المليشيات الكردية تغلق مدارس رفضت مناهجها في الحسكة والقامشلي/ عبد الله البشير
أغلقت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” مدارس جديدة في مدينة الحسكة (شرق)، تحت ذرائع متعددة، من بينها عدم حصول تلك المدارس على ترخيص، أو عدم تدريس المنهاج الكردي الذي تفرضه ما تُسمَّى “هيئة التربية والتعليم”، والتي يشرف عليها بشكل مباشر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ومن ضمن المدارس المغلقة مدرستان عربيتان هما “مدرسة اللواء”، و”مدرسة البر” في مدينة الحسكة، وأخرى في المالكية أو “ديريك” كما يطلقون عليها، إضافة لإنذار مدارس الطائفة السريانية بوجوب الإغلاق في حال عدم الموافقة على المناهج.
ويوضح مُدرّس بأحد المدارس المغلقة أن “كثيراً من الأهالي يرفضون الممارسات التي تقوم بها “قسد” بخصوص فرض مناهج باللغة الكردية على الطلاب في البلدات العربية. هي تتبع بهذا الخصوص أسلوب تنظيم (داعش) بحذافيره، والذي كان يفرض مناهجه بالقوة في كافة مناطق سيطرته”.
ويضيف لـ”العربي الجديد”، أن “قسد تضع ضمن أولوياتها تدريس فكر القيادي في حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، مقدمة القومية الكردية على كل القوميات في المنطقة سعياً لطمسها ومحو كل الهويات الأخرى بمناطق سيطرتها، الأمر الذي قوبل بالرفض من الجميع، لكن تحت التهديد من ضياع مستقبل الأطفال في حال تركوا المدارس، أُجبر الأهالي على قبول هذه الشروط في كثير من المناطق”.
أما المدارس الخاصة التي يبلغ عددها 17 مدرسة، خمسٌ بمدينة الحسكة، وتسع مدارس في القامشلي، وثلاثٌ في المالكية، وأغلقت قسد حتى الآن ثلاث مدارس سريانية منها، منذرة بقية المدارس بضرورة الرضوخ لشروط هيئة التعليم وتدريس مناهجها.
وأكد عروة الحماد، أن أولاده الذين يدرسون في مدرسة خاصة بالقامشلي صعب عليهم التأقلم بشكل إجباري مع اللغة الكردية، ويقول “نحن عرب، والمنطقة كلها تتكلم اللغة العربية، وإزالتها من المناهج وإجبار أطفال بسن السابعة أو التاسعة على تعلم الكردية يعني تخلفهم في الدراسة وتراجع مستواهم، وهو شيء لا تبالي به قسد مطلقاً، وضربوا باحتجاجنا على المناهج عرض الحائط”.
ويضيف لـ”العربي الجديد”: “حقيقة هي معضلة، فقد نضطر لترك مناطقنا والتوجه لمناطق النظام أو مناطق سيطرة الجيش الحر، وهو خيار أخير قد نلجأ له في حال ساءت الأمور أكثر، لدي ولدان لا أريد لهما الفشل ونسيان لغتهما الأم والتعلم بمدارس قسد التي لا تحمل أي مستقبل، لذلك خياري القادم سيكون الخروج من القامشلي إلى مكان آخر”.
وأوضح أحد المدرسين في المدارس السريانية في المنطقة، رفض نشر اسمه خوفاً من ملاحقته، أن “المدرسة تعتمد في كتبها على مناهج وزارة التربية التابعة للنظام السوري، إضافة لكتب باللغة السريانية أعدها أخصائيون بمجال التعليم ومشرفو مناهج وأكاديميون، الأمر الذي أزعج قسد، فضغطت بداية على المدارس لتدريس المناهج الخاصة بها باللغة الكردية، ثم تطور الأمر إلى التهديد بإغلاق المدارس بالقوة”.
ويضيف لـ”العربي الجديد”: “المليشيا لا تمانع تدريس منهاج كامل تابع للنظام في المدارس التابعة لدمشق، ما يدفع البعض لتعليم أبنائهم فيها، وهي سياسة خبيثة من المليشيا، فهي تفرض على الناس فكر (زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبدالله) أوجلان أو فكر حزب البعث”، مؤكداً أن مرتبات المدرسين في مدارس قسد التي تدرس مناهجها باللغة الكردية لا تزال تصلهم بشكل دوري من وزارة التربية في دمشق”.
العربي الجديد