مختارات شعرية فيسوافا شيمبورسكا
فيسوافاشيمبورسكا: عن الأسئلة الأكثر إلحاحًا/ محمد منصور
مع الوقت، تتغير صورة الشاعر ومهمته ورؤيته الفكرية. فمن بعد أن احتل الشعراء مكانة تقارب الأنبياء والفلاسفة في العصور القديمة، تخلوا، مع الوقت، عن هذه المكانة، محوِّلين اهتمامهم إلى التفاصيل الصغيرة التي اكتشفوا أنها لا تقل في التأثير عن القضايا الكبرى. بل وصل بالشعراء الأمر أن رأوا في القضايا الكبرى مجرد تلاعب لغوي يضلل الرؤية ويوهم الإنسان بقدرته على استيعاب العالم، ومن ثم تغييره.
من هؤلاء الشعراء الذين تغيرت رؤاهم، فجاءت قصائدهم أكثر اختلافًا وأشد التصاقًا بالحياة، الشاعرة البولندية «فيسوافا شيمبورسكا».
ولدت شيمبورسكا في يوليو 1923، وعاشت في كراكوف بداية من 1930، إذ درست اللغة البولندية وآدابها، ثم علم الاجتماع. ظلت تكتب الشعر منذ دراستها في الجامعة، وكان من المقرر أن يصدر ديوانها الأول عام 1949، لكن الرقابة رأت أنه لا يتفق مع المناخ الاشتراكي على الرغم من أنها كانت منحازة وقتها إلى الاشتراكية، ليصدر أول ديوان يحمل اسمها بعنوان «لهذا نحيا» 1952.
فرادة شيمبورسكا الشعرية جعلتها تحصل على جائزتي «غوتة» 1991، و«هيردر» 1995، فالدكتوراه الفخرية من جامعة بوزنان مايو 1995، فجائزة «نادي القلم البولندي» في مجال الشعر سبتمبر 1996، ثم أخذ اسمها يتردد منذ العام 1989 في قائمة المرشحين لجائزة نوبل في الأدب إلى أن حصلت عليها سنة 1996.
أصدرت الشاعرة تسعة دواوين، هي على التوالي: «لهذا نحيا» 1952، و«أسئلة نسألها» 1954، و«نداء إلى ييتا» 1957، و«الملح» 1962، و«مئة سلوى» 1967، و«كل الأحوال» 1972، و«الرقم الكبير» 1976، و«أناس على الجسر» 1986، و«النهاية والبداية» 1993.
يقول هاتف الجنابي، في مقدمة ترجمته بعضًا من قصائد شيمبورسكا إلى العربية بعنوان «النهاية والبداية»: «هي شاعرة التفاصيل والتناقضات بامتياز. شاعرة ما أسماه النقد العربي القديم بالجزالة الشعرية والسهل الممتنع».
شيمبورسكا من الشعراء القلائل الذين لا يلجؤون إلى الكتابة إلا من باب الحاجة إلى التعبير، وليس القدرة على التعبير. بإمكانها كتابة قصيدة كل يوم إن هي أرادت، لكن قلة إنتاجها، وطول الفترة الزمنية بين كل قصيدة وأخرى، يؤكدان أنها ترى الشعر نادرًا في العالم ندرة الحق والخير والجمال، ما يستدعي حالة خاصة لاقتناصه وتسجيله على الورق، وأن الحاجة الإنسانية إلى الشعر هي فقط التي تجعل بعضنا قادرًا على كتابته.
الدليل على ذلك أن تاريخنا البشري مليء بالشعراء الكبار أصحاب الإنتاج القليل، إضافة إلى من توقفوا عن الكتابة فور أن تأكد لهم أن الشعر هجرهم، أو بمعنى أدق: هم الذين هجروه بعدما سلكوا في الحياة مسالك أبعد ما تكون عن الشعر (رامبو نموذجًا).
يرى الناقد البولندي «يزي فيا تكوفسكي» أنه «رغم قلة عدد قصائد الشاعرة، فإنها واحدة من أهم الظواهر في الشعر البولندي المعاصر. بساطة وتوصيل غير عاديين. شعر عميق فكريًّا، دقيق بصورة غير عادية، مصحوب بابتكار في صياغاته، الكلمة فيه وسيلة وليست غاية، كل قصيدة تعتمد على شعرية متفردة. ببساطة: إنها شعر خاص تمامًا».
قصيدة شيمبورسكا، رغم بساطتها، تجعل القارئ يرى الأشياء كما لو لم يرها من قبل، فـ«السماء: نافذة بلا إفريز، لا إطار، لا زجاج، فتحة ولا شيء سواها، سوى أنها دائمًا مشرَعة». و«الغيمة… مطوَّحة كقبر في السماء» و«الشيء الذي يسقط في الهاوية، يسقط من السماء إلى السماء».
شيمبورسكا: العابر مهم أيضًا، وربما أكثر أهمية
«ليست هناك أسئلة أكثر إلحاحًا من الأسئلة الساذجة». هذا ما تؤكده شيمبورسكا، موضحة عدم افتتانها بالقضايا الكبرى قدر اهتمامها باللحظات البسيطة والتفاصيل التي قد تمر دون أن تلفت انتباه أحد.
فالحدث التافه الذي يتمثل في جلوس الشاعرة تحت شجرة، على ضفة النهر، في صباح مشمس، لا يقل أهمية من وجهة نظرها عن المعارك والأحلاف وقتل الطغاة، ذلك لأن شيمورسكا ترى أنه حتى «اللحظة العابرة لها ماضٍ خصيب، جُمعتُها قبل سبتها، أيارها قبل حزيرانها، لها آفاق حقيقية، مثلما في منظار القادة».
انتباه شيمبورسكا إلى التفاصيل جعلها تفقد اليقين وتنزع إلى الشك في كل شيء، الشك الذي هو سمة ملازمة للإبداع. تقول في الكلمة التي ألقتها قبيل استلام جائزة نوبل: «الشاعر اليوم شكوكي ومرتاب، ربما إزاء نفسه قبل كل شيء».
أنْ تبدع يعني ألا تؤمن، وأن ترى بعين ثالثة، وألا ترضيك الأحكام المطلقة التي ترى فيها تعمية على الحياة أكثر منها كشفًا لها. من هنا تؤكد الشاعرة: «يخونني اليقين بأن ما هو مهم.. أهم من غير المهم».
اهتمام الشاعرة بالتفاصيل الصغيرة ليس انكفاء على الذات بتفاصيلها الهشة قدر ما هو وعي ما بعد حداثي بالعالم. فهذه التفاصيل هي التي تحرك كل ما هو قضية كبرى، ولكي تدرك الكل ينبغي أن تكون واعيًا بأجزائه. لأن عدم انتباهنا إلى رفرفة جناح الفراشة في الصين يحرمنا من معرفة أسباب الأعاصير والزلازل التي قد تُحدثها تلك الرفرفة في أبعد مكان عنها.
لذلك، حتى الموت، الذي هو من أكبر القضايا وأهم الأسئلة التي يحاول الإنسان من قديمٍ أن يعثر على إجابة عنه، لا تتناوله شيمبورسكا محاطًا بهالته الوجودية الغامضة، وإنما تلتقط تفاصيل تجعل القارئ يرى الموت شخصية هشة لا تجيد الحياة، فالموت «لا يعرف المزاح، النجومَ، الجسورَ، الحياكةَ، التعدينَ، بناء السفن وتحميص الكعك».
ليس هذا فقط، فالأنكى أن الموت «لا يعرف حتى ما يرتبط مباشرة بمهنته: لا يعرف أن يحفر قبرًا»، ما يجعلنا نكمل ما لم تكتبه الشاعرة مانحة القارئ فرصة أن يقول: من باب أَولى أن نخاف الحياة بدلًا من أن نخاف الموت.
هل يستطيع الشعراء تعريف الشعر؟
حين تحاول شيمبورسكا، كغيرها من الشعراء، أن تقدم تعريفًا للشعر، فإنها تَسقط في فخ «تعريف المعروف». ليكتشف كل من يحاول ذلك أن أصعب مهمة هي أن تقدم تعريفًا لما هو معروف، وأن الخلاص يكمن في أن تعيشه لا أن تعرفه أو تُعرِّفه.
تقول شيمبورسكا: «الشعر؟ لكن ما هذا الشعر؟ قد أجيب عن السؤال بأكثر من جواب قلِق. أما أنا، فلا أعرف، لا أعرف، وأتمسك بذلك، كذراع للخلاص».
الوعي الذي توصلت إليه الشاعرة حول استحالة تعريف المعروف، يلتقي مع ما توصل إليه «بورخيس» في كتابه «صنعة الشعر»، ومفاده أننا «نعرف ما هو الشعر. نعرف ذلك جيدًا إلى حد أننا لا نستطيع تعريفه بكلمات أخرى، مثلما نحن عاجزون عن تعريف مذاق القهوة واللون الأحمر والأصفر، أو معنى الغضب، الحب، الكراهية، الفجر، الغروب».
هذه القناعة التي جمعت بورخيس وشيمبورسكا (استحالة تعريف المعروف) كشفت عنها قبل ذلك بقرون كلمات القديس أغسطينوس، حين قال: «إذا لم يسألني أحد عن الموضوع، فإنني عند ذلك أعرفه، أما إذا سألني عنه أحدهم، فإنني حينئذ لا أعرفه».
لو طلبنا من عدد متنوع من الشعراء أن يقدموا تعريفًا للشعر، لاكتشفنا أن كل شاعر إنما يعطي تعريفه الذاتي للشعر، وهذا التعريف يختلف بالضرورة من شاعر إلى آخر. المفاجأة أننا نكتشف أيضًا أن كل شاعر يقدم أكثر من تعريف بحسب مرحلته الشعرية ووعيه بالشعر، ذلك الوعي الذي يختلف من مرحلة إلى أخرى، لتختلف بدورها التعريفات.
من هنا يصبح الحل الوحيد أن نكتب الشعر ونقرأه من دون أن نلجأ إلى تعريفه بالكلمات، لأن ذلك ضرب من الاستحالة، ما يؤكد أن التشابه بين الشعر والحياة والحب والإيمان، امتد إلى الوعي بأن نعيشهم أفضل مما نعرِّفهم أو نعرفهم.
مع ذلك، لم تركن شيمبورسكا إلى الاقتناع باستحالة أي شيء، وشأنها شأن جميع الشعراء نراها تحاور المستحيل، وتحاول تعريف الحياة أيضًا، لكن التعريف هنا يكون شعريَّ الرؤية وليس منطقيًّا، فترى الشاعرة أن «الحياة في لحظة الانتظار، عرض بلا بروفة، جسد بلا مقياس، رأس بلا فكرة»، ليكون من المنطقي (فنيًّا) بعدها أن تقول شيمبورسكا: «لا أعرف الدور الذي أمثله. أعرف فقط أنه دوري، غير قابل للمبادلة. حول أي شيء هي المسرحية، ينبغي أن أحزر ذلك على خشبة المسرح».
ألا تعرِض هذه الرؤية لكل من حاول تعريف الحياة؟ ألم ير كلُّ متأمِل أن الحياة تشبه المسرحية، وأننا، نحن البشر، لا نعرف حقيقة أدوارنا إلا على خشبة المسرح/معترك الحياة؟
هذه هي الحياة. فما الموت من وجهة نظر الشاعرة؟ إنه «لا يقدر على حفر حفرة، ولا صنع نعش، وليس في وسعه تنظيف المكان بعد إتمام الحدث. صار مشغولًا بفعل القتل، ينسى القيام بذلك على نحو متقن، يقترفه بلا نظام ولا مهارة، كأن الموت يتعلم في كلٍّ منا درسه الأول».
مهمة الشاعر
الشاعر لا يعمل على تجميل العالم كما يظن بعضهم، وليس مطالَبًا بأن يقول الحقيقة، لأنه أكثر الناس جهلًا بها. وحتى إذا توهَّم أنه تمكَّن من معرفة الحقيقة، فإنه يغدو أكثر الناس شكًّا في ما يعرف. إذ يعمل الشعر على التشكيك في كل ما نستقبله باعتباره بدهيات، ليصبح المؤتلف مختلفًا، والمرئي يفسح لغير المرئي مكانًا في المشهد. فمثلًا نجد شيمبورسكا تتحدث عن «الحب من النظرة الأولى» بمنطق مختلف عن المعهود:
«الاثنان واثقان، أنهما قد ربطتهما مشاعر مفاجئة، جميلة مثل هذه الثقة، لكنَّ الأجمل منها عدم الثقة.. يعتقدان، أنه ما داما لم يتعارفا من قبل، فلا شيء بتاتًا بينهما قد حدث. لكن ماذا تقول الشوارع، السلالم، الممرات التي يمكن أنهما قد تلاقيا فيها؟».
ثم تمضي بنا الشاعرة برفقة احتمالات لقاءات جمعت بين هذين العاشقين من دون أن يدريا ذلك على وجه التحقيق: فربما التقيا ذات مرة في بابٍ دوَّار وجهًا لوجه، لكنهما لا يتذكران، ومن الممكن أن تكون وريقة ما قد طارت من كتفها إلى كتفه مصادفة، لكنهما أيضًا لن يتذكرا ذلك. لتصل بنا شيمبورسكا إلى نتيجة شعرية (ولا أقول منطقية) بأن «كل بداية، هي تتمة لا غير، وكتاب الأحداث، دائمًا مفتوح على النصف».
إلى ذلك، لم تنس الشاعرة الآخرين الذين لم ينعموا بالحب، إذ نجدها تتساءل معهم (أو بدلًا منهم) عن جدوى الحب، وإذا ما كان هناك حب سعيد من الأساس: «الحب السعيد؟ هل هذا ضروري؟ اللياقة والعقل يقتضيان السكوت عنه، شأنه شأن الفضيحة في حياة الأوساط العليا، يولد الصغار الرائعون دون عونه، لا يمكنه أبدًا أن يعمر الأرض بالناس».
إن شيمبورسكا تُربِّت على كتف الفقراء من الحب، توضح لهم أنهم لم يفقدوا عزيزًا كما يتصورون، وأن شعورهم بالفقدان فقط هو السبب في معاناتهم. لذلك، تجد أن الحل الأمثل بالنسبة إلى هؤلاء الفقراء ألا يفقدوا أعمارهم متعلقين بما لم يحصلوا عليه، وليس أمامهم إلا إنكار وجوده من الأساس: «على الناس، ممن لم يعرفوا الحب السعيد، أن يقولوا بعدم وجود حب سعيد. بهذا الإيمان يكون من السهل عليهم أن يعيشوا ويموتوا».
الشاعر لا يعمل على تزيين وجه الحياة في أعين الناس، بل على العكس، نجده عند الضرورة يكشف وجهها القبيح للقارئ، حتى يكون مستعدًّا لمواجهة الأسوأ. إضافة إلى ذلك تعمد شيمبورسكا إلى نبذ التعلق، ذاك الذي يلغي شخصية المتعلق حال تنسحق في المتعلَّق به.
ربما ينبغي علينا أن نفعل مثل شيمبورسكا، وأن نشكر كل الذين لا يحبوننا ولا نحبهم، لأنهم أنقذونها من أن نتعلق بهم ونهتم بحالهم، بدلًا من أن نهتم بأنفسنا لننجو من الحياة: «أنا ممتنة كثيرًا لمن لا أحبهم، أشعر بارتياحٍ لأنهم قريبون من شخص آخر، بفرحٍ لأنني لست ذئبَ حملانهم، أشعر بسلامٍ معهم، بحريةٍ معهم، وهذا ما لا يمنحه الحب».
كذلك ليس مطلوبًا من الشاعر أن يأخذ بيد قارئه إلى حياة أفضل. فلو كان يعرف أين توجد هذه الحياة، لكان أول الذاهبين إليها. وإنما الشاعر يحدق في الحياة ليرى فيها ما يستحق أن نعيش من أجله، دون تجاهل أن هذه الحياة مليئة بما هو ضد الحياة أصلًا، تقول شيمبورسكا: «هذا العالم المريع لا يخلو من مفاتن، لا يخلو من صباحات تستحق أن نستيقظ من أجلها».
لنردد مع الشاعرة فيسوافا شيمبورسكا ما ذكره نيتشه في قصيدة بعنوان «أغنية للشرب» وأكده محمود درويش: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
منشور
مختارات فيسوافا شيمبورسكا
القليل عن الروح
لا تتواجد الروح إلا أحيانًا
لا أحد يملكها دائمًا، بلا انقطاع.
بدونها،
يمكن أن يمر اليوم بعد اليوم،
السنة بعد السنة.
أحيانًا، فقط
تعشش لفترة أطول،
في الدهشات ومخاوف الطفولة
أحيانًا، فقط في استغرابنا
من كوننا كبارًا في السن.
نادرًا ما تؤازرنا
في أعمالنا الرتيبة
كتغيير أماكن الأثاث
وحمل الحقائب
أو ذرع الطريق بحذاء ضيق.
في لحظة ملء الاستمارة
وتقطيع اللحم،
ينتهي يوم عملها.
في آلاف الأحاديث،
تشارك في واحد،
وهذا ليس قطعيًا
لأنها تفضل الصمت.
حين تبدأ أجسادنا بالتألم والتألم
تنسل خارجة من مناوبتها.
صعبة الإرضاء:
بنفور ترمقنا في الزحام،
يقززها صراعنا لأجل أي تفوق
وأية مصالح مهزوزة.
السعادة والحزن
ليسا شعورين منفصلين بالنسبة لها،
في اتحادهما فقط،
تكون موجودة إلى جانبنا.
يمكننا الاعتماد عليها
عندما لا نكون متأكدين من أي شيء
ويثير فضولنا كل شيء.
من الأشياء المادية
تحب ساعات البندول
والمرايا، التي تعمل بحماس،
حتى عندما لا ينظر فيها أحد.
لا تقول من أين أتت
ومتى سنفقدها من جديد،
ولكن من الواضح أنها تنتظر هكذا سؤال.
ما يبدو من الأمر هو
أننا وهي نحتاج بعضنا البعض
من أجل شيء ما.
ترجمة فهد حسين العبود
قردان لبرويچل
دائمًا أفكّر في امتحان التّوجيهي:
في النّافذة يجلسُ قردان مربوطَيْن بسلسلة.
عبر النّافذة تحومُ السّماء.
البحرُ يضربُ أمواجَه.
إنّي أُمتَحنُ في التّاريخ الإنساني:
أُتأتِئُ، وترتعدُ فرائصي.
قردٌ واحد، عيناهُ عليّ، يسترقُ السّمعَ ويسخر.
الثّاني يبدو يغلبُه نُعاس.
وحينَ يعمّ الصّمتُ بعدَ سؤال،
يُشيرُ لي ليذكّرني من خلال
رنّة خفيفة بالسّلسلة.
***
رسائل الميت
قرأنا رسائل الميت كما آلهة بلا أمل،
ومع كلّ ذلك آلهة، لأنّنا نعرفُ المواقيت الآتية.
نعرفُ أيّ دُيونٍ لم تُدفَع.
مع أي رجال هرولت النّساء للزّواج.
يا لهم من مساكين هؤلاء الموتى، موتى الرّؤى الضّيّقة،
مضحوك عليهم، غير معصومين، ويحسبون كلّ شيء.
إنّنا نرى الوجوه، حركات الأيادي وراء الظَّهْر.
آذانُنا تلتقطُ صوت تمزيق الوصايا الأخيرة.
يجلسون أمامنا مُضحكين كما لو كانوا على قطع خبزٍ مطليّة بالزّبدة.
أو مُسرعين للإمساك بالقبّعات المتطايرة فوق رؤوسهم.
ذوقهم السّيّء، ناپليون، بُخار وكهرباء،
أدوية فتّاكة لأمراضٍ قابلة للشّفاء.
سُخْف أشراط السّاعة حسب القدّيس يوهانس.
جنّة اللّه الخادِعة على الأرض، حسب جان جاك…
بهدوء نراقبُ بيادقهم على لوح الشّطرنج.
أنّهم فقط الآن تحرّكوا ثلاث خانات للأمام .
كلّ ما رأته عيونهم خرج مختلفًا تمامًا.
أكثرُهم حماسًا نظروا إلينا بثقة.
اكتشفوا أنّهم سيجدون هناكَ الكَمال.
***
أبناء هذا العصر
نحنُ أبناءُ هذا العَصْر،
إنّه عصرٌ سياسيّ.
كلّ ما يحملُ يومُك من أعباء
أو ليلُك، أعباؤك أعباؤنا، أعباؤكم
هي أعباءُ سياسة.
شِئتَ أمْ أبَيْتَ،
جيناتُك ماضيها سياسي،
لونُ الجلدِ سياسي،
للعَيْن وَجْهٌ سياسيّ.
بهذه الصّورة أو تلك،
لكلّ ما تقول أصداءٌ
لكلّ سَكَتاتِك مضمونٌ أو معنى
سياسي.
حتّى إذْ تخطو في الغابة،
تخطو أنتَ خطواتٍ سياسة
على أرضٍ سياسيّة.
حتّى الأشعار الغَيْر السّياسيّة هي أشعارٌ سياسة،
وفي الأعالي يزهو القمر بنوره،
منذُ زمن، لم يعُدْ قمري بَعْدُ.
أن تكون أو ألاّ تكون، هذا هو السّؤال.
أيّ سؤالٍ يا صديقي، أجب ببساطة.
سؤال سياسيّ.
لستَ مُلزمًا أن تكون من بني البشر
لكي تكون ذا مغزى سياسيّ.
يكفي أن تكون نفطًا خامًا،
هشيمًا مُركّزًا، مادّةً خامًا مُكرّرة.
أو حتّى طاولة جلساتٍ، على شكلها
ثار جدالٌ شهورًا طويلة:
حولَ أيّ طاولة يجدرُ التّداوُل
بشأن الحياة والموت، مُستديرة أمْ مُربّعة.
وفي هذه الأثناء، قُتل أناسٌ،
نفقتْ جوعًا حيوانات،
دُورٌ التهمتها ألسنة النّيران،
وحقولٌ أنبتت البُور،
مثلما في غابر العصور
غير السّياسيّة.
***
بعض النّاس يحبّون الشِّعْر
البعض –
أقصد ليس الجميع.
ليس الغالبيّة، ولا حتّى الأقليّة.
دون أخذ المدارس بالحسبان، فهم مُضطرّون هناك،
والشّعراء أنفسهم،
هؤلاء النّاس إثنان بالألف.
يحبّون –
لكن، يمكن أيضًا حبّ مرق الدّجاج بالمعكرونة،
يحبّون الإطراءات وأزرق السّماء،
يحبّون منديلاً قديمًا،
يحبّون الإصرار على إراداتهم،
يحبّون ملاطفةَ كَلْب.
الشِّعْر –
لكنْ، ما هو الشِّعْرُ في الحقيقة.
كَمْ مرّةٍ أُعطيتْ على هذا
إجابة واهية.
وأنا لا أعرفُ، لا أعرفُ وطالما تشبّثتُ بهذا
كما بدرابزين مُنقذ.
***
ڤيتنام
يا امرأة، ما اسمُك؟ لا أعرف.
أينَ وُلدتِ؟ لا أعرف.
لماذا تحفرينَ الأرض؟ لا أعرف.
كم من الوقت تختبئين هنا؟ لا أعرف.
لماذا تعضّين يدَ المحبّة؟ لا أعرف.
ألا تعرفين أنّنا لن نمسّك بسوء؟ لا أعرف.
مع أيّ طرفٍ أنتِ؟ لا أعرف.
ثَمّةَ حربٌ فعليكِ أن تختاري. لا أعرف.
هل ما زالت قريتك قائمة؟ لا أعرف.
هل هؤلاء هم أولادك؟ نعم.
***
في مديح ذمّ الذّات
ليسَ للدّأية ما تتّهم به نفسَها.
التّساؤلات غريبة في نظر الفَهْد الأسود.
سمكة الپيرانْها لا تُشكّك بمصداقيّة أعمالِها.
الأفعى يُمدح نفسَه دونما اعتراضات.
لا يوجد ابنُ آوى ذو نَقْدٍ ذاتيّ.
الجراد، التّمساح، الشْعريّة وذبابُ الخيل
كلّها تعيشُ حياتها راضيةً مرضيّة
قَلْبُ حوت الأورْكا يزنُ مائة كيلو
لكن من جهة أخرى، فهو خفيف.
لا يوجد شيء أكثر حيوانيّة
من ضمير نقيّ
على الكوكب الثّالث في المجموعة الشّمسيّة.
***
في الثّناء على شقيقتي
شقيقتي لا تكتُب الأشعار
ولا يبدو أنّها فجأة ستنظم القصائد.
سارت على خطى والدتها الّتي لم تكتب الأشعار.
وعلى خطى والدها الّذي هو الآخر لم يكتب الأشعار.
تحتَ سقف شقيقتي أشعر بالأمان:
لا شيء سيدفعُ زوج شقيقتي لكتابة الأشعار.
ومع أنّ الأمر يُذكّر بقصيدة لآدم مكدونسكي،
لا أحد من أقربائي مشغول بكتابة الأشعار.
على مكتب شقيقتي لا توجد أشعار قديمة.
ولا توجد جديدة في حقيبتها.
وحينما تدعوني شقيقتي للعشاء،
أعرفُ أنّّها ليست عازمة على قراءة الأشعار لي.
إنّها تعمل مرقة رائعة، ودونما أن تُحاول
ولن تندلق قهوتها على المخطوطات.
في كثير من العائلات لا أحد يكتب الأشعار.
ولكن، حين يفعلون عادةً ما يكونون أكثر من واحد.
أحيانًا يفيضُ الشّعر كشلاّلات الماء عبر الأجيال،
صانعةً دوّاماتٍ في العلاقات العائليّة.
شقيقتي تعتني بالنّثْر الدّارج والمُحترم.
كلّ نتاجها الأدبي يقتصر على البطاقات البريديّة.
يكرّرُ الشّيء ذاتَه كلّ عام:
أنّها حينما ستعود،
ستروي لنا كلّ شيء،
كلّ شيء،
كلّ شيء.
***
النّهاية والبداية
في نهاية كلّ حرب
أحدٌ ما يجبُ أن يُنظّف.
النّظام أيًّا ما كان
لن يحدثَ من ذاته تلقائيًّا.
أحدٌ ما يجبُ أن يدحرَ رُكامَ الخراب
إلى جوانب الطّرقات،
حتّى تعبرَ فيها
العرباتُ الملأى بالموتى.
أحدٌ ما يجبُ أن يتلطّخ
بالطّين وبالرّماد،
برفّاصات الأرائك،
شظايا الزّجاج
والخِرَق النّازفة.
أحدٌ ما يجبُ أن يجرّ لوحًا من خشب
ليدعمَ الحائط،
يُثبّت الزّجاج في النّافذة
يُركّبَ البابَ في محوره.
هذا لا يبدو جميلاً في الصّورة
ويحتاج سنين طويلة.
كلُّ الكاميرات قد نزحتْ من زمان
إلى حربٍ أخرى.
ثَمّ حاجة للجسور من جديد
ولمحطّات القطار.
ستتمزّقُ الأكمام
من كثرة التّشمير.
أحدٌ ما، يحملُ مكنسةً في يده،
يتذكّرُ كيف كان.
أحدٌ ما يتنصّتُ
ويهزّ رأسَه الّذي لم يُنْزَع من مكانه.
لكنّ البعضَ هناك
يبدأ هذا الشّأن
يُثيرُ المللَ لديهم.
بين الفينة والأخرى، يحفرُ أحدٌ
ما تحتَ شُجَيْرَة
حُججًا قد صَدِئَتْ
ينقُلُها لأكوام الوَرَثَة.
مَنْ كانَ منهم على عِلْمٍ
بما قد حدثَ هنا ولماذا،
يجبُ أن يُفرعُ مكانًا لِمَنْ
كانَ قليلاً ما يعلم.
وأقلّ من قليل،
وأخيرًا، لا شيء.
على الأعشاب الّتي غطّت
الأسباب والنّتائج،
أحدٌ ما يجبُ أن يستلقي
سُنبلةٌ بين أسنانه
ويتأمّل الغيوم.
***
عن الموت، دون مبالغة
هو لا يفهمُ في النّكات،
لا يفهم في النّجوم، في الجسور،
في النّسيج، في حفر المناجم، في فلاحة الأرض،
في بناء السّفُن، وخَبْز الكعك.
عندَ حديثنا عن برامج الغد
يدسّ كلمتَه الأخيرة الّتي
لا علاقة لها بالموضوع.
هو لا يعرفُ حتّى في الأمور،
المتعلّقة مباشرةً بمهنته:
حَفْر القبور،
نقش التّوابيت،
لا يعرفُ التّنظيف وراء نفسه.
غارقٌ في التّقتيل،
يفعل ذلك بكثير من عدم الدّراية،
دونما أسلوب أو خبرة،
وكأنّه يتمرّن، لأوّل مرّة، على كلّ واحد منّا.
الانتصارات هي انتصارات،
لكنْ كم من الهزائم،
والضّربات الّتي أخطأت الهدف
والمحاولات المتكرّرة.
أحيانًا تنقصه القوّة
لإسقاط ذُبابَة في الهواء.
مع غير قليل من الزّواحف
خسرَ المُباراة في الزّحْف.
جميع هذه البصيلات، الأكواز
السّداسيّات، الزّعانف، قصبات التّنفّس،
ريش المُداعبة، فِراء الشّتاء
تشهد على التّأخير
في عمله الجاري بلا مبالاة.
لا تكفي الغرائز المُبيّتة،
وحتّى المُساعدة الّتي نُقدّمها له في الحروب والثّورات
هي، للآن، ضئيلة جدًا.
قلوبٌ تنبض في البَيْض.
هياكل الأطفال تنمو وتكبر.
البُذور، بكدٍّ واجتهاد، تصلُ إلى وُريقتين أولَيين.
أحيانًا إلى شجرتين سامقتين على خطّ الأفق.
مَنْ يظنّ أنّ الموت قادرٌ على كلّ شيء،
فهو بنفسه برهانٌ حيّ،
على أنّه ليس بقادر.
لا يوجد ثَمّ حياةٌ،
ولو لِرمشة عين واحدة فقط،
ليست خالدةً.
الموتُ
دَوْمًا يتأخّر في الرّمشة عينٍ هذه.
سُدًى يهزّ ألأيادي
للأبواب اللاّ مرئيّة.
كلّ ما قامَ به أحدٌ ما
لن يقدر أن يُعيده للوراء.
***
كتابة سيرة حياة
ما المطلوب؟
المطلوب أن تكتب طلبًا
وأنْ تُرفق طيّه سيرة حياة.
ودون علاقة بطول الحياة
على السّيرة أن تكون قصيرة.
تلخيص الحقائق وفرزها أمر ضروري.
إستبدال المناظر بالعناوين
والذّكريات الواهية بتواريخ ثابتة.
من بين جميع قصص الحبّ يجب تسجيل الزّواج فحسب،
ومن الأولاد فقط الّذين قد وُلدوا.
مَنْ يعرفُكَ ذو شأنٍ أكبر ممّن تعرفُهُ.
والسّفرُ فقط إن كان لخارج البلاد.
الإنتماء لـ”ماذا”، لكن ليس لماذا.
شهادات التّقدير دون التّبريرات.
أُكتبْ كما لو أنّك لم تتحدّث مع نفسك أبدًا
وكأنّك التففتَ على نفسك من بعيد.
تجاهل الكلاب، والقطط والعصافير،
الهدايا القديمة، الأصدقاء والأحلام.
السِّعْر وليس القيمة
العنوان وليس المضمون.
رقم الحذاء وليسَ الغاية الّتي يذهبُ
إليها هذا المفروض أن يكون أنت.
مع ذلك يجب إرفاق صورة مع أذنٍ مكشوفة.
شكلها فقط يُؤخذ بالحسبان، ليس ما يُسمَع
ماذا يُسمَع؟
صرير الماكنات الّتي تطحن الورق.
***
نشرت في فصلية “مشارف”، عدد 13، 1997
لا شيء يَحدُثُ مَرّتين
لا يُمْكِنُ لشيء أن يَحدُثَ مَرّتين.
لذا فالحقيقةُ المؤلمةُ هي
أننا نَصِلُ هُنا ارتجالاً
ونُغادِرُ بِلا فُرصة للتطبيق.
حتى لو لم يَكُنْ ثَمّةَ أبْلَدَ مِنكَ،
ولو كنتَ أكبرَ مُغَفّلٍ على سَطحِ الكوكب،
فلن تستطيعَ تكرارَ الدرسِ في الصيف:
فهذا المنهجُ لا يُتاحُ سوى مرةً واحدة.
ما مِنْ يومٍ يُشبِهُ الذي سَبَقَه،
ولا ليلتان تُعَلّمانِكَ مَعنى النعمة
بالطريقةِ ذاتِها تماماً
وبالقُبْلتين ذاتِهما تماماً.
