سياسة

طائرات مسيّرة إسرائيلية: عيون روسيا لدعم الأسد؟/ باتريك هيلسمان

ترجمة: نور حميد

كان حدث إسقاط إسرائيل طائرة عسكرية بدون طيار، على الحدود التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن بقية الأراضي السورية، الصيف الماضي، ليكون أمراً اعتيادياً في سياق المواجهات، لولا حصول تطور لافت: إذ كشفت صور حطام الطائرة عن وجود أحرف باللغة الروسية على ذيلها، بالإضافة لكونها من طراز فوربوست، التي تعود ملكيتها لروسيا. أفضت هذه النتائج إلى مشهد جيوسياسي بالغ التعقيد: فثمة تحالف سوري-روسي، وعداء سوري-إسرائيلي، وطائرة روسية أسقطتها إسرائيل، كانت الأخيرة قد صمّمتها بنفسها.

كيف انتهى المطاف بطائرات إسرائيلية لتكون عوناً لرئيس النظام السوري، بشار الأسد؟ يستوجب هذا السؤال الوقوف، مطولاً، عند العلاقة المعقدة بين روسيا وإسرائيل. فعلى الرغم من دور روسيا المحوري في إنقاذ النظام السوري، الذي كان على وشك الانهيار قبل نحو أربع سنوات، إلا أنها وطّدت علاقة عسكرية وثيقة مع إسرائيل خلال العقد الماضي.

بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب، تكتظ السماء السورية بطائرات تتعدد جنسيات الجيوش التي تسيّرها، وتتباين أهدافها ومصالحها، عدا عن استخدام الأراضي السورية كحقلٍ لتجريب مختلف صنوف الأسلحة. من جهة أخرى، سحق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، جواً، بدعم من قوات برية كردية، آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا الربيع الماضي. وأيضاً، شنّت القوات التركية وفصائل موالية لها حملة شرسة ضد الأكراد في عفرين.

بدورها، استفادت إسرائيل من الحرب في سوريا، على مدى السنوات الخمس الماضية، عبر تشديد قبضتها على مرتفعات الجولان، التي انتهكت القانون الدولي باحتلالها خلال حرب الأيام الستة، عام 1967. ومن سماء الإقليم المحتل، شنّت هجمات ضد أهداف برية تابعة لحزب الله وإيران، وأسقطت عدة طائرات مسيّرة. لكن هذا الحدث، إسقاط فوربوست الروسية، يسلط الضوء على أحد أشد القضايا غموضاً في الشرق الأوسط: تجاهل روسيا الكبير للضربات الإسرائيلية المتكررة ضد حليفيها، حزب الله وإيران.

زواج مصلحة دقيق

يعود ظهور المركبات الطائرة المسيّرة، إسرائيلية الصنع، في الترسانة الروسية، إلى حقبة نزاع آخر تماماً: الحرب الروسية الجورجية عام 2008. آنذاك، إثر حادث إسقاط الجيش الجورجي لطائرة حربية روسية، اندفعت موسكو نحو الاستثمار في برنامج متطور لطائرات دون طيار، سبق لدول أخرى حيازته، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبحسب أولريكه فرانك، الباحثة في مجال الطائرات المسيّرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن روسيا «أبدت كثيراً من الاهتمام بالطائرات دون طيار على مدى السنوات السابقة. وفي سياق حربها مع جورجيا، أدركت أهمية تطوير قدراتها في هذا المجال».

والحال أن موسكو وجدت في تل أبيب شريكاً غير مُتوقّع خلال محاولتها جسر الهوّة التكنولوجية، وتقليل المخاطر التي تواجه طياريها.

