مختارات لـ د. حسان الجودي
توت شامي أزرق !
درس اللغة
يتحدث الإيطاليُّ في درس اللغة بلكنته المحببة عن فريق (انتر ميلان). بينما ترسل عيناه الضاحكتان إشاراتِ الحصاد إلى حقول حنطة الصبيّة التركيّة. يقول البرتغالي أنَّ معنى (كويلو) هو الأرنب. وينصحنا بقراءة روايته الشَّهيرة “الخيميائي”. يقفز الأرنب بين ساقيِّ البنت الصينيّة التي تحسن الرسم ويدخل إلى لوحاتها. فتضحك البرازيليَّة وترمي له حبوب الكافيين. تتناقش الإسبانيَّة مع الفرنسيِّ حول النبيذ الأفضل. يطلبُ المعلم البريطانيُّ إبقاء النافذة مفتوحةً. فهناك رائحةٌ غامضةٌ في حجرة الصفِّ ! كم تشبه رائحة الوطن المحترق التي يحملها السّوريُّ في ذاكرته. السّوري الذي يجلس على المقاعد الخلفية، وهو يواصل نسج الصوف المهترىء وترقيعه بالألم.
—————————————————–
“أميلي ديكنسون” بشكلٍ ما !
تتوالى الخسارات، توالي حبَّات المطر على السّطوح الترابية. ينهار صباح الزعرور البريِّ، وتهاجم القوارضُ، ابتكاراتِ مزاجٍ خضراء، ما تلبث أن تسحبها إلى البحيرات الراكدة. حيث تصادق فلاّحاً يحفر الأخاديد بمهارة كي يزرع الصبَّار المرَّ. ماذا يفعل الشّاعر أمام انكساراته المتعاقبة؟ هل يصلّي ويصوم بالحبر من جديد، بانتظار معجزةٍ تعيد إصلاح آلاته المعطوبة ! إنّه يضغط الجرح بالملح، ويعدّ بأصابعه المتساقطة: صديقٌ، صديقان، مدينةٌ، وطنٌ. وماذا بعد، حين تنفد الأصابع، كيف يعدّ الخسارات الفادحة؟ وما بال الأصدقاء يهربون إلى أقاليم الخشب العاطفيِّ المتفحم، وما بال الصداقة تُصبح عبئاً، كلّما اقتربَ بمكبّرة الروح إلى تفاصيل الحرب! إنها الحرب اللعينة، أمُّ الأفاعي ذات الأجراس، التي تولول في كل رأس، فتنضجُ الأشباحَ والهياكلَ العظميّة، وتضخُّ السُّموم في الأبدان. لا أمل…! الوحدة هي الخيار الأمثل للشَّاعر، وهي أيضاً المباهاة بالفرادة أمام متاحف الطيور المحنَّطة، وهي أيضا شجاعة الحكمة النادرة.
—————————————————–
عمر بن أبي ربيعة
قد يكون لديه فائض من هرمون السَّعادة (السيروتونين) كعمر بن أبي ربيعة , وقد يكون مقدَّداً كسمكةٍ مملحةٍ في فترينة بائع الأسماك في الإسكندرية التي لا يحبُّها. ولكن العالم الغريب الذي يحتويه، يجعل من فراش الزوجة التي اشترت السَّمكة لعائلتها مبلَّلاً بالسيروتونين الطازج، بينما تماماً في الجهة المقابلة من القارة الآسيوية يبتل فراش الطفل السُّوري من الرُّعب.
—————————————————–
المزاد
سأبيع آلاف البيوت الشِّعرية التي صنعتها، وأشتري بثمنها أطنان ملح، أحفظ فيها الديدان التي تخرج من ثقوب هذا العالم. أرجو مناداتي بأبي الديدان! هذا ما يليق بي وبسلالة الشُّعراء الذين يرقدون على البيض الفاسد، ويتباهون ببلاغة مريضة كسيقان هرقل وهو في بحيرةِ حمضٍ يتعاطى حبوب منع الصدأ الكوني.
—————————————————–
فيزياء ليست مسليَّةً
يقفز مثل إلكترون مُستحثٍ بعصا كهرباء الجنرال، ويقع في فخٍّ عميقٍ للزرافة. لا تنفعه سلالم المئذنة في الخروج، ولا زجاجات الشَّراب الفارغة، ولا الوسادات الفكرية المحشوّة بالشّعارات. يفكّر كطفلٍ بريءٍ بحاجته إلى صناديق (الكورن فليكس) ليصعد فوقها. غير أنَّ الحليب المخلوط بالدماء، يجذبه نحو الأعماق . حيث الكوابيس الجديدة التي تثقب سرّته بالصراخ. فيقفز من جديد بين أضلاع ذرّات الكربون، التي تخرج من جسده المتحلل. يقفز حتى يولد طاقةً كامنةً ترفعه إلى الأعلى، كائناً من العدم.
تشفطه لاقطات الحرب بسرعة، وتضعه في صهريج الوقود. يذوب ببطء في السَّائل المفترس، وهو يحلم بإعادة التدوير، ربما بعد ملايين السِّنين.
—————————————————–
أركيولوجيا قيس بن الملوَّح
الحافر قرب الحافر، وعلى مسافة ذراعٍ، خمسة حوافر أخرى. أبتكر أركيولوجيا شعرية، وأهمس في أذنك وأنا أقودك إلى السّرير: لقد قصّت الملائكة شعرها فوق ثيابك، فانطبعت في جلدك حوافرُ الشُّعراء المقلِّدين. أُنهي صناعة قالبكِ من العقيق الأحمر، وأنصرف إلى تكسير قوالب الحوافر الطينيّة مستعيناً بمشرط تشريح الأعصاب في لغتي . أريدك جداً، وأفهمك جداً، وأكتب معادلة اشتقاقك من الوهم، ثم أندب نفاد الأقلام. يا أنتِ…! يا ممحاة العدم، أحبك جداً, وأكره المقلّدين الذين يقودونك إلى الغار في وادي عبقر، ويغتصبون حمامتك الكبيرة التي تبيض رسل الوحي، ويجهضونك بعدها في الصحف والكتب. ويضعونك على سريرٍ هم صنّاعه؛ أصدقاء (بروكست).
—————————————————–
قانون الشِّعر
تُضاء مدينةٌ كاملةٌ بترويض وحوشالنهر، وإطلاقها في الآلات، التي تقوم بتحويل الطاقة المائية الجبارة إلى طاقة كهربائية. أما الشَّاعر الجالس على ضفة النهر, فيكتب قصيدته ببساطة باذلاً بضع مئات إضافية من الحريرات التي تتحول إلى طاقةٍ عظيمة هي طاقة الشِّعر. ولو أمكن تحويل طاقة الشِّعر إلى طاقة فيزيائية محسوسة لتصدعت جدران الكون ولتشقق الزمن ! الشَّاعر أعظم محوِّل للطاقة وهو الأشدُّ كفاءة , فلا ضياعات ولا فواقد. على العكس تماماً، فقيمة الطاقة الناتجة تفوق حدود الخيال.
—————————————————–
السُّقوط الحرُّ
يسقط من فتحةٍ صغيرة في السَّماء إلى الأرض سقوطاً شاقوليّاً حرَّا،ً كما يعرّفه معلّم الفيزياء وهو يشير بعصا الاستدلال نحوه، ونحو بيانو يسقط قربه. يواصل المعلّم الشَّرح بأنهما سيصطدمان بالأرض في نفس اللحظة شرط انعدام مقاومة الهواء. فيضيف الطالب الذي سيصبح أمير جندٍ، شرطَ انعدام الحريَّة إلى ذلك أيضاً ! لم ير الطالب الكسول أسرابَ حمام دمشق، وهي ترفرف بأجنحتها القوية فتغيّر قوانين السُّقوط.
