قيام الأنظمة العسكرية في الشرق الأوسط: إعادة قراءة في «زمن الثورات»
ماثيو ري
ترجمة: خلود الزغير
*****
ماذا يمثل «زمن الثورات» العربية خلال سنوات 1950-1970؟ في هذه المقابلة مع ماثيو ري يعود هنري لورنس إلى التعريفات، يحدد حقل الملاحظة، كما ويناقش الأبعاد الجيوستراتيجية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية أو الثقافية لهذه التجارب السياسية. وبناءً على ذلك، يقترح منظوراً مُلائماً ينتقد من خلاله جدوى نظريات التحديث المُستخدمة، واضعاً الفجوات التي ظهرت مع «الربيع العربي» منذ أواخر العام 2010 موضع تساؤل.
كيف يمكننا تحديد «زمن الثورات»؟
يطرح هذا السؤال المشكلة الاعتيادية، وهي تعريف مصطلح الثورة. هل حركات سنوات 1950 و1960 هي ثورات؟ إذا اعتبرنا أن الثورة وفقاً لمعناها الأكثر شيوعاً هي تغيير الأنظمة السياسية وتغيير نمط الملكية، فإن حركات سنوات 1950 و1960 في مصر وسوريا والعراق كانت بكل تأكيد حركات ثورية، وذلك من حيث أن الأنظمة القديمة قد تمت إزالتها، كما أن الطبقات الاجتماعية الداعمة لها شهدت تدميراً لقواعدها الاقتصادية بفعل سياسات الإصلاح الزراعي والتأميم. بالتالي فإن نمطاً جديداً من المجتمع كان قد تطوّر.
في أي لحظة ظهرت هذه الأنظمة الجديدة؟ ومتى انتهت الحركة الثورية؟
تبدو الأشياء غامضة نسبياً. ذلك أن أول انقلاب عسكري في العالم العربي حدث في العراق بقيادة بكر صدقي في أواخر سنوات 1930، تبعه بعد عدة سنوات في عام 1941 تنظيم انقلاب رئيسي ثانٍ. بعد العراق، سوف تتابع الانقلابات السورية منذ عام 1949. يرى البعض أن مصدر استلهام هذه الحركات كان النموذج الكمالي في تركيا، بمعنى أن الأطراف الفاعلة في الثورات، في العراق عام 1936 وفي سوريا عام 1949 مع حسني الزعيم، كانت تحمل في ذهنها النموذج الكمالي. لكن هل كانت هذه ثورات؟ فهذه الانقلابات لم تغير فعليّاً في طبيعة الطبقات الاجتماعية والأنظمة وعلاقات الملكية.
باعتقادي تعود أول ثورة حقيقية إلى عام 1952 في مصر مع الضباط الأحرار. فعلى الرغم من توجههم القومي المتشدد وبرنامجهم ذي الطابع الإصلاحي أكثر مما هو ثوري. فإن هذا الانقلاب العسكري سيظهر فيما بعد، ليس كمؤسس لنموذج للتنمية الاقتصادية الموجّهة المعتمدة على الإصلاح الزراعي فقط، ولكن أيضاً كمؤسس للدولة الأمنية.
ما هي العتبة الزمنية النهائية التي يمكننا اعتمادها؟
تقليدياً وخلال هذه الفترة، يمكننا أن نحدّد مرحلة القومية العربية مع البعثية والناصرية. وفاة ناصر في عام 1970، التي ترافقت مع آخر انقلاب في سوريا انتهى بانتصار حافظ الأسد، من شأنه أن يمثل نهاية عصر الثورات. وبالمثل في العراق شكّلت سنوات 1968-1969 فترة من الاستقرار. بعد سنوات السبعينيات، لم يعد العراقيون يستيقظون على البيان الإذاعي رقم واحد معلناً ليس فقط تغيير النظام والعودة إلى جادة الصواب وتطبيق الإصلاحات المتوقعة من قبل الناس، ولكن أيضاً أن المؤامرة قد أُحبطت. بالمقابل، بقيت الحركات الثورية القومية التقدمية تحدث في العالم العربي. آخرها كان الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط. المَعْلَم الأخير كان الدعم لصدام حسين في 1990-1991، وإن كان في مجالات هامشية أكثر منه في مجالات مركزية. لكنّ هذه الحركات لم تعد ثورات. لقد شكلت سنوات السبعينيات مرحلة انتقال: حيث بلغت الأنظمة التقدمية ذروتها في عام 1973 خلال حرب أكتوبر مع فكرة ولادة رجل عربي جديد، لتواجه لاحقاً في نهاية العقد التيارات الإسلامية التي يُحفّزها مثال الثورة الإسلامية في إيران.
ما هي المقاربات التأريخية الرئيسية؟
شكلت نظريةُ التحديث النموذجَ (البراديم) السائد في تلك الفترة1. كان الجيش يُعدّ أكثر مجموعات المجتمع حداثة، لأن العسكر من حيث المبدأ كانوا مدفوعين للعمل وفقاً للأساليب الحديثة ولاتباع الأوامر الانضباطية الحديثة، كما أنهم كانوا مهتمين بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. إضافة إلى أن هذه الثورات العسكرية كانت تكافح ضد «الرجعية» و«الإمبريالية»، وفقاً لمفردات تلك المرحلة.
- تعتمد نظرية التحديث قراءة خطية لتطور المجتمعات في العصر الحديث. فكل مجتمع سيكون ملزماً باكتساب الوسائل التقنية الحديثة، الناقلة للتغييرات الاقتصادية والاجتماعية، والتي يُحتمل أن تؤدي إلى مجتمع حديث (بالمعنى الجديد والمتطور) للأفراد.
لقد درسنا القليل جداً من هذه المسائل من وجهة نظر تأريخية. يملكُ الباحثون كمية هائلة من المعلومات حول تلك الفترة لأنها بكل بساطة فترة معاصرة، وإضافة إلى أرشيف الصحافة، الذي يثير حجمه الاعجاب، فإن أرشيفات الدولة أيضاً مثيرة للاهتمام ومُتاحة بدرجات متفاوتة. ولكن باستثناء المعلومات المهمة والتحليلات المنجزة في الوقت ذاته من قبل الخبراء والمتخصصين في المنطقة2، ليس لدينا إلاّ عدد قليل جداً من الدراسات (أغلبها نصوص تنتمي لأدب المذكرات). فما عدا السيرة الذاتية لناصر والتي أعدها توفيق أكليمندوس، لا توجد سيرة ذاتية علمية وجادة عن الفاعلين في تلك المرحلة أو أطروحة عن طبيعة الأنظمة القائمة. بشكل عام، كرر المؤرخون تناول النُسخ المتواجدة في تلك الفترة، ناظرين بحماس بالغ للعسكر كجهات فاعلة في التغيير وكبناة للحداثة.
ولأنه كان من الضروري تقديم تاريخ مُتحرر من الطابع الاستعماري، اعتمد الباحثون على خطاب الفاعلين بشكل حرفي لإظهار أننا لم نعد في نظام الهيمنة الاستعمارية، والذي كان موضع انتقاد هذه المجتمعات. كذلك نجح جاك بيرك ببراعة «بإزالة الأثر الاستعماري» في التفسير التاريخي للأحداث الجارية، مُخاطراً بالتركيز فقط على خطاب الفاعلين وافتقاد النقد الاجتماعي. وهذا هو جوهر كتابه الرائع الإمبريالية والثورة3، حيث قُدّمت الناصرية كنقطة النهاية لتاريخ مصر لأن هذا التاريخ يُعيد اكتشاف نفسه بنفسه بعد كل ادعاءات الفترة الاستعمارية. بشكل عام، تبنّى الباحثون الذين عاشوا الفترات السابقة خطاب الفاعلين، لكن القطيعة ستكون بعد ذلك مزدوجة. ففي أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1990، حدث تغيير في جيل الباحثين. هذا الجيل الجديد لم يعرف حقبة الاستعمار، وجزءٌ كبير منهم يعمل على الإسلاميين مُعتمداً هنا أيضاً على خطابات الفاعلين.
يجب أن نضيف أن معظم الأنظمة العربية كانت قد شاركت في التحالف ضد صدام حسين في 1990-1991، لذلك بدوا كأنهم تعاونوا مع الإمبريالية، وهو ما سيستمر نظراً لانتهاء الحرب الباردة والهيمنة الأمريكية. إذن لم تعد مناهضتهم المُتحررة للإمبريالية تبدو ذات مصداقية، وبالتالي فقد قام الباحثون بتعرية هذه الأنظمة مؤكّدين على الحقيقة الأمنية كعنصر من طبيعة هذه الأنظمة منذ عام 1990. كما لم يعد من الممكن تفسير هذه الأنظمة على أنها نهاية للتاريخ كما قدمها جاك بيرك ودومينيك شوفالييه، وبالخلاف مع تفسير مكسيم رودنسون الذي كان دائماً أكثر انتقاداً.4
هل كان يمكن اقتراح إعادة قراءة لهذه الأنظمة وفقاً للمنهج الخلدوني5؟
- تستند المقاربة الخلدونية إلى كتابات ابن خلدون، فيلسوف وعالم اجتماع عربي في القرن الرابع عشر. درس الطريقة التي تنتظم بها دوائر السلطة في المنطقة المغاربية فيما يخص تشكيل وتوارث الإمبراطوريات، من المرابطين إلى الموحدين. لقد ميّزَ بين مراحل متعددة في إطار عملية متماثلة. بادئ ذي بدء، يرتبط الناس في الجبال بشعور من التضامن الجماعي فيما بينهم، أو بعصبية، بحيث يقومون بتعبئة قواتهم لمحاربة مركز السلطة. من خلال القيمة الحربية، يمكنهم بعد ذلك الاستلاء على السلطة المركزية، وذلك مع استسلام المدينة الذي يقود لاستبدال السلالة الحاكمة. ثم يشغلون المكاتب الحكومية والإدارية، يوحدهم ببعضهم هذا الرابط من التضامن، والذي غالباً ما يكون رابطاً عشائرياً. هذه المرحلة تُسمى المرحلة البربرية. ثم وبسبب رخاء المدينة، تفقد هذه النخب الجديدة قدراتها على المحاربة وتُفسد نفسها في شؤون السلطة. بالتالي يؤدي ضعفهم إلى ظهور استلاء جديد على السلطة من قبل جماعة أخرى.
كانت حركة إعادة قراءة لهذه الأنظمة وفقاً لمنهج نيو-خلدوني أساساً في عمل ميشيل سورا6. لقد ركزت النيو-خلدونية على تحليل ظاهرة الميليشيات والاستيلاء على السلطة، لكنني لم أكن مقتنعاً تماماً بهذا النموذج في مجمله. فالعصبية موجودة بشكل طبيعي. من ناحية أخرى، التقسيمات الطائفية والوطنية تم إنتاجها من خلال العصبيات وهذا يقين. حيث يتم تأسيس جدلية بين الواحدة والأخرى في سبيل الاستيلاء على الدولة ذاتها. لكن هذه المجموعات غالباً ما كانت ذات أصول ريفية وليست قبائل بدوية بالمعنى الدقيق للكلمة لدى ابن خلدون. بالتالي، سينتهي بنا الأمر إلى سحب العصبية على أي مجموعة تضامنية تُشارِكُ في الاستيلاء على السلطة.
ما هو التصنيف الذي يمكن أن نقترحه للأنظمة الثورية العربية؟
لقد عرّفوا عن أنفسهم بأنهم اشتراكيون عرب، لذا فقد أشاروا جميعاً من جهة إلى القومية العربية ومن جهة أخرى إلى العمل الواعي لإعادة تنظيم المجتمع من منظور اللحاق بالركب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مقارنة مع العالم الغربي، وهذا هو الجانب الذاتي. هناك أيضاً، وإلى حدٍّ معين، العديد من أوجه التشابه في الاستعارة ليس من الديموقراطيات الشعبية في الاتحاد السوفياتي، ولكن من الديمقراطيات الشعبية في أوروبا الشرقية التي كانت أقرب إليهم. لقد كان التحوّل السوفييتي أقوى بكثير: فقد حافظت الأنظمة العسكرية على أشكال واسعة من الملكية الخاصة، وكانوا أقل بكثير من الديمقراطيات الشعبية بمعنى اشتراكية الدولة.
ما هي العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن تفسّر تطوّر هذه الأنظمة؟
بالنسبة لهذه المنطقة يبدو من الصعب دائماً تحديد ما هو داخلي وما هو خارجي. الأنظمة التي نالت استقلالها في عام 1945 لم تكن نتيجة لانقلاب عسكري، ذلك لأنها كانت مُتعسكرة بدرجة قليلة جداً. بالنسبة لسورية ولبنان، تمثلت المهمة الرئيسية للجيش في الاستعراض يوم الاستقلال الوطني، وبالكاد يمكنه القيام ببعض العمليات لحفظ النظام7. لقد أحدثت حرب عام 1948 تحولاً جذرياً في هذه الأنظمة، لأنها دخلت بعدها في منطق المواجهة مع إسرائيل وفي حرب حدودية، وبالتالي في تطوير شامل للجهاز العسكري.8
من ناحية أخرى، ومما تناهى إلى علمنا وإن كنا نفتقد للدراسات المنهجية، فإن السير الذاتية الخاصة بالضباط الأحرار الكبار أو العسكر البعثيين تُظهر انتماءهم إلى شريحة الطبقة الوسطى المتعلمة. آبائهم وأجدادهم كانوا من الأعيان الريفيين الصغار. إننا نرى هنا وزناً لطبقة وسطى بالرغم من كونها مدينية، لكن تواصلها مع العالم الريفي بقي قوياً للغاية.
هل واجه هؤلاء العسكر قضية اجتماعية؟
بالإضافة إلى حقيقة أن الإصلاح الزراعي كان مطروحاً من قبل الاقتصاديين والمفكرين على مدى العشرين سنة السابقة، إلاّ أن هؤلاء الضباط كانوا شديدي الحساسية تجاه ظروف حياة الفلاحين9. فقد أتوا من هذا العالم الريفي الذي احتفظوا بكثير من العلاقات معه، واستخدموها في العالم السياسي لتدمير هيمنة الطبقات القديمة. هذا الحرج الريفي عبّر عن نفسه بحركات التمرد التي اضطلعت بها منظمات الفلاحين. في سوريا، في منطقة حماة على سبيل المثال، كان أكرم الحوراني قد دفع هذه المنظمات إلى حيّز الفعالية10. أما في الأرياف المصرية أو العراقية11، فعدا عن الهجرة الريفية، لم يعد سكان المناطق الريفية الذين يتزايد عددهم يدعمون نظام المُلكية الكبيرة.
ولأن المراقبين كان لديهم نظرة قديمة عن الوضع الريفي، الذي يسيطر عليه ملّاكون إقطاعيون كثيرو الغياب، فقد قللوا من أهمية التنمية الزراعية الرأسمالية التي تَستخدم المكننة على نطاق واسع في العديد من المناطق، خاصة في مصر، ولكن أيضاً في سوريا والعراق. لذلك من الضروري تقديم النخب الريفية بشكلٍ أقل من اعتبارهم مُلاك إقطاعيين، وتقديمهم بدلاً من ذلك كنواقل للحداثة الرأسمالية، رغم أن كلا الظاهرتين قد تتعايشان جنباً إلى جنب12. فمُلّاك الأراضي الكبار هم الوحيدون الذين لديهم رأس المال الذي يسمح لهم بشراء المضخات أو الجرارات، والبدء في إنتاج منتجات زراعية للتصدير.
هل نجد صدى لهذه الخطابات في العالم المديني؟ وخاصة داخل شريحة الشباب المتعلم؟
كان الشباب المتعلم قومياً عربياً ومعادياً للإمبريالية، وقد شكّل مجموعة تقدمية تنقسم بين تيار الإخوان المسلمين والتيار القومي العربي. لكن الأمور تبقى متغيرة نسبياً، بحيث يمكن للفرد الانتقال من اتجاه إلى آخر، خاصة عندما يكون شاباً. كانت القواسم المشتركة بينهم هي معاداة الإمبريالية والرغبة في التحرر الوطني والانتقام من الإذلال الاستعماري. إن اللحظة الفارقة لهذا الجيل كانت العودة إلى الكرامة الوطنية، وليس إلى الكرامة الشخصية كما اليوم، ومن هنا تأتي حقيقة أن الاستبداد الثوري كان له ما يبرره.
هل أثّرت ديناميات الحرب الباردة على هذه التطورات؟
في الواقع، يميز الفاعلون والشعوب بين الإمبريالية «القديمة» و«الجديدة». كان الفرنسيون والبريطانيون في حالة تدهور، على التوالي من عام 1945 وعام 1949. بينما مثّل الأميركيون إمبريالية جديدة واعدة بقدرٍ أكبر. كانوا مهتمين بالمنطقة في إطار الحرب الباردة، من ناحية بسبب المزايا والمواقع الجيوستراتيجية (احتواء الاتحاد السوفياتي)، ومن ناحية أخرى بسبب موارد الطاقة13. هذه الأخيرة، وبشكل أساسي النفط، كان موجّهاً بالأساس للسوق الأوروبية وليس السوق الأمريكية كما سيحصل لاحقاً. فالاستراتيجية الأمريكية تستند على تصدير النفط من قبل الشركات الأمريكية إلى أوروبا كجزء من خطة مارشال. لقد كان العامل الجيوستراتيجي للحرب الباردة أساسياً.
اعتقاداً منها بأن هناك اضطراباً اجتماعياً حقيقياً، اعتبرت وكالة الاستخبارات المركزيةCIA ، التي كانت تقدمية في ذلك الوقت إلى حدٍّ ما، أن الجيش في هذه المنطقة من العالم هو الوحيد الذي يملك الوسائل اللازمة لإجراء الإصلاحات الضرورية لتجنب الإغواء الشيوعي. وكثيراً ما قيل إن الأمريكيين تصرفوا في الشرق الأوسط في الخمسينيات من القرن الماضي بصفتهم البروتستانت الأنجلو-ساكسونيين البيض (WASP)، بمعنى أرستقراطيي إنكلترا الجديدة الذين يدّعون الاهتمام بالشؤون الاجتماعية14. لذا فقد اعتبروا استخدام الجيش أمراً مُستحسناً كترياق ضد الشيوعية. وقد لعب ناصر هذه البطاقة معهم باستمرار.
ما هي الشروط اللازمة للقيام بانقلاب؟ وكيف أعادت هذه الأنظمة هيكلة نفسها بعد عملية كهذه؟
يوجد في بلدان المشرق العربي شبّان متعلمون ومثقفون وما إلى ذلك. وقد ظهرت القيادات المدنية والعسكرية لهذه المجتمعات والدول منذ الاستقلال. بعد الاستيلاء على السلطة إثر الانقلاب، انقسم الجهاز العسكري بين أولئك الذين استمروا كعسكريين وأولئك الذين وقعوا في تناقض بين الدفاع عن النظام وبين نزع الطابع السياسي عنه. لكن التناقض الخاص بالنسبة للعسكري كان خوفه من انقلاب آخر.
في سوريا، انقسم الجيش إلى قوى سياسية مُتعادية. جزء من القيادات العسكرية تركت الجيش للإشراف على المجتمع والاقتصاد، هؤلاء أصبحوا دبلوماسيين وأصحاب مشاريع، يُضاف إليهم مجموعة من التكنوقراط. لقد كانوا أشخاص من طبقات اجتماعية متواضعة إلى حدّ ما، شهدوا حراكاً اجتماعياً قوياً نسبياً. كما كان لتطور البيروقراطية من جهة نتائج «اجتماعية» لأنها تضمنت خلق وظائف، ومن جهة أخرى نتائج «تحديثية» لأنها أدّت إلى توجيه اقتصادي. لذلك كان للجيش مهمة مزدوجة: أن يكونوا عسكراً لأنهم يدافعون عن النظام، وأن يكونوا غير مُسيسين.
يمكننا تحليل الانقلابات العسكرية استناداً لحجم القوات العسكرية، وهو المهم. إن إنجاز انقلاب عسكري يتطلّب حجماً كبيراً من القوات العسكرية. بالمقابل عندما يتجاوز هذا الحجم عتبة معينة يصبح تحقيق الانقلاب أكثر صعوبة. يتطلب الأمر للاستيلاء على السلطة وجود مجموعة من مائتي أو ثلاثمائة جندي، يطلق عليهم في العديد من الدول الضباط الأحرار. أولئك الذين يمكنهم التحكم في عدد معين من الوحدات في يوم تحقيق الهدف، متوقعين موافقة ضمنية إن لم تكن فعلية من الشعب. تتطلب هذه العملية جيشاً لا يتجاوز عدده ثلاثين إلى أربعين ألف رجل. أما إذا شاركت المزيد من القوات، فقد يتم القبض على قادتهم من قبل أجهزة الاستخبارات وقد يفقدون السيطرة على الوحدات الرئيسية.
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن الأنظمة القائمة قد تحاول شراء العسكر. من خلال منحهم مجموعة من الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية، وخاصةً كبار الضباط. حيث أن هذه المزايا ربما تكون أكثر إثارة للاهتمام من الفوائد التي قد يتم تحصيلها من الانقلاب. وهذا يفسر لماذا لا يزال يشكل الجيش في مصر اليوم قوة اقتصادية واجتماعية. نلاحظ الأمر ذاته في تركيا، حيث أصبح الجيش عنصراً أساسياً في الجهاز الاقتصادي.
هل تميل هذه الأنظمة إلى تنظيم المجتمع؟ وبأي طريقة؟
عبر جهاز بيروقراطي يتكون بشكل لا يمكن إنكاره، والذي يراقب ويدمج مكونات واسعة من المجتمع. كذلك فإن الجهاز الأمني يتطور بقوة ويهيمن بسرعة على بيروقراطية الدولة. لقد كانت الناصرية أكثر أماناً من الأنظمة التي خلّفتها في مصر.
ما هي النماذج الاقتصادية والاجتماعية التي طوّرتها هذه الأنظمة؟
يتوجب علينا العودة هنا إلى نظريات التحديث والإقلاع الاقتصادي. إن تأثير والت ويتمان روستو لا يعود فقط إلى كونه المستشار الاقتصادي لجون ف. كينيدي، ولكن أيضاً كمنظّر اقتصادي كان لتنظيراته نتائج عديدة15. كان ناصر مهووساً بفكرة الإقلاع16 الذي شرح مبدأه للشعب، لكن رؤيته كانت ميكانيكية للغاية: إن تراكم رأس المال سوف يجعل تجاوز عتبة الاستثمار ممكناً فجأة، وسيحدث التصنيع بطريقة شبه سحرية.
هذا التصنيع القائم على استبدال الواردات، والذي يتطلب استيراد المنتجات الوسيطة اللازمة لمعدات المصانع، لم يعمل قط. إنه يعني ضمناً وجود بعض الأشياء للتصدير، ولكن استبدالَ الواردات لا يُشجّع الصادرات لأن المنتجات المُصنّعة عادةً ما تكون بتكاليف أعلى من أسعار السوق العالمية. بالتالي لا يمكن تمويل شراء المنتجات الوسيطة مثل الأدوات الآلية التي يُحتاج إليها لأجل التصنيع، وهنا تدخل المساعدات الخارجية. فطالما أن الأمريكيين والسوفييت يدفعون، يمكن إذن حلُّ المشكلة. يقدّمُ الأمريكيون مواد غذائية مما يسمح بتوفير المال بالعملة الأجنبية لشراء آلات بمبلغ مُعادل. بينما السوفييت يقدمون المصافي ومصانع الصُلب. غير أن هذه الآلية تُسبب اعتماداً متزايداً على المعونة الإنمائية. بالإضافة إلى ذلك، إذا انفجرت أزمة عملة يتوقف النظام عن العمل.
منذ سنوات الستينيات نشأت أيضاً إيرادات البترول، مما سمح بالتأسيس لوضع نموذج اقتصادي آخر. رمزياً، يمثل مؤتمر الخرطوم علامة فارقة، حيث أن الدول النفطية وافقت خلاله على تمويل الصراع العربي الإسرائيلي17. من خلال دعم اقتصادات ما يسمى ببلدان «خط المواجهة»18، فإنها قامت بتعزيز اعتماد هذه البلدان عليها. كما تسبب تطور الاقتصاد النفطي في دعوة العمال العرب إلى الخليج، بالتالي سمحت الزيادة في الأجور بظهور مجتمع استهلاكي بدلاً من مجتمع التقشّف.
هل أنشأت هذه الأنظمة مجتمعات «بدون طبقات»؟
لم تكن مسألة مجتمعات بلا طبقات، بل مجتمعات اتحاد الطبقات التي يُمثّلُ فيها العمال والفلاحون الأغلبية. إن موضوع الصراع الطبقي لا يظهر في هذه الخطابات. بدايةً يتعلق الأمر برؤية غير إسلامية، حتى لو لم يكن ضرورياً التأكيد على المُقاربة الثقافوية. على أنه في هذه البلدان، برغم إدانة الرجعية والإقطاعية، فإن الانسجام الاجتماعي طالما اُعتبر ضرورياً، وهو ما يُفسر لماذا لم تُدمَّر، بالمعنى المادي للمصطلح، الطبقاتُ القديمة. في مصر عام 1967، أوضح المستشارون السوفييت للمصريين أن هزيمتهم ترجع إلى حقيقة أنهم لم يُزيلوا مادياً الطبقات القديمة كما فعلت الثورة البلشفية. بينما تم فقط تهميش الطبقات القديمة.
إضافة إلى ذلك، فإن تحولات اجتماعية كانت قد حدثت. إذا نظرنا إلى مؤشر التنمية البشرية، والذي يجب التعامل معه بحذر، فإننا نرى تقدماً ثابتاً تم إحرازه حتى الآن، وهو ما جسّد دولة الرفاه على الأقل على الورق. لقد شعرت الطبقات الشعبية بأنها مأخوذة بعين الاعتبار، كما تم تقليص الفجوات الاجتماعية، وعاد الاحترام إلى العامل على الأقل من الناحية النظرية. كذلك، أظهر الأدب الشعبي والمسلسلات التلفزيونية صورة الباشا القديمة مع صورة الشاب الناجح والقادم من الطبقات الشعبية. يمكن أيضاً تسجيل العديد من النجاحات الفردية بفضل الانفتاح على التعليم العالي، الذي انخفضت جودته بالتوازي. كما تمكنت شريحة من الطبقات الشعبية من الوصول إلى الطبقات المتوسطة.
هل يمكننا الحديث عن دولة المخابرات19 فيما يخص هذه الأنظمة؟
بصرف النظر عن المزايا الاجتماعية التي لا يمكن إنكارها لهذه الدول، فإن الصراع من أجل السلطة كان يتواصل فيما بعد الانقلاب، حيث فشل النظام الجديد في تحقيق الاستقرار. هذا الصراع كان أحياناً في غاية الدموية. في عدد من الحالات تم إبادة المجموعة السابقة في السلطة. فمن اللحظة التي يبدو فيها التناوب السلمي على السلطة مستحيلاً، يشكل القادة أنظمة بوليسية لا تهدف سوى لضمان بقائهم على قيد الحياة.
وفضلاً عن ذلك، يحاول كل نظام تنظيم انقلابات في البلدان المجاورة، وغالباً ما يكون هناك شكوك مشروعة بشأن تصرفات البلد المجاور تجاهه. هذا هو الحال على وجه الخصوص في سوريا والعراق خلال الستينيات. فأن يكون هذا النوع من البارانويا ونظرية المؤامرة سمة أساسية في المنطقة هو شيء، ووجود مؤامرات حقيقية تم التحكم فيها من الخارج عن بعد أو شارك فيها الأجانب هو حقيقة أيضاً. أفضل مثال على ذلك هو سقوط رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم في عام 1963، حيث تعاونت وكالة الاستخبارات المركزية CIA مع حزب البعث لإسقاطه.
كيف يتم إنشاء نظام مخابراتي؟
يتم إنشائه بسرعة كبيرة بعد الاستيلاء على السلطة. يدير الجيش الأمن العسكري وينشئ نظاماً للتجسس ومراقبة للاتصالات وما إلى ذلك. كانت مصر عبد الناصر في الستينيات خانقة، خاصة مع التنصت الدائم والبارانويا الساحقة.
لقد بقيت الأنظمة السلطوية مخلصة لمبدأ «فرق تسد»، فهي لم تحظر التعددية المركزية. نتيجة لذلك تمكّن ناصر في عام 1967 من إدانة انتشار ومنافسة «مراكز السلطة»20.
بين بداية الخمسينات ونهاية السبعينيات، هل كانت هذه الأنظمة تُدار بديناميات مماثلة؟ هل يمكن ملاحظة أي انزياحات؟
في عِداد الإنجازات، حققت هذه الأنظمة نجاحات ملموسة. سواء عن طريق تحرير الأراضي الوطنية، كما في قناة السويس عام 1956، أو من خلال إعادة دمج الموارد الوطنية، كما بتأميم شركة النفط العراقية في 1971-1972 الذي أكمل برنامجاً كان قد بدأ منذ عام 1958. فقد أصبحت الدولة هي المالكة لأنها تمثل السيادة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، بدأت تظهر مشاريع المياه المهمة، وخاصة في سوريا مع السد الكبير على نهر الفرات وبحيرة حماة*. وكان لهذه الأنظمة أيضاً مشاريع زراعية وصناعية خاصة بها. بهذا لم يكن يوجد تغييرات عميقة في السياسات أو النهج الاقتصادي لهذه الأنظمة.
*. نرجّح أن البروفيسور هنري لورنس يقصد بحيرة سدّ الرستن، الواقعة في حمص وليس في حماة (المحرر).
فيما يتعلق بالانزياحات، في مصر على سبيل المثال يشكل عام 1967 قطيعة. فقد شهدت أوائل الستينيات تطرفاً من قِبل النظام مع سياسات الإصلاح الزراعي الجديد والتأميم الجديد بسبب الحرب الباردة. بعد هزيمة 1967، انتهى الصراع ضد «الإقطاعي» و«البورجوازية» لصالح الوحدة الوطنية ضد العدو.
ما العلاقات التي أقامتها هذه الأنظمة مع الدول الأخرى في المنطقة، على وجه الخصوص تركيا وإسرائيل؟
الأتراك كانوا قد انتقلوا إلى مرحلة أخرى. لقد أصبحت تركيا دولة برلمانية وتعددية منذ عام 1950، حتى وإن كان تاريخها لا يزال يتسم بالانقلابات21. غير أن تركيا التي كانت قد قدَّمَت نموذجاً لنظام يسيطر عليه العسكر في عهد مصطفى كمال، ثم في عهد مصطفى عصمت إينونو، فإنها عبرت إلى فصل آخر ابتداءً من عام 1950. كان الأتراك دائماً سبّاقين بجيل، فتركيا هي جزء من أوروبا أو من الناتو، وبالنسبة لها النموذج الغربي الليبرالي أكثر جاذبية.
أما إسرائيل فهي مجتمع عسكري، بمعنى أن هناك، خلال تلك الفترة على الأقل، جيش شعبي، وأيضاً بمعنى أن الجيش هو بوتقة الأمة. في الوقت نفسه، الجيش هو روح المَدَنيّة. فابتداءً من الستينيات فقط سوف نجد الجنرالات المُحترفين، وليس أولئك الاحتياطيين عام 1948، ولكن الأشخاص ذوي الخلفية العسكرية مثل موشيه ديان قد دخلوا الحياة السياسية. هذه الظاهرة يجب إعادة قراءتها وفقاً لقانون «المهنة المزدوجة». يضع هذا القانون حدّاً صارماً للسن في الوظائف العسكرية العليا. يُغادر العسكريون الجيش بين الخامسة والأربعين والخمسين من العمر، بحيث تبقى القيادة العسكرية مسؤولية الشباب. على ضوء نجاحهم يشغل هؤلاء العسكر مهنة سياسية وهم في مقتبل العمر، مثل آرييل شارون أو إسحق رابين.
ما المعرفة التي تمتلكها الدول العربية عن إسرائيل؟
خلال تلك الفترة، كانت الدول العربية ترى إسرائيل كقلعة للإمبريالية. حتى عام 1967 على الأقل، كانوا يجهلون الحقائق الداخلية لإسرائيل.
بأي دول يمكننا مقارنة الشرق الأوسط في تلك الفترة؟
غالباً ما يتم ربط الأنظمة العسكرية العربية بمعاصريها في أمريكا اللاتينية، على الرغم من أن الأولى ذات توجه يساري بدرجة معينة، بينما الثانية ذات توجه يميني إلى حد ما. في كلتا الحالتين، يُنظر إليهم كجهات فاعلة في عملية التحديث. ومع ذلك وبشكل موازٍ يوجد تشابه أقوى مع البيرونية (نسبةً إلى خوان بيرون). في تلك المرحلة كان هناك بلا شك لحظة عسكرية مشتركة، وكان هذا الشعور مدعوماً بالانقلابات العسكرية في إفريقيا السوداء. إن نموذج العسكريين المُحَدِّثين الذين يستولون على السلطة كان يُعتبَر تقريباً معياراً في بلدان العالم الثالث.
*****
يعود هنري لورنس في هذه المقابلة إلى مفهوم «عصر الثورات» في الشرق الأوسط، مُشيراً للتسلسل الزمني للأحداث الذي يمتد من الأربعينيات إلى السبعينيات، ومبرزاً انحراف التأريخ حول هذا الموضوع. فالعسكر الذين اعتبروا مروّجي الحداثة، أصبحوا ضامنين لإصلاحات قد تمنع تحوّل الدول نحو الشيوعية. في الواقع، إن أنظمة الحكم القائمة كانت أشبه بأنظمة بوليسية (مخابراتية) تلعب فيها أجهزة الاستخبارات دوراً رئيسيّاً. وإذا كانت هذه الأنظمة قد اعتُبرت ثوريّة، فذلك بسبب نزعتها نحو إجراء التحولات الاجتماعية.
هذا النص هو ترجمة خلود الزغير لمقابلة أجراها ماثيو ري1 مع بروفيسور التاريخ المعاصر هنري لورنس2، نُشرت في مجلة القرن العشرين – مجلة متخصصة بالتاريخ – العدد 124 لعام 2014، منشورات العلوم السياسية (P.F.N.S.P)، وذلك ضمن ملّف بعنوان: العسكر والسلطة في الشرق الأوسط.
- ماثيو ري: حاصل على دكتوراه في التاريخ المعاصر من المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS، باريس).
- هنري لورنس: بروفسور التاريخ المعاصر للعالم العربي في كوليج دو فرانس منذ عام 2003، متخصص في قضايا الشرق الأوسط. نشر العديد من الأعمال حول الاستشراق وتاريخ فلسطين (Fayard، 2007).
- من بين التحليلات المعاصرة للبلدان العربية المختلفة، انظر: voir notamment Patrick Seale, The Struggle for Syria, Londres, I.B. Tauris, 1965; Majid Khadduri, Independent Iraq, 1932-1958 : A Study in Iraqi Polititics, Oxford, Oxford University Press, 1960. فيما يخص الدراسات المتعلقة بالجيش أنظر: voir Sidney Fisher, The Military in the Middle East: Problems in Society and Governments, Columbus, Ohio Press, 1963 ; Elizier Be’eri, Army Officer in Arab Policy and Society, Londres, Praeger, 1970.
- Jacques Berque, L’Égypte : impérialisme et révolution, Paris, Gallimard, 1967.
- Voir, entre autres, Maxime Rodinson, Marxisme et monde musulman, Paris, Éd. du Seuil, 1972.
أنظر: Voir Ibn Khaldun, Le Livre des Exemples, Paris, Gallimard, « Pléiade », 2008 ; ou, pour une analyse plus synthétique, Abdessalam Cheddadi, « Le système du pouvoir en Islam d’après Ibn Khaldoun », Annales : économie, sociétés et civilisations, 35 (3-4), 1980, p. 534-550.
- Parmi les principaux écrits de Michel Seurat, voir Un État de barbarie, Paris, Éd. du Seuil, 1989.
- أنظر حول قمع الحركات الاستقلالية الدرزية أو العلوية في سوريا فترة الاستقلال: Joshua Landis, « Nationalism and Politics of Za’ama : The Collapse of Republican Syria, 1945-1949 », Ph.D. Princeton University, 1997. حول قمع الأكراد وإضعاف الجيش العراقي أنظر: Daniel Silvefarbe, The Twilight of British Ascendancy in the Middle East: A Case Study of Iraq, 1941-1950, Basingstoke, Macmillan, 1994.
- Henry Laurens, La Question de Palestine, Paris, Fayard, 2007, t. III, p. 295 sqq.
- Hana Batatu, The Egyptian, Syrian, and Iraqi Revolutions: Some Observations on their Underlying Causes and Social Character, Washington, Georgetown University, 1984.
- Akram Hawrani, Mudhakkirâtî (Mes mémoires), Le Caire, Dar al Madbûlî, 2000.
- Hana Batatu, The Old Social Classes and the Revolutionary Movements of Iraq: A Study of Iraq’s Old Landed and Commercial Classes and of its Communists, Ba’athists, and Free Officers, Princeton, Princeton University Press, 1979.
- Steven Heydemann, Autoritarism in Syria, Institution and Social Conflict, 1946-1970, Londres, Cornell University Press, 1999.
- حول موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، انظر: Rashid Khalidi, Sowing Crisis: The Cold War and American Dominance in the Middle East, Boston, Beacon Press, 2010.
- Henry Laurens, La Question de Palestine, op. cit., p. 606. Concernant les mémoires d’agents de la CIA au Moyen-Orient au cours des années 1950, voir Miles Copland, The Games of Nations: The Amorality of Power Politics, New York, Simons & Schuster, 1970 ; Wilbur Crane Eveland, Ropes of Sand : America’s Failure in the Middle East, New York, W. W. Norton, 1980.
- حول نظريات التنمية أنظر: voir Elsa Assidon, Les Théories économiques du développement, Paris, La Découverte, 2002, p. 12-16. حول شخصية وحياة والت ويتمان روستو أنظر: Sur le personnage et la trajectoire de Walt Whitman Rostow, voir Robert Dorfman, « Review Article: Economic Development from Begininng to Rostow », Journal of Economic Litterature, 29, 1991, p. 573-591.
- تقوم نظرية الإقلاع على الافتراض القائل بأن تطور الشركات الصناعية يستند إلى الإقلاع السريع والصارم للاقتصاد، وذلك بفضل الفائض الكبير في رأس المال في بعض مجالات النشاط. وبمجرد البدء، ينتشر النمو إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد مما يؤدي إلى ظهور مجتمع صناعي وحديث. النموذج على ذلك سيكون اليابان من عصر ميجي.
- من أجل تحليل معاصر لمؤتمر الخرطوم أنظر: Daniel C. Watt, « The Arab Summit and After », The World Today, 1967, p. 443-450 ; et, a posteriori, Henry Laurens, La Paix et la guerre…, op. cit.
- جميع البلدان التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل تنتمي إلى بلدان خط المواجهة.
- يشير مصطلح «المخابرات» إلى جميع أجهزة الاستخبارات، الخارجية والداخلية، التي نمت مهاراتها باطراد.
- Henry Laurens, La Question de Palestine, op. cit., p. 656.
- Kemal Karpat, Turkey’s Politics: The Transition to a Multi-Party System, Princeton, Princeton University Press, 1959.
موقع الجمهورية