مهاب نصر.. خطوات في ممرّ الكتابة/ يوسف رخا
حين ظهرَت نصوص مُهاب نصر على الإنترنت في أواخر الألفينيات، بدت وكأنها معجزاتٌ صغيرة. كانت تؤكّد وجود الشعر وتدفع إلى الإيمان به وقت كفرت الغالبية العظمى من القرّاء بالقصيدة.. حتى داخل الوسط الأدبي.
في النصف الثاني من الألفينيات، كان الشعر المصري (وما زال) يقتصر على حالتَين: إما استعادةٌ باهتة لأمجادٍ عروضية وعامية بالية، أو أثرٌ استعراضي و”خبوي” بالمعنى السيئ. على مدى ربع قرن، منذ صعود “جيل التسعينيات” كظاهرة على الأقل قضّت مضاجع شعراء التفعيلة المكرّسين، كانت قصيدة النثر قد فقدت إلى حدّ بعيد طاقةَ التمرّد ونبرة الصدق وبساطة الأداء التي تميز التسعينيّين في أحسن أحوالهم.
أصبح غياب الجمهور تصريحاً بإسقاط كل اعتبار جمالي أو فكري بحجّة محاكاة “اليومي” وتمثُّل “الجسد”، وبات غير متوقّع على الإطلاق أن يجود فيسبوك بقصائد نثر ـ مثل هذه ـ تتحقّق فيها مآرب التسعينيات بمعزلٍ عن الادعاءات والمعارك.
كانت هذه أيامَ الثورة والكلام، بعد نحو خمس سنوات من انتقال مهاب إلى العيش والعمل في الكويت، وتغييره مهنته من التدريس إلى الصحافة. كانت احتجاجات 2011 قد فتحت أبواب الكلام. فعلى عكس ما يبدو، لم تكن القضية سياسيةً بقدر ما كانت، مثلها في ذلك مثل أجواء الوسط الأدبي في التسعينيات، صراعاً بين خطابات متناقضة مع الواقع، ومحاولات لم تنجح إجمالاً في خلق حوار نقدي ليس هدفه اغتيال إحدى الجهات المتحاورة. تصاعد صوت مهاب إذاك حتى صار يجلجل حقّاً.
“يا رب اعطنا كتباً لنقرأ”، و”خطوة في ممرّ”، و”يا ملاكي”.. قصائد باهرة لا تشبه شيئاً، زاد من مصداقيتها أن كاتبها ـ الذي صدر ثالث دواوينه “لا توقظ الشعب يا حبيبي” عن “هيئة الكتاب المصرية” هذا الشهر ـ غائب عن الساحة منذ عقدٍ أو أكثر. صحيح أنه معروف ـ مع علاء خالد وزوجته سلوى رشاد ـ عبر فريق العمل المؤسّس لمجلّة “أمكنة” التي صدر عدُدها الأول سنة 1999. لكنه بخلاف المقال ثم مداخلة فيسبوك، لا بضاعة له في السوق، ولا دكّان.
كتابُه الوحيد حتى 2012، “أن يسرق طائر عينيك”، صدر (عن الهيئة أيضاً) سنة 1997. وربما لم يكن من قبيل المصادفة أنه لم يحظ بالاهتمام المنتظَر في دوائر قصيدة النثر. كانت أجواء الشعر الجديد تدور حول الصراحة وكسر التابوهات وما إلى ذلك من مناقب اقترنت صواباً أو خطأً بـ”جيل التسيعنيات”، بينما في هذه القصائد محاولة مركّبة لاستدعاء ومساءلة الموروث الشعري عبر الدراما واللعب والمفارقة الساخرة.
يتذكّر مُهاب أنه كان مشغولاً بقدرة الحوار المسرحي على تكوين الشخصية وتحديد الفعل الإنساني في لحظة حياتية ما، كما أراد أن ينقض البلاغة الاعتباطية والجمال المجاني في تاريخ الشعر الغنائي بالذات، كونه عواداً وملحّناً فضلاً عن أنه شاعر، وهو ما دفعه أصلاً إلى التوقّف عن كتابة شعر التفعيلة.. ما سيوصله في النهاية إلى النصوص الحالية، والتي لا تختلف جوهرياً عن نصوص الديوان الثاني “يا رب اعطنا كتباً لنقرأ” الصادر عن “دار العين” سنة 2012.
لم تكن قصيدة النثر بالنسبة إلى مهاب إيماءة تحرُّر أو قطعاً مع الماضي بقدر ما كانت، كما يُسمّيها، مساحةً بيضاء خاليةً من تأثير الصيَغ الجاهزة والاستعارات المتوارَثة التي ما إن يُمسك عوده ليغنّي حتى تتكاثر تلقائياً في رأسه.
لذلك، ولأنه ينفرد بخبرات دينية وأخلاقية جديرة بريلكه، لا يمكن أن يُنظَر إلى هذه النصوص في ضوء التجربة التسعينية وحدها. فرغم قربه من علاء خالد والراحل أسامة الدناصوري، وهما بمثابة أبوين روحيَّين لجيل التسعينيات، يبدو مهاب أقرب إلى الأجواء الفكرية لألمانيا في بداية القرن العشرين (نيتشه ثم والتر بنيامين) منه إلى أميركا “البيت جينيريشن”.
ولعلَّ جيل التسعينيات كان موازياً لتطوُّر تجربته أكثر ممّا كان متقاطعاً معها، فقد تزامن انتقاله الذي لم يدم من الإسكندرية إلى القاهرة إثر لقائه بزوجته الأولى، أروى صالح، مع صعود شعر التسعينيات.
طرحَت هذه الخبرات أسئلة حول علاقة الأدب بالحياة، واللغة بالواقع، والجمال بالسلطة: هل يمكن لنصّ ما أن يتطابق مع ما يصفه؟ هل يمكن للأدب أن يكون إعادة إنتاج محايدة للحياة؟ هل يكون خطابٌ ما معارضاً للسلطة لمجرّد أنه ينطوي على جمال أدبي أو نظرة فنية إلى الواقع؟ ثم هل يمكن لإنسان ما أن يكون تجسُّداً حقيقياً لمبدأ جمالي أو أخلاقي يؤمن به؟ أم أن التطابق بين الإنسان وقناعته يؤدي، كما حدث وفعل مع أروى صالح، إلى الانتحار؟
وربما خفَّف كلُّ هذا من جنوح مهاب إلى الأفكار المجرّدة والمعضلات الفلسفية فأكسب نصّه – فضلاً عن الدراما والمفارقة وتضمين “اليومي” و”الجسد” في ممارسة أدبية أقرب إلى اللقاء الشخصي – شعريتَه. وهي بتعريفها قدرةُ النص على تجاوز نفسه، أو الإشارة بالكلام إلى أن هناك ما هو أقوى وأجدى من أي كلام محتمل. يقول أحد في نصوص الكتاب الجديد:
“يوم تحسّستُ رأسي
لم أعد بحاجةٍ إلى السجود
لأن الله كان هناك دائماً،
صحراء
مستديرةً وخاشعة
وكنتُ أحلم
كالأنبياء
أحلم بالدم.. وبشعوبٍ
تَضربُ هذه الفيافي
وتُفجّر العينَ المقدّسة الوحيدة
وكلما مسحتُ رأسي
بكيت
كنبي مريضٍ بالوحدة والانتقام.. “.
بينما يَقرأ/ مهاب نصر
قراءة
مِن كتابٍ
اخترتُ صفحةً وناديتُ صديقي:
اقرأْ لي هذه
كانت ضحكتُه مُتَسَرِّعة
إذْ بَعدَ سُطُورٍ قليلةٍ
كانت أنامِلُهُ تَطرُقُ خَشَب مَسنَدٍ مُجاور
عند نُقطة ما
أشارَ بإصبعين هكذا كَمَن يَرغب في سيجارة
أُطأطئُ رأسي كمن يَسمَعُ ويُطَمئِنُهُ
عيناه تَهجران الكلمة
وتَدوران كمن يبحث عن آلةٍ حادةٍ
لكنْ أين صوتُه؟
هل تَصَوَّرَ أنه يَقرأُ لي فعلاً؟
حينما انتَزعتُ الكتابَ من يديه
انطلقَ صوتُه
كَبقرةٍ في مَسلَخ
هكذا تَعلّمتُ قِراءة الشِعر.
■ ■ ■
مراسل صحافي
ولو لمرّة
أريد أن يَغوص كَاحلاي في الثَلج
أن تَنتَثِر نِدَفٌ بَيضاءُ مِن شَفَتيّ
أُحدّثُك من هناك
في تسجيلٍ حَيّ
غير أن ما يَصلُكَ
ليس إلّا هواءً يتقصّف على مُنحدر
ومِن بعيد
يَظهر بيتٌ ودُخانٌ
الشاعر يَنتظرنا
مخموراً في آَخِرِ العالم؛
العالم الذي احترق فعلاً
أُكلّمُكَ من فِراء ذِئبٍ
أنا شخصٌ آخر
أَدور حَول بيت الشاعر وأَعوي
أهذا ما كنتَ تُريد أن تقوله؟
أهذا ما جَعَل خَدّيكَ مُحتَقِنَين؟
ليس خمرُ العالم الذي احترق
بل الثلجُ الذي يَذوبُ
بينما يَقرأُ الشاعر قصيدتَه.
■ ■ ■
كلّ يوم
كُلّ يومٍ أُدوّن في ورقة الكلمةَ نفسَهَا
التي عليّ أن أَتذكّرها مساءً
لكنني، للأسف،
لا أَعود إلى البيت نَفسِهِ أبداً.
■ ■ ■
قصّة
حينما لا أَجد نَفْسي
أَختار مِقعداً مريحاً في “كافيه”
أُكافِئُ ذَاكِرتي بالدُخان
أَضَع بَقشيشاً إِضافياً
في الطَبَق
أَعود إلى البيت
بِسعادة الساكِنِ الجديد.
* شاعر مصري مقيم في الكويت
هموم شعرية مع مهاب نصر
■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
أعتمد على أصدقاء مقرّبين هم ليسوا قرّائي فحسب، بل يمكن اعتبارهم ضميراً ثانياً وثالثاً أستبطنه. القارئ بالنسبة إلي هو شخص أريد أن أعبر طريقاً لأصل إليه في الجهة المقابلة بهذا الحنين الذي يدفعك إلى تجاهل خطر السيارات العابرة. فكرة المقروئية لم تعد مشكلة الآن لمن يكتب نصاً بغض النظر عن النوع والقيمة (مهما بدا التعبير ملتبساً)، المشكلة أن طبيعة القراءة الآن، التي يمكن تسميتها “قراءة الحشد”، هي قراءة بعكس المطلوب تماماً. فالذين يضعون علامات الإعجاب أو يُعلّقون على مواقع التواصل هم غالباً عابرون التقطوا فكرة لامستهم بطريقة ما. وبمعنى آخر، إنهم قلّما يتوقّفون هنا للتأمل، بل يقتنصون ما يتوافق مع حالتهم أو مثالهم الجمالي الغامض أو يتصادف حتى أن يكون موائماً لظرف يواجهونه لحظتها بالذات، أو يتّخذون منه مَرجِعاً مباشراً لفكرة. هذا ضد طبيعة الكتابة الجيدة أصلاً، بل ضد كل كلام “حقيقي”. يفرض الحشدُ ذوقاً عَرَضيّاً مختلاً، ويفرض على النص روحاً آنية (كأن النص يرد على واقعة، أو يُستخدم أداةً في خصومة). النص بهذه الطريقة يضاعف الواقع بدلاً من الوقوف على مسافة منه، يضاعف السائد ويصنع مع غيره شبكة من القيم التي لا تُنَاقَش، ومجالاً مغلقاً هو بطريقة غامضة جداً شبهُ أخلاقي.
■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
نشرتُ مرتين في “هيئة الكتاب المصرية”، وهي هيئة حكومية، ومرة في “دار العين” للنشر وهي دار خاصة. مع “الهيئة” كانت البيروقراطية مُعَطّلة، وهذا مفهوم ومتوقّع. لكنني شخص مسالم لا تهمّني كثيراً التفاصيل. أعرف، كما سبق أن قلت، الملابسات الشائكة للقراءة في مجتمعي. وأعتبر صدور كتابٍ لي ليس أكثر من توثيق، لذلك ليست لي مشكلة مع ناشر. لا يمكن الكلام عن قضية النشر بمعزل عن الوظيفة التي للكلمة المطبوعة في بلادنا، مكانها، أثرها على الحياة (إن كان ثمة أثر).
■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
سأحكي لك حكاية. في صيف عام 1988، اتصل بي صديق العمر ناصر فرغلي: “مبروك.. قصيدتك نُشِرت في مجلة الكرمل”. كلمة “مبروك” كانت في محلّها تماماً. فالنشر في هذا الوقت في مجلة بحجم “الكرمل” لم يكن شهادة فقط، بل ما هو أكثر: مَن أنت ليوضع نصك بجوار سليم بركات وسركون بولص ووديع سعادة والنصوص المترجَمة البديعة لشعراء عالميين؟ أنت هنا مُلزَم بالبحث عن صوت لك، لا بل أكثر، أنت تتشكّك في ما إذا كان صوتك هو صوتك فعلاً، وما إذا كان يستحق أن يُسمع. هذا ما يفارق بين الفن والثرثرة. بالذات لأن الفن ليس ضرورة، فهو مُطَالَب بأن يَخلق بذاته ضرورتَه: انظر هذه الشجرة التي تجلس تحتها.. إنها ليست الشجرة كما تظن، وسوف أقول لك كيف تكون الأشجار فعلاً.
صحيح أن المجلات والجرائد كانت نخبوية بطريقة ما، ولكن لماذا نعتبر “النخبوية” ذات دلالة تراتبية سيئة؟ نعم الفن نخبوي، وكل كلام جديد وحقيقي، حتى في حوار عابر، هو نخبوي. أنت حينما تحب بصدق تقول: “لن تستطيع أن تفهمني..”، هذه نخبوية مصدرها التَفَرّد والخصوصية لا التراتب والأفضلية.
■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
نعم، وأعتقد أن هذا كان مفيداً رغم التحفّظات التي ذكرتُها من قبل. لقد جعلني أحياناً أكثر جرأة. كنت مصراً وما زلت على اعتبار مواقع التواصل (نظرياً) حياة حقيقية. تجربتي مع وسائل التواصل غنية وموجعة أيضاً؛ فالحضور الشخصي الذي انتفت منه فكرة المكان لم يَعنِ لي إلا مزيداً من التَمَثّل والإصغاء والمعايشة وكسر حواجز سوء الفهم المتوقّعة. لم أحمِ نفسي أبداً، ولم أعتبر صفحتي (بغياب المكان) فرصة للتنصّل أو فرض صورة بعينها. كانت الكتابة تُساوِق هذا كله كأنني أكتب وأمسك باليد الأخرى بيد من أوجِّه له الكلام: إنه حي وحقيقي. لقد فشلت، في ما أعتقد، وغضبت وابتعدت عن صفحتي فترة طويلة، لكنني تركتها مفتوحة بما يشبه النكاية.. لن أنسحب، لكن سأواجه الكلام الذي لا يستحق أن يكون كلاماً بالصمت، سأحرجك وأهينك حتى يصلني صوتك الحقيقي.
■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
ربما يكون مستحيلاً أن تُعيّن نوعية القارئ اليوم. هناك زبائن لـ”أمير الشعراء” كما لقصيدة النثر. ثم ما قصيدة النثر هذه؟ أي عماء وراء الاصطلاح! هناك من يكتبون عن زقزقة العصافير، وما يشبه الديباجة في رسائل الحب القديمة أو يكتبون كأنّ الشعر هو تسجيل للحياة بأكثر المعاني سطحية وسذاجة، وبافتراض طائش: أن الكلمات شفافة وتعكس الحياة. وهناك نصوص فريدة للغاية ومُحيّرة تَضيع تحت الصيغ الشعبوية. هذا ليس جيداً ولا رديئاً.. هذا هو الواقع الذي على الإنسان أن يَخلق من خلاله معنىً إن أراد.
■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
الحقيقة أن عبارة “الشعر المترجَم” عبارة مُغرضة. لنقل هل يتأثّر الشعراء بالشعر الجيد الآتي من لغات وثقافاتٍ أخرى محمولاً بواسطة لغتهم المحليّة؟ نعم بكل تأكيد. أن يقرأ الناس شعراً أو أدباً أجنبياً على سبيل الموضة، هذا يحدث طبعاً. لكنه لا يَنفي في الوقت نفسه البحث عن عالم آخر مغاير وأكثر جِديّة. إنتاجُنا الثقافي بعامة ليس جاداً على الإطلاق، ولا يخاطر أبداً بالذهاب إلى الحد الأقصى، بل يزايد في أحيان كثيرة على حقائق صِيغتْ في مكانٍ آخَرَ بسبب الروح الجمعية والشعبوية. السياسة بمعنى ضحل ورديء تمنعك من المغامرة: السياسة ليست داخل الوسط الثقافي وحده بل في المجتمع ككل (حتى لو بدا المجتمع غير محدّد المعالم). الكتابة لدينا، وبمعنى ما “الحقيقة” أيضاً، تُبتَلع وتُجهَض بحسابات. تَصَوَّرْ معي ما كانت الأفلام المصرية تُقدّمه من قصص الحب: ذلك القدر الهائل من التفاهات والتعقيدات والنمائم في طريق اثنين متحابين، إن النهاية الطبيعية هي تفريغ العلاقة من مضمونها وخصوصيتها أصلاً. لكنْ يُصبح إتمام الصلة “الزواج” هو انتصار بحد ذاته. كأننا في معركة. ولكنها معركة غاب موضوعها. لذلك يتوقّف الفيلم عند هذه اللحظة لأن ما يليها قد يكون مأساة.
■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
لا مُزية، في رأيي، لشِعر أمّة أو ثقافة بعينها أبداً، وأن يكون لأمّة ما شِعر هذا أمر غريب.. إنه شِعر أفرادٍ تفاعلوا مع شرط حضاري وإنساني فحسب.
■ ما الذي تتمنّاه للشعر العربي؟
أتمنى أن يُدرِك الناس هنا وفي مكان آخر أنهم إذا كانوا يعانون حياةً سيئة، فذلك لأنهم شعراءٌ سَيئون، إنه عقابهم الذي يستحقون. لا ينتبه الناس، وهم يتّهمون السلطة أحياناً، أنها أيضاً تمارس الشِعر، ولكن برداءةٍ وعَمى. شِعر سيئ هو الجذر الذي يوحّد الظالم والمظلوم ويتوطآن عليه.
بطاقة
مهاب نصر (1962) شاعر وكاتب مصري مقيم في الكويت. يعمل مسؤولاً عن الصفحة الثقافية في صحيفة “القبس” الكويتية. صدرت له ثلاثة دواوين شعرية “أن يسرق طائر عينيك” (1997) عن “هيئة الكتاب المصرية”، و”يا رب.. اعطنا كتاباً لنقرأ” (2012) عن “دار العين”، و”لا توقظ الشعب يا حبيبي” (2018) عن “هيئة الكتاب المصرية”.
العربي الجديد