لم أمتلك قطّ منزلاً لأعود إليه/ خابيير كالديرون
مسرح اللاوعي الراديكالي
بدأت المسرحية من دوننا.
لم يُعلمنا أحد،
لم يكن هناك ملصقٌ أو بروفات.
لا قناع ولا بذلة ولا تفاهات:
الوجه وحيداً والجلد الوقح
والعملة
(صمتٌ متوتّر كان ينسج الأدوار).
■ ■ ■
إنها الحياة
عندما كنت طفلاً
تركت الدجاج يهرب من مزرعة جدّي.
من تلك التجربة أخذت الخوف من الإنسان
وندبة على الأنف من نخلة
ومواساة جدّتي وهي تحميني
(أول سوط من التعاطف جاء من العيون الزجاجية لتلك السيّدة
المليئة بالكدمات في الصدر
في أعماق الأعماق، خلف الأضلاع).
اليوم أرى دجاجة
والتاريخ يرتجف مثل الأسلاك
التي عرّف لنا من خلالها جدّي أنا وابن عمي ألبيرتو
أنّ امتلاك التاريخ سهل المنال مثل قَطع رأس دجاجة
– جسدها المحتضر والعصبي
والرأس الذي لا تُرجى منه فائدة مرميٌّ على بعد أمتار قليلة:
“افعلا ما شئتما به”،
قال لنا.
(جدّتي لم تستطع طهيها مثلما لم تستطع جدّتها هي كذلك طهي التاريخ
لأن، مثلهما،
كانت الدجّاجة مريضة بالإهمال
ألمها مختوم على العملات المعدنية التي كانت تعطينا سرّاً لشراء حبّنا
مثلما يُشترى نصف كيلو من صدر الدجاج).
■ ■ ■
تبديل العجلة على جانب الشارع
شوق للشيخوخة والملكية الخاصّة.
لأن أقول لك أن هذا ملكي، ملكنا، ملك حميمي لنا
هيّا نرقص هذه الليلة
أن أقول لك أننا نملك كل شيء كنّا دائماً نحلم به
الحلم بامتلاك أكثر من غرفتَين
اجتياز اختبار سلامة السيارة والتصريح بضريبة الدخل
والتوفّق فيه.
شوق للشيخوخة والرهون.
حسابُ كل قبلة تبادلناها
في حال أُجبرنا فيما بعد على الدفع مقابلها.
وكل هذا في أمسية واحدة، دون حتى أن تعرفيني
قبالة الجزيرة أو الصخرة العملاقة
(العذراء من بعيد تظهر لنا بشكل سيئ، مثل تشرشل، إصبعيْن في إشارة للنصر).
ولكن كيف أقول لك أيها الحب الكاذب
من القهوة وحوريات البحر
كيف أعدك بمستقبل
إذا كان ماضيّ ليس أكثر من تاريخ مناخٍ
إذا لم يسبق لي أن أحسست بالأرض ولم أمتلك قطّ منزلاً لأعود إليه:
مجرّد حبّة رمل في طرف العين واستعراض لوجوه غريبة
حين أقتلع أخيراً الضمّادة وتغرب الشمس.
■ ■ ■
(بدون عنوان)
أحتاج إلى اثني عشر منبّهاً لأستيقظ من النوم.
فوضى من الملابس والعري
شراشف السرير، جوع، أرض باردة.
تنظرين إليَّ وعيناك مغمضتان وأدير لك ظهري متلفعاً بالنعاس.
ما زال الليل قائماً ولا أعرف ماذا أرتدي
– كل البيجامة مثنية،
وبالكاد أصيب في تخمين الواجبات المتبقّية-.
عادةً ما أستيقظ قبل ذلك خوفاً
من أن أتحقّق أن لا شيء قد تغيّر
وأن الفوضى ما زالت هي نفسها
– وأتحقّق من ذلك حقّاً -.
(البارحة مات جراد، لا أدري كيف، في نجران الباب)
خطٌ يشحذ النافدة
وأتنبّأ اليوم في المرآة.
ما زلتِ نائمة وأنا أعدك
بأن أعثُر على طريقة
مختلفة لأحبّك بها.
* Javier Calderón شاعر إسباني من مواليد عام 1995 في بنيدورم بإقليم أليكانتي. صدر أول ديوان شعري له سنة 2018 تحت عنوان “زاوية ميتة”.
** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي