شعر

قصائد حب فرنسية

صيف الليل – ايف بونفوا

ترجمة أدونيس

1

يُخيّل إليّ، هذا المساء،

أنّ السماء المكوكبة، إذْ تتسع،

تقترب إلينا، وأن الليل،

وراء نيران كثيرة، أقل ظلاماً.

وأوراق الشجر أيضاً تتلألأ تحت أوراق الشجر،

الأخضر، ولون الثمار الناضجة، البرتقاليّ، تنَامى،

مصباح ملاكٍ قريب، نبضَ

نورٍ مُخبأ يستحوذُ على الشجرة الكونية.

يُخيّل إليّ، هذا المساء،

أننا دخلنا في الحديقة التي أغلق

الملاك أبوابها دون عودة.

2

سفينةُ صيفٍ،

وأنتِ كأنكِ في صدرها، وكأن الزمن يكتمل،

تنشرين أنسجةً مرسومةً وتتحدثين بصوتٍ خافت.

في حلم أيار،

كانت الأبدية تصعد بين ثمار الشجرة

وكنت أقدّم لكِ الثمرةَ التي تجعل الشجرة بلا حدّ

دونَ هَمٍّ ولا موت، ثمرةَ عالمٍ مشترك.

بعيداً في الصحراء الزّبد يجول الموتى،

لم تعد ثمة صحراء لأن كلّ شيءٍ فينا

ولم يعدّ ثمة موت لأن شفتيّ تلامسان

ماءَ تشابهٍ مُبعثرٍ على البحر.

يا كفاية الصيف، ملكتك نقيةً

كالماء الذي غيّرته النجمة، كضجيج

زبدٍ تحت خطواتنا حيث يعلو بياض الرمل

ليبارك جسمينا غير المُضائين

ترجمة: أدونيس

ذات صباح في ضوء الشتاء – جاك بريفير – ترجمة: بول شاؤول

آلاف وآلاف السنوات

لا تكفي

لتقول

أبدية تلك الثانية الصغيرة

التي قبلتني فيها

التي قبلتني فيها

ذات صباح في ضوء الشتاء

في حديقة مانتسوري في باريس

في باريس

على الأرض

على الأرض التي تحولت إلى كوكب.

أيتها الحاضرة الجامدة – أراغون – ترجمة: بول شاؤول

تركتني من كل الأبواب

تركتني في كل الصحارى

بحثت عنك عند الفجر وفقدتك عند الظهيرة

لم تكوني في أي مكان أصل إليه

من يمكن أن يقول صحارى غرفة من دونك

جموع الأحد حيث لا يشبهك شيء

النهار أكثر فراغاً من جسر صوب البحر

الصمت حين أناديك ولا تجيبين

تركتني أيتها الحاضرة الجامدة

تركتني في كل مكان تركتني بعينيك

بالقلب الأحلام

تركتني كجملة ناقصة

متاع صدفة، شيء، كرسي

معطف في آخر الصيف

بطاقة بريدية في درج

سقطت كل حياتي منك لدى أدنى حركة

لم ترني أبداً أبكي من أجل وجهك المشيح

نظرتك في قراري

آه كنت غائباً عنها

هل أشفقت مرة على ظلك

عند قدميك.

تنهضين – بول إيلويار – ترجمة: بول شاؤول

تنهضين فينبسط الماء

تنامين فيتفتح الماء

أنت الماء الذي تحول عن هاوياته

أنت الأرض التي تجذرت

وعليها يقوم كل شيء

ترسلين فقاعات صمت في صحراء الجلبة

تغنين أناشيد ليلية على حبال

قوس قزح

أنت في كل مكان أنت تزيلين كل الدروب.

تضحين بالزمن

من أجل شباب الشعلة الأبدية

التي تغطي الطبيعة وهي تعيد خلقها.

يا امرأة أنت تضعين في العالم

جسداً دائماً شبيهاً،

وهو جسدك

أنتِ الشبه.

حبي وغدرك – كلود روا – ترجمة: بول شاؤول

في جوف قلبي

سُلَّمان كبيران من البلّور

من أحدها يصعد ألمي

ومن الآخر تنزل سعادتي

أحلم بأني أحلم في سرير

وأنك تغنين قربي

أحلم بأنك تعطينني قبلة

أحلم بأني أحلم بين ذراعيك.

لا أرغب في غنى آخر

إلا أن أنام قربك

وأن تكون مخدتي

شعرك المفلت خصلاته.

التنهدات التي تخرج مني

وتلك التي تخرج منك

آه! لو تتقاطع في الطريق

فكم سيكون بينها من كلام!

أريد أن أكون القبر

الذي ستدفنين فيه

كي استمر في ضمك

كل أبديتنا.

في داخل قلبي

طاولة من البلور

يقامر عليها بورق اللعب

حبي وغدرك.

حُبّ – جول سوبرفيال – ترجمة: بول شاؤول

هذا اللون كان لون عينيك

وهذا النسيم العليل كان نسيمك أيضاً.

لكن الطرقات التي تمضي من الأمس إلى اليوم

تطئينها دائما بأحصنتك الفتية

التي عادت لا تنتهي من جريٍ

يكاد باستمرار

أن يمرَّ عليَّ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى