فيلم الكيت كات
حكاية الرواية التى جعلت محمود عبد العزيز “أسطورة”/ أحمد إبراهيم الشريف
رواية “مالك الحزين” تعتبر من أشهر وأهم الروايات العربية المعاصرة، ألفها الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، وقد استغرقت منه وقتا للكتابة من ديسمبر 1972 وحتى أبريل 1981 أى فى حوالى ثمانية أعوام ونصف تقريباً.
رواية مالك الحزين رواية مالك الحزين
وتدور أحداث الرواية فى حى إمبابة فى القاهرة تحديداً فى منطقة الكيت كات، وشخصيات الرواية أكثر من 115 شخصية، رغم الحجم المتوسط نسبياً للرواية، ويمكن أن نصنف الأشخاص الأساسيين فى الرواية إلى:
يوسف النجار نموذج للشباب المغترب، و فاطمة، فتاة بسيطة فقيرة تحب يوسف النجار من طرف واحد وتحاول أن تغويه، الشيخ حسنى، شيخ ضرير يعيش فى المنطقة ويعانى من اغتراب ووحدة يحاول أن يتكيف معها بطرق طريفة ومضحكة، المعلم صبحى، التاجر الغنى يحاول أن يشترى القهوة الرئيسية فى المنطقة والتى تمثل معلماً بارزاً فى حياة الأبطال ليقوم بهدمها وبناء عمارة محلها، المعلم عطية، صاحب المقهى،الهرم، بائع المخدرات فى المنطقة.
فى سنة 1991 تم تحويل الرواية إلى عمل سينمائى تحت مسمى الكيت كات على يد داوود عبد السيد، وقد تم دمج بعض الشخصيات وتغيير دور شخصيات أخرى وإخفاء شخصيات أخرى، ولكن ظلت الرواية هى الخط الأساسى للفيلم.
ومن بعد هذا الفيلم تحولت الكيت كات تحولت إلى قلب العالم وأصبح “الشيخ حسنى” نسبة للشخصية التى قام بها الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الشخصية الوحيدة التى ناقشت “سى السيد” بطل ثلاثية نجيب محفوظ على شاشة السينما، وذلك رغم ما فيها من تيه لكنها فى الوقت نفسه ممتلئة بحب الحياة، ورغم أن الهزائم تنهى أحلامها لكنها شخصية لا تيأس فهى دائما ترى الأمل واضحا فى نهاية الطريق.
وشخصية الشيخ حسنى عبرت عن الحالة النفسية للشعب المصرى فى فترة ما، فقد رأى المصريون أنفسهم فيه فهو يخدع نفسه أحيانا حتى يستطيع تحمل الحياة يريد أن يقنع العالم أنه باع البيت من أجل مستقبل ابنه وهو فى الحقيقة باعه من أجل اللاشىء ومن من لا يفعل ذلك من من يعترف بأنه ضاع فى اللاشيء.
الشيخ حسنى 2 تحولت هذه الشخصية لرمز فهو الذى لا تسعفه بصيرته لكنه برصد يوميات أبناء ويقود الدراجة فى شوارع القاهرة كأى شخص مبصر، تلك الشخصية كأنها مجاز لمنظور أصلان للتصوير الروائى، ورغبته بتحدى المستحيل، أن يجعل القارئ يبصر لا من خلال عينيه بل من خلال “بصيرته”، التى هى فى لغة النقد الأدبى “القدرة التخيلية”.
وفى كتابه “شىء من هذا القبيل” وتحت عنوان “وصل ما انقطع” يتتبّع إبراهيم أصلان مصائر الشخصيات الحقيقية لروايته “مالك الحزين”، وعن الشيخ حسنى يقول “كان الطالب الأول فى معهد الموسيقى العربية، كان يعشق عبد الوهاب ويحفظ المواعيد التى تبثّ خلالها الإذاعات أغنياته، وكان يعمل مدرّساً للموسيقى، لكنّ إدمانه “للمسائل” وعدم اهتمامه بمظهره جعل إدارة المدرسة تتخلّى عن خدماته وتطلب منه أن يرسل شخصاً فى أول كل شهر لقبض مرتّبه.
ويضيف “أصلان” علمت أن الأحوال تدهورت به وأنه اتخذ من بولاق أبو العلا منطقة للوقوف، لأنها بعيدة عمن يعرفونه و قريبة من تجار الكيف الذين كان يقصدهم كلما تيسر، أخبرنى الشرباتى أنه بعدما مرض مرضا شديدا جاء ابنه الذى صار رجلا اﻵن وأخذه عنده فى المنيرة، و فى اليوم الذى حملوه فى طريقهم إلى المستشفى تمنى على ابنه أن يجعل التاكسى يخترق شارع السوق الطويل الذى قضى به عمره كله، و هو نام على كنبة التاكسى الخلفية وطلب أن ينبهوه عندما يصلون أول الشارع، وعندما فعلوا تحامل على نفسه وأخرج نصفه العلوى من نافذة العربة لعل أحدا من أصدقائه القدامى يلمحه، و عندما وصل التاكسى أمام عادل الشرباتى أول المساء صاح عليه: ايه يا مولانا. و أطبق الشيخ على يديه صارخا: انت مين. الشرباتى ذهل و لم يستبشر خيرا لأن الشيخ لم يتعرف عليه من صوته ولا قبضة يده و قال: الله انا عادل. و قال هو: يا عادل انا عيان و رايح المستشفي. ابقى قول للناس بقي. و استلقى بجسده الضئيل على الأريكة الخلفية. و الشيخ حسنى مات، و بقيت الصور.
الفيلم فيما يلي
https://www.youtube.com/watch?v=Ql4ZoxVjBes