بحلول العام 2010، توصلت الشركة الإسرائيلية للصناعات الجوية والفضائية لعقد صفقة، بلغت قيمتها 400 مليون دولار أميركي، تنقل بموجبها تكنولوجيا مركبات طائرة مسيرة إلى روسيا. رجَّحت الصحافة الإسرائيلية، آنذاك، أن انفتاح إسرائيل لإنجاز الصفقة كان جزءاً من سلسلة مقايضات مع روسيا، بحيث تحجب الأخيرة منظومة صواريخ «إس 300» عن إيران وسوريا. وبرغم مخاوف الحكومة الأميركية من انتقال تكنولوجيا الأسلحة المتطورة من حليفها الإسرائيلي إلى خصمها الروسي، استمر الجيش الإسرائيلي في تدريب الضباط الروس على تشغيل الطائرات.

صفقة مهمة أخرى جمعت موسكو وتل أبيب، عام 2015، حين تدخلت روسيا لإيقاف عملية بيع إسرائيل طائرات دون طيار لأوكرانيا، في خضم حرب الأخيرة ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا. ونتيجة الاعتراض الروسي، تراجعت إسرائيل عن إتمام الصفقة، وباعت دفعة أخرى من الطائرات لروسيا.

وترى فرانك أن توظيف روسيا للطائرات دون طيار، في عدة نزاعات، مكّن جيشها من تطوير قدراته على استخدامها. وفيما «يبدو من الصعب تحديد مدى التقدم الذي أحرزته روسيا، لكنها بالتأكيد اكتسبت الكثير من من الخبرة مع أنظمة مثل فوربوست في أوكرانيا وسوريا».

تزويد فوربوست بتقنيات تجعلها صاحبة المدى الأوسع وَضَعها في مقدمة المركبات التي تعتمد عليها روسيا، ضمن أسطول الطائرات المسيّرة التي تمتلكها. وعلى عكس نظيراتها الأميركية، مثل بريداتور وريبر، فإنها ليست طائرة هجومية، بل يتم توظيفها، بشكل أساسي، في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، أو ما يعرف اختصارا بـ ISR. وبهذا الصدد تقول فرانك: «يمكن أن تظل الطائرات بدون طيار فوق نقطة محددة أو شخص مستهدف لفترة طويلة جداً؛ لساعات أو حتى لأيام أو أسابيع، إذا ما هُيئت لتعمل بشكل متناوب». وتردف قائلة إن «مجمل ما تجمعه الطائرات من فئة ISR من معلومات، عن هدف ما، أفضل وأكثر تفصيلاً مما كان متوفراً لدى مثيلاتها من قبل».

وتختتم الباحثة بقول إن ما يجعل أمر إسقاط إسرائيل لطائرة فوربوست الروسية، الصيف الماضي، مثار اهتمام، هو كون المركبة تعتمد نظام سيرشر2 للمركبات المسيرة، التابع للشركة الإسرائيلية للصناعات الجوية والفضائية، «ورغم وجود ترخيص لإنتاجها في روسيا، إلا أنها طائرة إسرائيلية أسقطتها إسرائيل، بشكل ما».

ورغم الأصول الإسرائيلية للمركبة، حرصت روسيا على وضع بصمتها على فوربوست؛ إذ عرض التلفزيون الروسي لقطات عن قرب للطائرة ضمن شريط صُوِّرَ في قاعدتها العسكرية في سوريا، حميميم. وكان مفاجئاً عدم تحفّظ موسكو حول الدور الذي لعبته الطائرات المسيّرة في الحرب في سوريا، لا سيما فوربوست.

كما بدا جليّاً تطور روسيا في استخدام تكنولوجيا هذه المركبات، بالتزامن مع انتشار شائعات تفيد باختبار الجيش الروسي لنموذج هجومي جديد لطائرة دون طيار، تحمل اسم أوريون إي.

وادّعت وزارة الدفاع الروسية أنه «مع بداية النزاع، كانت تسيّر 400 طلعة لمركبات مسيرة، شهرياً، ووصل العدد إلى ألف طلعة في الشهر بحلول نهاية العام 2017»، وفق ما يقول سام بينيدت، الخبير في تكنولوجيا المركبات الروسية الجوية دون طيار، في مركز CNA للأبحاث، ومقره ولاية فيرجينيا الأميركية.

ويرى الخبير أن وجود طائرات روسية بدون طيار، بترخيص إسرائيلي، في خضم النزاع، يعطي مثالاً على تعقيد العلاقات الروسية الإسرائيلية في سوريا، والتي تمتد إلى العلاقات الدبلوماسية بين حكومتي البلدين.

وضع راهن عجائبي

لم تتخذ إسرائيل موقفاً عدائياً حيال تدخل روسيا في سوريا، بل ثمة تواطؤ في تمكين روسيا من استخدام تقنياتها العسكرية دعماً للأسد، وبالتالي حزب الله وإيران. حتى أن عشرات وسائل الإعلام تناقلت، على نطاق واسع، خبر وجود تنسيق ضمني بين موسكو وتل أبيب. وعندما بدأ الجيش الروسي تدخله الفعلي في سوريا، عام 2015، قلَّلَ وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه يعلون، من شأن المخاوف حول احتمال أن تحدَّ روسيا من نطاق أهداف إسرائيل العسكرية، وقال خلال مقابلة إذاعية، حينئذ: «لا نتدخل في شؤونهم، ولا يتدخلون في شؤوننا».

والحال أن الجيشين، الروسي والإسرائيلي، أسَّسا ما سُمي بـ «الخط الساخن لمنع الاحتكاك»، للحيلولة دون وقوع صدامات بينهما. ومنحت طبيعة هذه العلاقة الجانبين درجة معينة من الحرية في إدارة عملياتهما، ضمن نطاق ما يعرف بـ «الخطوط الحمراء»، (أي كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد أو شن عمليات انتقامية، على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري). ونادراً ما نُوقشت هذه المسائل علانية.

كما مكّنت سياسة عدم التدخل كلا الطرفين من التركيز على أولوياتهما العسكرية في المنطقة: روسيا تريد حماية الأسد، وتجنّب وقوع خسائر بين قواتها، بينما تركز إسرائيل على منع إيران من تعزيز إمكانياتها بالقرب من حدودها، والحؤول دون نقلها أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان.

والحال أن الحكومة الإسرائيلية قبلت، على ما يبدو، هدف روسيا المتمثل في إبقاء الأسد في السلطة، كما كانت منفتحة، علانية، حيال سعي النظام السوري لاستعادة الأراضي المتاخمة لمرتفعات الجولان، العام الماضي؛ على مبدأ التعامل مع عدوّها المعروف، الأسد، بدلاً من متمردين يصعب التكهّن بسلوكهم.

كما لم تَحُل المساعدات المحدودة التي قدمتها تل أبيب لبعض فصائل المعارضة جنوب سوريا، دون ضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على حلفائه، لمنع حصول المعارضة السورية على أسلحة مضادة للطائرات، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، مؤكداً أن بلاده تركز على إيران وحزب الله بدلاً من الإطاحة بالأسد. كما صرح نتنياهو، أيضاً، خلال مؤتمر صحفي في موسكو، العام الماضي، بالقول: «لم نواجه أيّ مشاكل مع نظام الأسد؛ فعلى مدى 40 عاماً، لم تُطلق حتى رصاصة واحدة تجاه مرتفعات الجولان».

من جهة أخرى، وفيما تشوب المواقف الروسية الإسرائيلية بعض التناقضات، من حين لآخر، فإن علاقة نتنياهو بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بقيت ودية. مثلاً، اعترضت روسيا على اعتراف إدارة ترامب بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، في وقت سابق هذا العام. لاحقاً، وجهّت إسرائيل ضربة لحلفاء روسيا في سوريا، تلا ذلك، مباشرة، زيارة ودية لنتنياهو إلى موسكو.

