أفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين / سناء عبد العزيز
(1)
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية منذ عدة أيام قائمة بأفضل الكتب في أوائل القرن 21، تضمنت مئة كتاب، ما بين الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية والمقال والنقد، بعضها تمت ترجمته أكثر من مرة إلى العربية، وبعضها لم يترجم بعد. ولعل كثير من القراء ممن يجابه بعض الصعوبة في الاختيار من بين كم الطبعات التي تصدر كل يوم يجد في هذه النبذة عن كل كتاب ما يساعده على الاختيار وفقاً لما يروق له.
100- “أشعر بوجع في رقبتي”
ربما تشتهر الأميركية نورا إيفرون أكثر بكتابتها السينمائية (سيلكوود، حين قابل هاري سالي، حرقة في القلب)، غير أن روح الدعابة الذكية التي تتمتع بها إيفرون ظهرت في أفضل صورها في كتابها “أشعر بوجع في رقبتي” (2006)، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الممتعة تضمنت بشكل كبير ملاحظاتها المضحكة عن الشيخوخة، والغرور، وعن نفسها فضلاً عن تقييمها اللاذع لـرئيس أميركا السابق بيل كلينتون.
عن هذه الروح المرحة قيل في بيان وفاتها “لقد بثت إيفرون قدراً كبيراً من المرح لدى الكثيرين. سنفتقدها كثيرا”. وذكرت “النيويورك تايمز” أنه من بين المقالات البارزة في كتاب نورا إيفرون مقال بعنوان “في الصيانة”، يصف الحد الأدنى من طقوس الجمال المُكلفة والمستهلكة للوقت التي لا بد للكاتب أن يتكبدها بشكل أساسي كل شهر. وفي نهاية المقال، تسلط الضوء على امرأة رمادية الشعر، لها شارب، بلا مأوى لائق، لتخلص إيفرون إلى أنها “تبعد حوالي ثماني ساعات فقط في الأسبوع عن أن تبدو مثل تلك المرأة في الشارع”.
“أشعر بوجع في رقبتي وأفكار أخرى عن كوني امرأة”، تم إدراجه في المرتبة الأولى في قائمة أعلى مبيعات في “النيويورك تايمز”. وفي هذا العام، تم تضمين الكتاب في قائمة الغارديان لأفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين.
99- “زجاج مكسور”
حازت رواية “زجاج مكسور”، الكوميديا السوداء للكاتب الكونغولي ألان مابانكو، على الجائزة الدولية الفرانكفونية عام 2005. وتدور أحداثها في الزمن الحالي حيث تجلس الشخصية الرئيسية في حانة في حي شعبي تستمع إلى حكايات الناس من جميع الطبقات.
يقول الكاتب إنه كان يحاول كسر اللغة الفرنسية في زجاج مكسور، فبينما يقوم راوي مابانكو غير الموثوق به بالتهام طعامه وشرب نبيذه الأحمر، تتضح رؤيته التي تشمل تاريخ برازافيل عاصمة الكونغو والأدب الفرنسي كله.
ولد آلان مابانكو عام 1966 في برازافيل في الكونغو، ويقيم حاليّاً في أميركا حيث يدرّس الأدب الفرنكفوني في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس. من أعماله الروائية: الأزرق الأبيض الأحمر، جنازة أمي، أحفاد فيرسين جيتوريكس، الأفريقي المختل، العقل، مذكرات شيهم، البازار الأسود، زجاج مكسور، غدا سأكون في العشرين من عمري.
98- “الفتاة ذات وشم التنين”
العنوان الأصلي لهذه الرواية بالسويدية هو “الرجال الذين يكرهون النساء” للكاتب والصحافي السويدي ستيج لارسون. وهو الكتاب الأول في ثلاثيته المعروفة باسم “سلسلة الألفية”. تركها لارسون غير منشورة عند وفاته في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، وأدرجت ضمن أفضل الكتب مبيعاً في العديد من الدول الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة. وفيها يستند لارسون على قصة حقيقية، فعندما كان عمره 15 عاماً، شهد جريمة اغتصاب جماعي لفتاة، وكان لعدم تدخله لإنقاذها أثره السيء في نفسه، لذا فقد استمد لارسون اسم بطلته الشابة في كتبه من اسمها، اليزابيث، ضحية الاغتصاب، وكانت السبب في تناوله موضوع العنف الجنسي ضد النساء في كتبه.
تجري أحداث الرواية في مدن سويدية حقيقية، حيث يبرم الصحافي الراديكالي ميكائيل بلومكفيست تحالفاً بغيضاً مع شاب مضطرب يدعى ليسبيث سالاندر يحترف القرصنة، لتتبع سلسلة من جرائم القتل والأعمال غير المشروعة المرتبطة بإحدى العائلات السويدية التي تتمتع بنفوذ كبير.
97- “هاري بوتر وقدح النار”
في الجزء الرابع من سلسلة هاري بوتر التي نشأ عليها جيل كامل مفتوناً بخيال رولينغ الساحر، كما فتن بعالمها الغامر عدد لا يحصى من البالغين، تنتهي امتحانات الصف الثالث في مدرسة هوجورتس لتعليم السحر ويعود هاري إلى بيت خالته بيتونيا، وكعادته يأخد هاري في عد الأيام انتظاراً لبدء العام الدراسي الجديد، لأنه سيكون طالباً في الصف الرابع. في هذا العام تستضيف المدرسة مسابقة السحرة الثلاثية “كأس النار”، والمسموح فقط بثلاثة سحرة من ثلاث مدارس وأعمارهم 17 سنة للمشاركة، وأثناء استخراج أسماء المشاركين، سيدريك ديجوري وفلورا ديلاكور وفيكتور كرام، وجدوا أيضاء اسم هاري بوتر واتهموه بالغش، ولكنه لم يكن قد وضع اسمه في كأس النار. وكان على هاري أن يكون حذراً من متاعب غير متوقعة سيتعرض لها.
حاولت رولينغ استخدام اسمها الحقيقي “جوان رولينغ” عندما أرادت نشر هاري بوتر للمرة الأولى، لكن ناشري كتابها اقترحوا عليها أن تستخدم الحرفين الأولين من اسمها بدلاً منه كاملاً، لتوقّعهم أن الصبيان الصغار ربما لن يرغبوا في قراءة كتاب ألّفته امرأة، لذا اختارت “ك” (كاثلين) حرفاً ثانياً لاسمها القلمي وهو أول حرف من اسم جدتها من جهة أبيها؛ لأنها لم يكن لديها اسم أوسط. صدرت رواية جي كي رولينغ عام 2000 بعد ثلاثة أجزاء حققت بدورها نجاحاً كبيراً.
في عام 2005 تم تحويل الرواية إلى فيلم يحمل نفس الاسم، وبعد خمسة أيام من إصداره، حقق أكثر من 102 مليون دولار أميركي في شباك التذاكر، ليصل إلى 896 مليون في جميع أنحاء العالم، كما رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل إخراج فني وفاز بجائزة بافتا لأفضل تصميم للإنتاج.
96- “حياة قصيرة”
أصبحت ميلودراما الأميركية هانيا ياناجيهارا (2015) عن مثلي الجنس الأميركي المروعة هذه من أكثر الكتب مبيعاً على الأرجح، وهي واحدة من أكثر الروايات إثارة للخلاف في القرن حتى الآن. وتدور عن حياة رجل يعاني من سوء المعاملة وآثارها السيئة، تتخللها لحظات مضيئة بالحب والصداقة. وتبدأ الرواية عندما ينتقل أربعة أصدقاء من جامعة ماساتشوستس إلى نيويورك ليشقوا طريقهم، وهناك يواجهون الكثير من التحديات، لا يدعمهم سوى صداقتهم وطموحهم. وتتناول الرواية العلاقات الإنسانية عامّة والعلاقة مع الماضي والذكريات، من خلال أربعة شباب كانوا على مقعد الدراسة معاً وهم الآن يمارسون مهناً مختلفة؛ مهندس وممثل ورسام ومحام. وبينما أبكت الرواية بعض القراء طوال الليل، فقد دانها البعض ووصفها بأنها مهيجة واستغلالية، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر قوتها.
95- “السجلات: المجلد الأول”
يعد التحفظ بشأن حياته الشخصية سمة أساسية من سمات المطرب وكاتب الأغاني بوب ديلن، وبالتالي فإن الفجوات والإغفالات في هذه المذكرات التي صدرت في 2004 لا تشكل مفاجأة للقارئ. والنتيجة حادة وحالمة على حد سواء، فالقارئ يدخل ويخرج عبر المراحل المختلفة من حياة ديلن، وإن تركزت بشكل أساسي على أيامه الأولى في مدينة نيويورك.
ظل ديلن من أبرز الفنانين الأكثر تأثيراً في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود، لعل أوفرها نجاحاً كان في فترة الستينيات، حيث تميزت أغانيه بالحكمة والاحتجاج نظراً لكونه من الطبقة العاملة والمضطهدة في أميركا.
تلقى ديلن العديد من الجوائز منها جائزة نوبل للآداب 2016 وجائزة غرامي وجائزة الأوسكار، كما تلقى وسام الحرية الرئاسي من الرئيس السابق باراك أوباما، وما زال المتحمسون لسجله الأول الأكثر مبيعاً في انتظار سجله الثاني.
94- “نقطة التحول”
يفحص كاتب فريق عمل “النيويوركر” الصحافي الكندي مالكوم غلادويل وقائع غريبة من مبيعات الأحذية إلى معدلات الجريمة من خلال عدسة علم الأوبئة، ويصل إلى نقطة تحول خاصة، عندما أصبح مثقفاً نجم الروك وأطلق موجة من الدراسات الغريبة عن المجتمع المعاصر. بعد عقدين من الزمان، يتهم غلادويل في كثير من الأحيان بالإفراط في التبسيط، وكان لكتابه الذي صدر عام 2000 والأكثر مبيعاً خصوصية ساعدت في تشكيل ثقافة القرن الحادي والعشرين. يستهل غلادويل كتابه بالحديث عن شركة أحذية أميركية كان نتاجها السنوي 30 ألف زوج سنويّاً وكان هذا بين عامي 94 و95. في نهاية سنة 95 وصل إنتاج الشركة لـ 430 ألف زوج وكل هذا بسبب أن أحذيتهم مرت بما يسمى نقطة التحول. مثال آخر، كانت مدينة نيويورك مرتعاً للجريمة لدرجة أنه حصل فيها 2154 جريمة قتل في سنة واحدة ناهيك عن السرقات وما إلى ذلك، خلال خمس سنوات مرت بعد ذلك انخفضت نسبة جرائم القتل إلى 64% بينما انخفض عدد الجرائم الأخرى بما يعادل 50%، والسبب أن الجريمة مرت بنقطة تحول حالت دون ازديادها.
93- “داركمانز”
صنفت رواية نيكولا باركر “داركمانز” (2007) على أنها من أكثر المؤلفات فوضوية في الخيال البريطاني، فهي غزيرة بقدر ما هي هازلة. لكن هذه الملحمة ذات الرؤية الحرة المتمركزة حول بوابة نهر التايمز تعد مؤلفها الكبير، حيث تجلب باركر ابتكارها اللغوي المعتاد وروح الدعابة الجامحة إلى قصة عن قبضة التاريخ في الوقت الراهن، وفي روايتها السادسة “داركمانز” تطرح باركر شخصياتها المفعمة بالحياة والمرح، فآشفورد المعاصرة تطاردها روح مهرج في العصور الوسطى.
تمتاز باركر بالطرافة وكتابتها عن أناس عاديين، على الرغم من أن الشخصيات التي تبدعها هي شخصيات مكتئبة وبعيدة عن الأمل.
92- “الحصار”
مثَّل حصار لينينغراد أحد أبرز الأحداث الرئيسية في القرن العشرين. ففي عام 1941، حاصرت جيوش هتلر لينينغراد، متوقعة بثقة سحق أي مقاومة وسهولة في مداهمة المدينة، ولكن لينينغراد صمدت خلال الحصار. تركز رواية “الحصار” (2001) لهيلين دونمور على عائلة ليفين وأصدقائها المحاصرين داخل المدينة. وهي رواية رائعة عن الحرب كما يتصورها الناس العاديون، وهي احتفال مؤثر للغاية للحب والحياة والبقاء على قيد الحياة. تم ترشيحها لجائزة وايتبريد للرواية وجائزة أورانج للخيال.
على الرغم من المعاناة التي لا يمكن تصديقها تقريباً، تتصارع عائلة ليفين مع المجاعة في هذه الرواية التي وقعت خلال الحصار الألماني، حيث تقوم آنا بحفر الفخاخ ومراوغة الحراسة أثناء بحثها عن الخشب، ولكن من الصعب الهروب من يد التاريخ.
في صحيفة “نيويورك تايمز” وصفت جانيس نيمورا الكتاب بأنه “ملحمة” وقالت إن اللغة المستخدمة “رائعة وجميلة للغاية”، كما قال جون موليان، في منتدى “الغارديان” للكتاب، إن الكتاب بمثابة قراءة مؤلمة.
91- “الضوء”
كتب مايكل جون هاريسون المعروف لأغراض النشر في المقام الأول باسم م. جون هاريسون روايته “الضوء” عام 2002. وهي واحدة من الروايات العلمية التي لم تنل قدرها الحقيقي، وتعد بمثابة تفسير للقوة النارية الأدبية للخيال العلمي في أفضل حالاته. تمتد عبر ثلاثة خيوط سردية – الأوبرا الفضائية في المستقبل البعيد، وعدم الارتياح المعاصر والواقع الواقعي – مضفورة معاً في رحلة ميتافيزيقية مبهورة الأنفاس في سعيها وراء الغموض في قلب الواقع. حصلت الرواية على جائزة جيمس تيبتري جونيور، ورشحت لجائزة الجمعية البريطانية للخيال العلمي 2002، ووصلت القائمة القصيرة لجائزة آرثر سي كلارك 2003.
ضفة ثالثة
تحميل رواية زجاج مكسور من الرابطين التاليين
لتحميل كتاب نقطة التحول: مالكوم جلادويل