثقفين ونقده لهم، عدداً ممن اطلعوا على الكتاب، فتوقفوا عند تلك النقطة نقداً وتفصيلاً في واقع المثقفين السوريين وتقصيرهم في الثورة، بل إن بعضهم ذهب إلى الأبعد في العودة إلى دور المثقفين في المعارضة في ثمانينات القرن الماضي على نحو ما شارك موفق نيربية إشارة برهان غليون حول ما قاموا به في العام 1980، ثم في فترة ربيع دمشق 2000- 2005 (موقع درج 2-6-2019)، كما تناول جورج صبرة دور المثقفين خلال هذه الفترة في مقالته: إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي… القصة الكاملة (موقع العربي الجديد 6-4-2019)، وقد صدرت ثلاثة ردود عليها على الأقل من كتاب كانوا في صلب عملية تأسيس “إعلان دمشق”.
وللحقيقة فإن التباسات كثيرة، أحاطت بما كتب عن المثقفين ودورهم في المعارضة إبان ربيع دمشق، أبرز الالتباسات كانت في الصورة التي قدمها موفق نيربية عن المثقفين في ربيع دمشق، ورأيه فيهم “كانوا مع غيرهم من المعارضين أساس ربيع دمشق المتين، اعتماداً على ثلاث بؤر، أولاها في لجان إحياء المجتمع المدني مع ميشيل كيلو وصادق جلال العظم وجاد الكريم جباعي وحسين العودات وعلي العبدالله وآخرين من أهم مثقفي سوريا، والثانية في حركة المنتديات والمجموعة التي كان رياض سيف عنوانها الأبرز. والثالثة تضم سينمائيين مثل أسامة محمد وعمر أميرالاي مع آخرين- من مثلي- كانوا وراء بيان الـ99، منذ البداية، ويعملون بصمت نسبي”.
وللحق فإن تعبير “كانوا مع غيرهم من المعارضين” تعبير فضفاض. فبين “المعارضين” من اندمج في حراك المثقفين أو اقترب منه، وهم قلة من أعضاء في أحزاب المعارضة، التي كانت محدودة العضوية والانتشار، أما الأكثرية من قادة وكوادر الأحزاب، فقط رأى في حراك المثقفين شبهة، تبدأ في سعي المثقفين لسرقة دور الأحزاب، وتنتهي بقيام نظام الأسد بتصفية تلك الأحزاب بعد إضعافها نتيجة ما يقوم به المثقفون. بل إن أحد قادة أحزاب المعارضة، لم يتورع فيما اعتاد عليه من اتهامات، أن يتهم المثقفين وحراكهم بالعمالة لمخابرات الأسد.
لقد أدى النشاط المختلف، بما فيه من شجاعة ووعي وإصرار من جانب المثقفين، في إصدار بيان الـ99، ثم بيان الألف، وتجذير وثبات حركة المثقفين عبر لجان إحياء المجتمع المدني ومبادراتها المتتالية إلى إحداث تحول في موقف بعض قيادات المعارضة داخل التجمع الوطني الديمقراطي، على مابين أركانه من تنافس وصراع، إلى تحسن في موقفهم من المثقفين الذين وإن لم تضمهم لجان إحياء المجتمع المدني في صفوفها، فقد برزت بوصفها تعبير عنهم، وأبقت أبوابها مفتوحة أمامهم بالاتجاهين، وهو أمر يرضي المثقفين غالباً، وقد مهد الحراك الثقافي واختلاطاته السياسية للدور التالي الذي لعبته لجان إحياء المجتمع المدني في ولادة “إعلان دمشق” عام 2005.
النقطة الثانية فيما أشار إليه موفق نيربية، هي فكرة البؤر في نشاط مثقفي ربيع دمشق، وللحق فإنه لم يكن هناك مثل تلك التقسيمات: لجان ومنتديات وسينمائيين، إنما تجاذبات مهنية أو شخصية في إطار حراك واحد، مثل كل الحراكات غير المنظمة بصورة حديدية على الطريقة اللينينية، والمثقفين ابعد ما يكونوا عن ذلك، وقد لعب المثقفون في بداية نهوضهم دورهم الموحد بطريقة مشتركة في كل الفعاليات من إصدار بيان الـ 99 إلى بيان الألف، ومن تنظيم نشاط المنتديات وإطلاق منظمات العمل المدني، وبخاصة الحقوقية، بالتوازي مع تنظيم نشاطات لجان إحياء المجتمع المدني، والتي سرعان ما صارت الوعاء الحاضن لأغلب نشاطات المثقفين السوريين، والمعبر عن تطلعاتهم الاجتماعية والسياسية.
إشارات موفق نيربية حول المثقفين ونشاطاتهم في ربيع دمشق، تتقاطع- وأتمنى أنه لم يتقصد ذلك- مع محتويات مقال جورج صبرة: القصة الكاملة المشار إليه والذي حاول النيل من دور المثقفين في تشكيل “إعلان دمشق”، بل وتهميش دورهم في ربيع دمشق عبر تصعيد دور أحزاب المعارضة المنضوية في التجمع الوطني الديمقراطي، وهو دور يعرف صبرة أكثر من غيره كم كان مرتبكاً وضعيفاً، بينما كان السوريون يتمنونه قوياً ومؤثراً، ولو كان كذلك، ربما كنا ما وجدنا أنفسنا فيما صرنا إليه اليوم
استعادة بعض ما كتب عن المثقفين ودورهم في المعارضة والثورة، يبدو بين ضرورات مشاركته مع ما كتبه برهان غليون حول الموضوع نفسه. ذلك أن غليون محسوب على المثقفين أساساً، فيما نيربية محسوب بصورة مشتركة بين المثقفين والحزبيين بخلاف ما هي عليه مكانة صبرة المحسوب أكثر بين حراس الحزب. إذ هو أقرب الجميع إلى الشخصية الحزبية من شخصية المثقف.
يؤكد غليون، أن رهانه في قيادة المجلس الوطني، كان على دور و”دينامية النخبة المثقفة ووعيها وإمكانياتها”، وقد بنى رهانه على ما يعرفه من دور للمثقفين الذين أسهب في مديح دورهم، وأهمية ما قدموه من أطروحات، وما قاموا به من جهود في أعوام ربيع دمشق (ص132-133)، وقد شاركهم غليون في بعض الأنشطة، ومنها محاضرته في واحدة من ندوات منتدى الحوار الوطني الذي كان يديره رياض سيف في منزله خلال فترة ربيع دمشق.
وإذ استعيد تواصل واندماج غليون مع حراك المثقفين السوريين في ربيع دمشق بما يمثله من رغبة له في المشاركة، وجهد للمساعدة في دفع الحراك نحو أهدافه، فاني استعيد ايجابية المثقفين في التفاعل مع مشاركته، واحتفائهم الشديد به في مؤشر إلى الهم المشترك الذي يجمعهم في مواجهة التركة الثقيلة لنظام الأسدين، الأب والابن، والسعي للتخلص منها. لكني اختم هذه الاستعادة مع ملاحظة، أن ذلك، كان قائماً في فترة ربيع دمشق، وبين ذلك الوقت وبين ربيع العام 2011 مضت سنوات، تغيرت فيها أشياء كثيرة حولنا، بل وتغيرنا نحن أيضا، لكن للدكتور غليون رأي آخر، يضمره في إشارته إلى لقائه مع “اغلب أعضائها (النخبة الثقافية السورية) في ندوة رياض سيف بريف دمشق قبل أشهر معدودة من اندلاع الانتفاضة” (ص134)، وهي إشارة أثارت حفيظة موفق نيربية، فأحال زمن اللقاء إلى الوراء أعواماً، مرجحاً حصوله في العام 2007، وأكد علي العبد الله، ان اللقاء تم فعلاً في شهر حزيران او تموز من العام 2007 في فترة التحضير لانعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق، وكان العبد الله حاضراً فيه، وحسب قوله فقد شهد “اللقاء ردوداً حادة على حديث غليون من بعض الحاضرين، ومن نجاتي طيارة بشكل خاص، لأنه ركز على نقد المعارضة، وكرر بشكل فج على ما قال انه مراهنتها على أميركا في التخلص من النظام، تلميحاً إلى تقبل الاحتلال كما حصل في العراق، وقد شارك رياض الترك في الرد لكنه كان، على غير عادته، هادئاً ركز فيه على وجود غليون خارج سوريا، وعدم معرفته بما يدور فيها عن قرب، وبعض الحضور اعتبر كلامه في هذه النقطة رسالة للنظام كي لا يمنعه من زيارة سوريا”، وأضاف العبد الله “تكلمت معه على انفراد بعد انتهاء اللقاء، وأكدت انه بالغ في نقطة المراهنة على أميركا في التخلص من النظام”.
مراهنة غليون على النخبة الثقافية ودورها أبان رئاسته للمجلس الوطني فيها التباس زمني، وأخطاء في صورة النخبة وبيئتها. اذ تغيرت البيئة المحيطة بالمثقفين، وتغيروا هم أيضا مابين ربيع دمشق وأواخر العام 2011. فالحراك الثقافي الذي عرفناه، وعرفه غليون، لم يعد موجوداً. بل إن تعبيره الأبرز، وهي لجان إحياء المجتمع المدني، لم تعد موجودة أيضا، وحتى الرموز الأساسية الفاعلة فيه، لم تعد موحدة في كتلة صلبة، إنما ذهبت في مسارات مختلفة، وبعد انطلاق الثورة عام 2011، كانت تتوزع في ثلاثة اتجاهات، اتجاه موجود في “إعلان دمشق”، وآخر مع “هيئة التنسيق الوطنية”، وثالث عاد إلى استقلاليته، دون أن يفقد أكثرهم اهتمامه ومتابعته للشأن العام، خاصة مع انطلاق الثورة.
النقطة الثانية في وضع المثقفين، انه وبالتوازي مع ما أصابهم من تشتت وتراجع في دورهم بعد عام 2007، الذي شهد شرخاً في “إعلان دمشق”، فقد فيه الأخير رحابة صدر المثقفين مقارنة بـ “الحزبية الضيقة”، ثم التعرض لموجة اعتقالات أواخر 2007، أضيف أشخاصها إلى من سبقهم في اعتقالات 2005-2006، ومع اندلاع الثورة، وتقدم نخب من السوريين، ولاسيما إسلاميي الخارج للعب دور أوسع، فقد أصبح حضور ودور مثقفي الداخل هو الأضعف، واتهم بعضهم في موقفه نتيجة انخراطه في “هيئة التنسيق” أو لمجرد بقائه في سوريا، وفي أحسن الأحوال، جاء من يرى، أن دورهم، ينبغي أن يكون ملحقاً، وهذا ما كشفته محصلة لقاءات واجتماعات ومؤتمرات أعقبت الثورة، واغلبها انعقد في تركيا، وأنتج في الأخيرة ثلاث نسخ أولى من “المجلس الوطني”، قبل أن يستقر على النسخة الأخيرة التي تولى قيادتها غليون، وفي اثنتين منها على الأقل تمت تسمية أسماء من نخبة مثقفي الداخل، لم تتم استشارتهم في عضوية “المجلس”.
أعود إلى مراهنة غليون على النخبة الثقافية، لأذكر بعض الوقائع، التي سبقت تأسيس “المجلس الوطني” أو حدثت في فترته الأولى. أولها وقائع اللقاء التشاوري الذي عقد في الدوحة ما بين 5-8 أيلول/ سبتمبر 2011 بمساعدة من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وكان هدف اللقاء البحث في تشكيل كيان سياسي موحد يمثل السوريين في مواجهة نظام الأسد، وكان عدد من المشاركين محسوبين على النخبة الثقافية، بمن فيهم غليون وانا، لكن لم يتم في اللقاء، أو على هامشه، أي بحث عن دور للمثقفين. بل بالعكس كان التركيز على دور الكتل والجماعات السياسية، التي وان اتفقت أكثريتها على تأسيس ائتلاف وطني للمعارضة بصيغة محددة، فإنها سرعان ما تملصت من اتفاقها بذرائع متعددة، وذهبت تلك الأغلبية بعد أقل من شهر للمشاركة في “المجلس الوطني” في اسطنبول وانتخبت غليون رئيساً له.
النقطة الثانية في موضوع علاقة النخبة الثقافية (التي لا مؤسسة تحتويها آنذاك) مع د. غليون، وقد جاء عدد من مثقفي الداخل إلى “المجلس الوطني” ومنهم ثلاثة: موفق نيربية المحسوب على “إعلان دمشق”، او قريباً منه بعد ذهابه الى حركة “مواطنة”، ورضوان زيادة، ووليد البني وكلاهما من خلفية لجان احياء المجتمع المدني، وجاءا -كما اعتقد- في جملة المستقلين، وقد تولى زيادة مسؤولية الناطق الرسمي باسم المجلس، وهي المهمة التي أسندت للبني لاحقاً بعد اطاحة زيادة منها بفعل ما كان يقال عن احتمال منافسته لغليون في رئاسة المجلس بسبب ما يتمتع به من إمكانيات وعلاقات. أما نيربية، فقد وصف علاقته مع غليون قبل انتخابه في رئاسة المجلس بالقول “كان يتواصل معي يومياً تقريباً، لتيسير مسألة انتخابه ومسائل أخرى بالطبع. وهنا، أجد الفرصة مناسبة لأذكر شيئاً طالما كتمته، وهو أن الدكتور برهان انقطع عن التواصل معي بشكل شبه كامل، منذ انتخب رئيساً للمجلس، وكانت لذلك دلالات، أثّرت ربما في مواقفي اللاحقة!”.
وثمة نقطة ثالثة، أرى أنها ذات علاقة بما نتحدث عنه في علاقة “المجلس الوطني” بمثقفي الداخل وتعامله معهم. فبعد أسابيع قليلة من تشكيل “المجلس الوطني” 2011، وصلنا إلى باريس، ميشيل كيلو وأنا، وكان في برنامجنا لقاء نعقده مع الصحافة للحديث عن الأوضاع في سوريا، وقد فوجئنا بتغيير مكان اللقاء، وعندما تتبعنا الأمر، وجدنا أن شخصية نافذة ومقربة من رئيس المجلس الوطني السوري، تدخلت مع السلطات الفرنسية، وسعت لمنع نشاطنا بصفتنا أعضاء في “هيئة التنسيق الوطني”، وتم الاكتفاء بتغيير المكان، علماً أن ميشيل كيلو، لم يكن في يوم ما عضواً في “الهيئة”، وأنا في حينها كنت غادرت المكتب التنفيذي للهيئة ومجلسها المركزي.
خلاصة القول، إن لوم المثقفين من قبل د.غليون، ومثقفي الداخل خاصة، وتحميلهم مسؤولية فشله في رئاسة “المجلس الوطني”، لا يستند الى معطيات صحيحة. وهو أقل بكثير من دور تتحمله الجماعات السياسية والفصائل العسكرية باشتراكهما فعلاً في المسؤولية عن فشل تجربة “المجلس الوطني”، لكن وللحق فإن المسؤولية الأولى هي مسؤولية الرئيس الذي لم يضع رؤية سياسة واضحة لمسار “المجلس” تحدد سياساته وأهدافه، ولم يتبنى سياسات أكثر تناسباً مع الحاجة، واكتفى بالشعارات، وفي الممارسة كان متفرداً وحذراً ومتوجساً حتى مع الاقربين، والاهم انه لم يخرج إلى السوريين في حينها ليقول ما قاله مسمياً الجماعات والأشخاص الذين تسببوا كما قال في فشل المجلس من “إعلان دمشق” وزعيمه رياض الترك وممثليه، إلى “مجموعة العمل الوطني” بقيادة احمد رمضان وأركانه وصولاً الى “الإخوان المسلمين” وقادتهم وخاصة مراقبهم العام السابق صدر الدين البيانوني الذي لم يتورع عن القول في شريط مصور، إنهم من نصبوا برهان غليون في منصب رئيس المجلس الوطني!
درج