وديّة العلاقة بين بوتين ونتنياهو، تمثلت أيضاً في مساهمة روسيا في تلميع صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبيل الانتخابات، عبر إعادة جثة زخاريا باومل، وهو جندي إسرائيلي فُقد في جنوب لبنان عام 1982، خلال معركة السلطان يعقوب، ودُفنت جثته في سوريا. وعززت استعادة جثة باومل صدارة نتنياهو للانتخابات، في نيسان (أبريل) الماضي. وخلال اجتماع مع نتنياهو، يومئذ، قال بوتين: «تمكّن جيشنا بالتعاون مع شركاء سوريين من تحديد مكان دفنه… ونحن سعداء جداً للإطمئنان بشأن حصوله على التكريم العسكري اللازم في وطنه».

بالمقابل، رفضت الحكومة السورية ما جاء على لسان بوتين حول مساعدتها في تحديد مكان الجثة، ونشرت الوكالة السورية الحكومية، سانا، بياناً تضمن ما مفاده أن دمشق لا تمتلك «أية معلومات حول المسألة برمتها».

آنذاك، حظي نتنياهو بفوز قصير الأجل في الانتخابات. وقبل أن يدعو لتصويتٍ آخر في أيلول (سبتمبر)، أُطلق سراح الأسيرين، أحمد خميس وزيدان الطويل من السجون الإسرائيلية، ووصلا إلى دمشق.

ضربات جوية وتصعيد

وبينما حافظت روسيا وإسرائيل على استقرار علاقتهما المعقدة خلال الحرب في سوريا، إلا أن العلاقة ما لبثت أن اتخذت منحى مغايراً مع تصعيد اسرائيل غاراتها الجوية على أهداف داخل سوريا.

أقرّ مسؤولون إسرائيليون بتنفيذ مئات الهجمات داخل سوريا، في السنوات السابقة. كما اعترفت تل أبيب علانية، وعلى نحو مفاجئ، عام 2018، بتوجيه أكثر من مئتي ضربة على مدى 18 شهراً سبقت ذلك الإعلان. واستمرت تلك الضربات ضد القوات الحليفة للأسد لبقية العام. وتدلل تصريحات إسرائيل على إمكانية اختراق طائراتها للمجال الجوي السوري، دون أدنى ممانعة، برغم وجود القوات الروسية، وأنظمتها الدفاعية المتطورة المضادة للطائرات التي نشرتها مع بداية تدخلها في سوريا؛ أي أن روسيا تعمدّت التغاضي عن الهجمات الإسرائيلية على حلفائها، لا سيما القوات الإيرانية.

وبهذا الصدد، يقول يفغيني فينكل، الخبير في العلاقات الإسرائيلية الروسية، والأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا الدولية في جامعة جونز هوبكنز، «إن الطرفين يحاولان تجنب المواجهة المباشرة ما أمكن، لأنهما بغنى عنها». ويضيف أنه «حتى في حال إسقاط الإسرائيليين لطائرة روسية مسيّرة، فمن المؤكد أن يتغاضى الروس عن ذلك».

واستمر الوضع القائم، آنذاك، حتى وقوع «حادث إطلاق نيران صديقة»، في أيلول (سبتمبر) الماضي؛ إذ استدعى هجوم إسرائيلي إطلاق جيش النظام السوري عدة صواريخ، أسقط أحدها طائرة روسية، وقتل طاقمها المكون من 15 عسكرياً روسياً. ألقى إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللوم على إسرائيل، علانية، واتهمها بإخطار الجيش الروسي قبل أقل من دقيقة من الهجوم، الأمر الذي حال دون تمكّن الطائرة الروسية من الابتعاد عن الخطر. قابل ذلك إنكارٌ إسرائيلي لتلك الادعاءات.

رداً على الحادث، سلّمت روسيا النظام السوري صواريخَ متطورةً من نظام إس 300، في واقعة غير مسبوقة؛ إذ لطالما حجبت موسكو الأنظمة الحديثة المضادة للطائرات عن حليفاتها.

إتمام صفقة المنظومة الصاروخية، وانخفاض وتيرة الضربات الجوية، نهاية العام 2018، لم يحولا دون استئناف سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته ضد أهداف تابعة لحلفاء النظام السوري؛ كان منها قصف عدة أهداف في مطار النيرب والمنطقة الصناعية في الشيخ نجار في ضواحي مدينة حلب، آذار (مارس) الماضي، ما أسفر عن مصرع سبعة مقاتلين إيرانيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتئذ، نشر المصدر نيوز، وهو موقع إلكتروني موالٍ للنظام، صوراً تظهر حجم الأضرار، كما أورد أن المباني المستهدفة كانت تستخدم من قبل الجيشين السوري والإيراني. وأيضاً، استهدفَ الطيران الإسرائيلي أهدافاً في محافظة حماة، بعد نحو شهر.

والحال أن إسرائيل استمرت بتوجيه الضربات حتى الصيف الحالي، كان آخرها مطلع تموز (يوليو) الماضي، بحسب المرصد، حيث استهدفت مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله، ومقر قيادة الحرس الثوري الإيراني، ومركز أبحاث في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل نحو عشرة مقاتلين موالين للنظام السوري وستة مدنيين على الأقل نصفهم أطفال. وجاءت تلك الضربة إثر اجتماع رفيع المستوى، ضم مسؤولين أميركيين وروس وإسرائيليين، في القدس.

وإلى حينه، لا دليل ملموساً على استخدام قوات النظام السوري لمنظومة إس 300 التي تسلمتها من روسيا، رغم تفعيل دفاعاتها الجوية وإطلاق بعض الصواريخ لصد الهجمات. في السياق، نشرت شركة الصور الفضائية الإسرائيلية «إيماج سات إنترناشونال» تقريراً، يوم 30 حزيران (يونيو) يفيد بأن منظومة الصواريخ قد دخلت طور التشغيل، أو على وشك، لكن بدا أن الدفاعات الجوية السورية لا تزال عاجزة عن صد أو وقف الهجمات الإسرائيلية.

بالمقابل، أطلق النظام السوري صاروخاً من طراز أقدم، إس 200، وغالباً كان لصد إحدى الهجمات الإسرائيلية، لكن الصاروخ سقط في جمهورية شمالي قبرص التركية. ولم يتضح إن كان سقوط ضحايا مدنيين قد جاء جرّاء الغارة الإسرائيلية أو النيران السورية المضادة، وفق ما نشر موقع ايروارز، المختص برصد وتقييم الأضرار المدنية الناجمة عن أعمال عسكرية جوية.

وغالبا ما تنشر الوسائل الإعلامية الحكومية، والمحللون الموالون للنظام، ادعاءات غريبة حول إسقاط العديد من الصواريخ الإسرائيلية. بالمقابل، ثمة حالة من الاستهجان تسود أوساط مؤيدي الأسد أمام عدم فعالية الدفاعات الجوية الروسية والسورية.

للمفارقة، وطدّت الحرب السورية العلاقات الروسية الإسرائيلية، رغم أن ظاهرها يضعهما على طرفي نقيض؛ إذ انخرط البلدان في عدّة صفقات أسلحة، وأسسا قواعد لفض النزاعات، وعملا على التأثير ببعضهما بعضاً من أجل تحقيق المصالح.

وفيما تشير التكهنات إلى قرب انتهاء الصراع في سوريا بانتصار النظام، تواصل الجيوش القوية، بما في ذلك روسيا وإسرائيل، خوض معاركها الخاصة. وأياً كانت النتيجة، فمن المرجح أن يواصل الطرفان تحركاتهما المتناقضة استراتيجياً في السماء.

نُشرت هذه المادة أصلاً باللغة الإنكليزية في موقع إنترسبت Intercept، وتمت الترجمة بالاتفاق معه. انترسبت مؤسسة إخبارية غير ربحية، حائزة على جوائز عدّة، ومكرّسة لمحاسبة أصحاب النفوذ عبر العمل الصحفي الشجاع والحسّ النقدي. بالإمكان الاشتراك في قائمة انترسبت البريدية عبر هذا الرابط.

https://theintercept.com

*****

موقع الجمهورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى