عباس بيضون: الحنين اغتراب والموت نوع من الهزيمة
دارين حوماني
“ماذا تفعل أيها الشاعر العجوز أنت الذي لا يقطفك أحد.. لقد راكمت ألماً سابقاً لكن الحب يحتاج إلى مزيد من العمر.. وإذا استدنت من الله عمراً ثانياً فبأيّ قطع تردّه..”- بهذه الكلمات يقودنا عباس بيضون في مجموعته الأخيرة “الحداد لا يحمل تاجاً” إلى داخل عباس بيضون تماماً، والذي يمكن أن نقيسه بعدد آلامه وفقدانه محبيه بالتتابع، فنرى لغة ذات أبعاد فلسفية يخيّم عليها الموت والشعور بالخسارة والفقدان. إننا أمام عمل يجعلنا أكثر من أي عمل سابق لبيضون ندخل معه إلى رأسه ونحزن معه بالتتابع قصيدة خلف قصيدة، هذا الحداد الذي بقدر ما يحمل نهاية لحيوات قريبة منه فإنه يحمل حباً دفيناً وحنيناً وأسئلة وجودية عديدة تتجاوز الممكن يضعها بقعاً في كل مكان في مجموعته.
التقينا عباس بيضون، الشاعر والروائي والحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب 2017 عن روايته “خريف البراءة” وجائزة المتوسط عن مجموعته الشعرية “الموت يأخذ مقاساتنا”، والذي تُرجمت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية الإلمانية، في المقهى الذي يتردّد عليه يومياً في شارع الحمرا في بيروت وكان لنا معه هذا الحوار الذي يمكن أن نقول عنه إنه حوار “لا يحمل تاجاً” فقد كان على طريقة إيماءات يانيس ريتسوس أو ترانيم فرناندو بيسوا دون تكلف ودون صناعة.
(*) إذا أردنا أن نضع تصوّراً لعملك الشعري الأخير “الحداد لا يحمل تاجاً” من خلال ما يوحيه العنوان فإن ذلك يحيلنا إلى تصوّرات عديدة بالطريقة التي نفهمها، منها مرور الزمن، الصمت المحمّل بالأسى، الخسارات التي لا تعود. إنه عنوان محرّض على الحزن، ماذا يريد عباس بيضون أن يقول من خلال العنوان؟
– نزل عليّ الكتاب كما لو كان وحياً. لقد وجدته بدون صعوبة. كان موجوداً في داخلي وكنت مستعداً له، وأنا نفسي كنت مستهجناً لليُسر الذي رافق كتابة هذه المجموعة.
لقد كُتبت كما لو أنها جاهزة وكما لو أنني مستعد لها. في الواقع كما يبدو لأول قراءة، العنوان متناقض، فالحداد الذي لا يحمل تاجاً هو ليس حداداً والتاج الذي لا يتوّج الحداد هو ليس تاجاً، وفي نهاية كتابتي للمجموعة ألمّ بي حدث كئيب هو وفاة أختي وهذا ما جرّني إلى كتابة نص بعنوان “كثير عليّ”. “الحداد لا يحمل تاجاً” ليس هنا كتاج ولا كحداد، كل ما في الأمر هو أنني أمام درجة من التناقض والتباين، فالتاج الذي يحمله الحداد كما ينبغي للحداد أن يحمل هو تاج قريب من الموت لكنه أيضاً تاج بمعنى أنه يرى الموت من الأعلى وكأنه في عدّته في أدواته. الموت في الحداد لا يحمل تاجاً هو كما يبدو موضوع رئيس في الكتاب وإلى جانب قصائد أخرى يتكلم بنوع من الوضوح والصراحة عن النهاية، قد تكون هذه النهاية نهايتي، وقد أكون أتكلم عن موتي، ولكن المهم في هذا الكلام هو أنه يواجه الإنسان بقدره وبنهايته، ثم أنه فضلاً عن ذلك يتكلم عن الحياة كما لو كانت هذه الحياة مريضة، كما لو أنها تحمل على الهزء وعلى الضحك، كما لو أن هذه الحياة هي أيضاً ملغوزة بالداخل ومضمرة، وفي إضمارها هذا اللغز.