ثَمّةَ لسانٌ أخرق يوماً ما
قد يَذكرُ اسمَكَ عَرَضاً:
فأشعرُ كأنّ وردةً قُذِفَتْ
إلى الغُرفة بألوانِها وعَبيرها.
وفي اليوم التالي، رغم وجودكَ معي هنا،
لا أستطيعُ إلا أن أنظرَ للساعة:
وردة؟ وردة؟ ما يُمْكِنُ أن يكونَ ذاك؟
هل هي زهرةٌ أم صخرة؟
لماذا نُعامِلُ النهارَ الزائل
بالكثير من الخوفِ والحُزنِ بلا مُبَرّر؟
فمِنْ طبيعتِهِ عَدَمُ البقاء:
واليوم يكونُ قد انقضى غداً.
بابتساماتٍ وقُبُلاتٍ نُفضّل
طَلَبَ الوئام تحتَ نَجمِنا،
ورغم اختلافِنا (نلتقي)
مِثلَ قطرتين من الماء.
ترجمة: غسـان أحمد نامق
أبناءُ عَصرِنا
نَحنُ أبناءُ عَصرِنا؛
وعَصرُنا سِياسي.
كافّةُ الشؤون، نَهاراً ولَيلاً،
شؤونُكَ، شؤونُنا، شؤونُهُم،
شؤونٌ سِياسيّة.
شِئتَ أَمْ أبَيْت،
فَلِجيناتِكَ ماضٍ سِياسي،
ولِجِلْدِكَ شَكْلٌ سِياسي،
ولِعَيْنَيْكَ مَظْهَرٌ سِياسي.
ما تَقولُ لَهُ صَدى؛
وما تَسْكُتُ عَنْهُ لَهُ إيحاء.
وكِلاهُما سِياسي.
حَتّى حينَ تَذهَبُ للتلال
فإنكَ تَخطو خُطُواتٍ سِياسية
على أرضٍ سِياسية.
حَتّى القصائدُ غَيْرُ السِياسيةِ سِياسية،
وفَوْقَنا يَتألّقُ القَمَر،
لكنّهُ لم يَعُد فِضّيّاً الآن.
أنْ نكونَ أو لا نكون، ذلك هو السؤال.
سؤال؟ أيُّ سؤال؟ يا عزيزي إليك اقتراحاً:
سؤالٌ سِياسي.
وليسَ عَليكَ حتّى أن تَكونَ إنساناً
لِتَكْتَسِبَ أهَمّيةً سِياسية.
فَسَيَكتَسِبُها النِّفْطُ الخام
أو العَلَفُ المُرَكَّز أو أيّةُ مادَّةٍ خام.
أو حَتّى طاوِلةُ المؤتمرات التي
كان شَكْلُها مَوْضِعَ نِزاعٍ طوالَ شُهور:
هَلْ نَتَداولُ حَوْلَ الحياةِ والمَوْت
عَلى طاوِلةٍ مُسْتَديرةٍ أمْ طاوِلةٍ مُرَبَّعة؟
وإِبان ذلكَ يَموتُ النّاس،
وتَهْلِكُ الحَيَوانات،
وتَحتَرِقُ المَنازل،
وتَبورُ الحقول،
كما في الأزمِنة الغابِرة
الأَقَلّ في سِمَتِها السِّياسية.
ترجمة: غسـان أحمد نامق
البعض يحب الشعر
البعض-
يعني..ليس الجميع.
حتي ليس اغلب الجميع
لكن القلة.
دون ان نعد المدارس؛
حيث الالزام؛
والشعراء انفسهم؛
ربما سيكون هؤلاء الاشخاص؛
اتنين في الالف.
هم يحبون-
لكن الحساء مع المعكرون
محبوب ايضا
محبوبة المجاملات واللون الازرق
محبوب اللفاف القديم
محبوب البقاء عند ما هو ذاتي؛
محبوبة مداعبة الكلب.
يحبون الشعر –
لكن ما هذا الشعر.
قد اجابوا علي هذا السؤال
باكثر من جواب قلق
اما انا فلا اعرف
واتمسك بذلك؛
كذراع للخلاص.
المفتاح
ترجمة: هاتف الجنابي
كان ثمة مفتاح ؛
ولا مفتاح الآن.
كيف نلج الدار؟
ربما سيجد اخدهم؛
المفتاح المفقود.
ويتطلع اليه- ولكن
ما الفائدة؟
وهو يمشي يرميه الي اعلي
كقطعة حديد غير لازمة.
اذا حدث ذلك
بالحب الذي احبك به؛
اذا حدث ذلك؛
فقد نقصنا حبا واحدا؛
محمول بيد غريبة؛
لن يفتح اي دار
سيكون شكلا لا غير؛
فلينهكه الصدأ
لا من الورق؛
ولا من النجوم
ولا من صيحة الطاووس؛
ياتي مثل هذا التنجيم ترجمة: هاتف الجنابي