—————————————————–
بيانو في الحرب
قررت أن أشتري قلم الحبر الفاخر cross بزخرفته المميزة وريشته الذهبية الرشيقة. طلبت من البائعة توضيبه هديةً، وانصرفت مسرعاً لأقدمه هديّة عيد ميلاد لصديقي الكاتب. وضعه بحرصٍ فوق طاولة الكتابة، وانصرفنا إلى حقوق شقائق النّعمان القريبة لصناعة حبر له.
توقّعتُ أن يعرض عليَّ صديقي إنجازاته الموثّقة بقلم الحبر الثّمين. لكنني فوجئت أنه يستخدم القلم لمآرب أخرى. وحقيقةً، كان يضع على طاولة الكتابة عشر عصافير بيضاء وأخرى مثلها سوداء وقد بدأ بشق بطونها بالريشة الذهبية.
سألته بفضول عما يبحث في البطون الضامرة؟ فأشار إلى مفاتيح بيانو مُقتلعة بوحشية من خشبه الثّمين.
تنهَّدتُ بعمق، حتى واتتني الجرأة لأقول له، إنك تشق بطون المفاتيح ذاتها! صديقي كان حكيماً عميقاً، خير من استوطن عين رؤيا، لكن طردته منها الحرب.
—————————————————–
عشق شامي سماوي
لمحها تحاول جاهدة إيجاد التوازن بين المشية الأنثوية الأنيقة وبين حقيبتها القماشية السّماوية الكبيرة. كانت الحقيبة تبدو ثقيلة عليها، فوجدها فرصة سانحة للتحدث مع تلك الصبية الدمشقية المطرزة ببتلات الورد الشامي. حياها بلطف وطلب منها أن تسمح له بمساعدتها في حمل الحقيبة. كان أمراً غريباً أن تقبل. لكنها تطلعت ملياً في عينيه، وابتسمت قليلاً، وناولته الحقيبة. تعثر هو أيضاً في مشيته، فقد خفق قلبه بشدة لهذا التجاوب العاطفي السريع، والذي جعله يحلم بنهاية سعيدة متوقعة . قادته الصبية عبر دروب الشام، حتى وصلا إلى حي الشّعلان. ثم عبرت الحي حتى وصلت إلى بناء مختلف في الطراز عما سواه. فتحت له الصبية باب الحديقة الصغير ، ثم أسرعت تركض إلى المنزل. أصابه الارتباك، نادى الصبية وسألها عن الحقيبة. أجابته بسرعة :
-ضعها فوق العشب ثم افتحها.
فعل ما أشارت به، فبدأت سبعة بساتين بالخروج منها. بستاناً إثر بستان، جنة إثر جنة وعوالم ثمار وأطيار ونزهات شامية لا تنسى. انتشرت البساتين في الأرجاء حتى لم يبق مكان للبستان الأخير. جلس البستان القرفصاء أمامه. وأشار له بالجلوس تحت شجيرة ليمون. تجرأ وسأله:
-من أنت، ولماذا تحملك الصبية في حقيبتها السماوية؟
ضحك البستان ، فانبثق نهر صغير سار بعيداً ثم غاب في دروب الشام.
-عدْ غداً يا صديقي. في الساعة العاشرة صباحاً. سأحرص على ترك الباب مفتوحاً لك.
انصرف وهو يشعر بنشوة حلم جميل، وسراب يتشكل في خيالات فاتنة. ثم عاد في الصباح، خرجت الفتاة وهي ترتدي فستانها السّماوي. كانت جدران البيت مطلية بالسماوي أيضاً. ثم وقفت قرب حقيبتها فتداعت البساتين إليها من جديد. دخلت بستانا إثر بستان، وحلماً إثر حلم. تمهل البستان الأخير قليلاً، وأشار إليه وهو يقف في الجهة الأخرى مراقباً ما يحدث. ابتسمت الصبية له، بل ضحكت تلك الضحكة الفاتنة التي أضاءت حياته للأبد. اقترب منها، وقد تملكه الفضول. سألها شرحاً، انصرفت إلى تزيين شعرها بالورود بينما شرح له البستان الأخير ما لم يفهمه بكلمات بسيطة:
-نحن عائلة بساتين، كنا نقطن حول هذا المنزل. كان ذلك 1932 وكنا نشكل عائلة رائعة مع سكان هذا الحي.إلا أن الإدارة الفرنسية أصدرت قانون تخطيط الأراضي فحكمت علينا بالإعدام. لكن هذه السيدة الطيبة خبأت سبعة بساتين في حقيبتها منذ ذلك العام وحتى اليوم.
ثم سأله ممازحاً:
ـ هل أنت عاشق؟
اختلطت الأمور في رأسه وقلبه المتوقدين. السيدة تبدو صبية وجميلة في أوائل العشرينات. والبستان يشير إلى أن عمرها يتجاوز الثمانين. ثم اقترب منها بحماس، قدم لها الياسمين ورفع خصلات شعرها عن جبينها. فرأى أنها صبية جميلة فعلاً، صبية في السّماوي الذي يفيض صبا وطيوراً وسماوات لا تحد. ثم أدرك كل شيء في لحظة خاطفة، وأدرك أنه يراها صبية لأنه هو نفسه موغل في الهرم.
توقف كاتب القصة، وضع نقطة معلناً انتهاء قصته. قلت له :
– لا يمكنك فعل هذا، كيف تترك القارىء دون نهاية مقنعة؟
-لا أريد إفساد قصتي ، لقد شغفت فعلاً بتلك الصبية في السّماوي. أرغب أن تبقى حلماً إلى الأبد.
– أنت تتصرف بأنانية إذاً، تورطنا في أحداث وتفاصيل غريبة ، ثم تختار الرحيل.
وضع الكاتب نظارتي الكتابة من جديد وسألني عن نوع النهاية التي أفضلها. ترددت كثيراً قبل أن أجيب، وفكرت أن النهاية السعيدة تعني أن يتزوج بطل القصة من الصبية الدمشقية السماوية. وعرفت أن النهاية الحزينة ربما تكون في سقوط قذيفة تجعل الحقيبة السماوية أثراً بعد عين. فاتخذت موقفي بسرعة وقلت للكاتب:
-لا أريد نهاية لهذه القصة! أريد شخصية إضافية . هيا استحث خيالك، وصف لي شاباً يحمل حقيبة سماوية في شوارع دمشق؟ ابتسم الكاتب بسعادة، قام إلى الردهة ، حمل الحقيبة السَّماوية وخرج إلى شوارع دمشق يبحث عن حبه الأول . هل كانت صبية سماوية أم عسلية أم ترابية ؟ لا فرق مطلقاً، كانت بنكهة الشام، إكسير الجنة المفقودة فحسب.
—————————————————–
خالٍ من الحياة
أشعر بالغرابة فعلاً، فنصوصي خالية من الدجاج والأرانب وحقول السبانخ والبيوت الطينية ومعابر التفتيش والقرويين الذاهبين إلى المدينة لبيع حظوظهم من تراب القرى الملوث بالمجارير والأوبئة الغامضة، التي يصفها الشيخ بأنها عقوبة لتاركي الصلاة. نصوصي فارغة أيضاً من شقق المدينة المزدحمة، ورائحة الشجارات العائلية المستمرة، ومشاكل انتشار الصراصير في بنايات الطوابق المتعددة. وخالية من مراكز الشرطة والموقوفين بتهم التحرش الجنسي بالأطفال ولصوص أسواق الحرامية، ودوائر قيد النفوس المزدحمة والجامعات والسفارات الأنيقة وشبكة مهربي حبوب الهلاوس والحشيش والهيروين. لا أثر للحياة في أي نص من نصوصي، كأنني لم أقرأ نصاً لنجيب محفوظ، أو رواية لحنا مينة .
وكأنني وُجدتُ لقيطاً في صندوق زجاجي محكم الاغلاق عشت فيه عقوداً في هواء معقم من الحياة. يخيل لي أحياناً أن ذلك الصوت في رأسي حقيقي، وأنني أبتلع كل يوم إسبرين 80 ملغ لحماية الذاكرة وليس لحماية القلب.أذكرُ، طردت قططاً تتزاوج في أحد النصوص. رميت بها دون شفقة، وكتبت سرداً عن حكاية ( أبو الحن) وعلاقته بالبيئة.
أذكر أيضاً، أنني تغافلت مراراً عن أطفال الحرب منقبي القمامة في مدينتي، لأكتب نصاً عن معجم الأنهار. وما آلمني حقاً، هو أنني ذات مرة كتبت عن السنجاب الذي يسكن في علبة النوتيلا، ولم أفكر بالكتابة عن طفل سوري في المخيمات يبيت على الطوى كل يوم.ربما يجدر بي التوقف قليلاً لأنظر في إصلاح شأن حالي.
وأعود إلى كتابة نصوص واقعية تعبر عن روح الحياة السورية، كما فعل مسلسل ( الفصول الأربعة). غير أن ذلك لا أراه ممكناً بأية حال! أنا ممتلئ بالعدم، أقصد بالخراب العميم، أقصد في ذاكرتي تتلامح مدن مهدمة، جنازات متلاحقة. أقصد أنني لا أستطيع ادعاء الحياة، وقد انتفخت جثث حيلتي وثقافتي وعلمي وشعري ونثري في مستنقع الحرب.
—————————————————–
أفعى جلجامش
أشارت عليَّ جدّتي، الاستعانة بعظم ساق جدّي للقضاء على الأفعى السوداء الضّخمة التي نراها أحياناً في بيتنا المتاخم لخرائب قصر قديم.
تسللت ذات ليلة إلى إلى مقبرة (الكثيب) القريبة وقمت بنبش طبقات التراب المتحجرة حتى وصلت إلى الهيكل العظمي لجدّي الشيخ. لم أجد صعوبة في حمل الساق إلى المنزل، ثم ترصدت الأفعى طويلاً حتى استطعت الهجوم عليها بعظم الساق الطويل. إلا أنني ارتجفت من الرعب حين كُسر العظم القاسي وخرجت منه أفعى سوداء أخرى هربت مع رفيقتها إلى الخرائب.
عاتبت جدّتي على النصيحة الفاشلة، فأشارت عليَّ بقتل الأفعى بإحدى أخشاب مسند الكتابة الذي كان جدي يستخدمه لنسخ المخطوطات الدينية. فشلت النصيحة من جديد، وخرجت أفعى ثالثة من الأخشاب القديمة، فتوقفت عن نقاش جدّتي بشكل نهائي.
—————————————————–
الزّواج من الحافلة
وجدتُ نفسي جالساً على المقعد الخشبي في موقف حافلةٍ بعيد عن العمران . انتظرتُ ساعات ولم تأت الحافلة . كانت العودة مستحيلة إلى القرية التي خرجت منها، فقد أضعت اتجاهي تماماً . لحسن حظي كان موقف الحافلة مزوداً بخزانة كتب للقراءة . فبدأت بقراءتها، ولم أشعر بمرور الوقت، غير أنّ الحافلة لم تمر . ففكرت بالاستقرار . تزوجتُ موقف الحافلة ، وأنجبنا حافلة صغيرة . ركبت الحافلة أخيراً وذهبت إلى المدينة . وبدأت أعمل مدربّاً للحافلات .
قبضت علي الشّرطة أخيراً بتهمة الاحتيال، فقد اكتشفوا أن جميع الحافلات /المسمّاة أطفالاً/ معطوبة وأنها تنتظر الإصلاح العاجل .
فرأيت أنه من الحسن ألّا نتزوج أية حافلة، وأنه من الأفضل أن نموت ونحن في الوحدة والعزلة . ورأيت أن من الحسن، كتابة ذلك ووضعه في خزانة الكتب الموجودة على ذلك الطريق .
شاعر وكاتب سوري