(*)تبدأ ديوانك بقصيدة “قبور الشعراء” وتقول فيها “أنا شبه أب لكني أيضاً شبه
شاعر”، هل ثمة عدم رضى أو تصالح مع وجودك في مكان ما؟
– أنا فعلاً شبه أب وشبه شاعر بالطريقة ذاتها، أنا شبه شيء ما، أنا شبه نفسي. عندما أتكلم عن كوني شبه أب أو شبه شاعر فهذا يعني أنني شبه نفسي وهذا يعني أنني لا أملك وجهاً ولا أملك إسماً، كل ما أملكه هو هذا التشابه، أنا أيضاً شبه إنسان، وشبه حيّ. اليوم كنت أقرأ ما كتبته عن الأرق في “مرايا فرانكشتاين” وأقول إن هذا الأرق هو النوم الأبيض، أيضاً هو شبه نوم، وهذه التشابهات تكاد تملأ حياتنا، فنحن دائماً من شبه إلى شبه دون أن نكون نحن.
في الشعر قابلية للفلسفة من داخله
(*) تقول “إزرع في هذا الغيب بذرة/ أي كلمة وأي سطر/ أنت في جنينة آدم/ وستكون هذه هويتك/ أمام الفراغ/ ستكون جثمانك أيضاً”.. نحن أمام نص فلسفي هو جزء من ثقافتك الفلسفية والفكرية العالية والتي نشهد تأثيراتها في أعمالك شعراً ورواية.. هل يستند نجاح العمل الأدبي إلى ثقافة الكاتب، وكيف ترى مقوّمات المنتج الأدبي الجيد؟
– الثقافة والشعر هما شيئان متلامسان لكن بالتأكيد هناك ثقافة خاصة للشعر وللشاعر، الشاعر لا يستوحي فيلسوفاً ففي الشعر قابلية للفلسفة من داخله، الشعر يكون فلسفياً بقدر ما هو كذلك أو لأن له فلسفته التي هي ليست أبداً قرينة الفلسفة كما نعرفها، هناك شيء تحت الفلسفة، هناك شيء مضمر فلسفي هو إضمار من إضمارات عديدة، الشعر فن مضمر والفلسفة هي دائماً داخل إضماراته، والفلسفة في الشعر لا كموضوع ولا كهدف ولا كغاية هي غيرها خارج الشعر، الشعر يتفلسف من خارج الفلسفة، من البداية ينطلق الشعر من السؤال الأول، من أسئلة أصلية أولى، هذه الأسئلة الأولى تستعصي على الفلسفة لا يمكن أن ندرجها بسهولة لأنها بشكل أو بآخر فوق الفلسفة أو دونها، الفلسفة في الشعر هي إرادة كامنة والشعر يتأمل يفكر، وبهذه الصورة فإن في الشعر ثقلاً فكرياً، هناك فكر وأدب، فكر هو تحت الفكر وخارجه لكنه ساعتئذ يكون خارج نفسه.
(*) نجلا الأخت الوحيدة لك تشكّل جزءاً من العمل لكنها تخيّم على العمل كله فنرى مفردات الموت والفقدان حاضرة في أغلب القصائد، حدّثنا قليلاً عن نجلا، وماذا يمثّل الموت بالنسبة لك، هل تخشى الموت؟
– نجلا دخلت في آخر الكتاب، وكنت كتبت معظمه قبل رحيلها، كتبت عنها ولا أعرف إذا كنت أحسنت الكتابة، كنت أكتب إلى حد كبير وكأنني أنقل، أنسخ، أعترف، يمكننا أن نتكلم هنا عن الداخل، الشعر هو إستظهار داخلي، حين نتكلم عن الداخل أجد نفسي في حيرة ماذا نعني بالداخل، الداخل موجود دائماً فينا، نحن أهل وأصحاب داخل، وحين نكتب مهما كانت كتابتنا نجد الأمور على عمق سنوات ومسافات. بالنسبة لي قصائدي عن نجلا كانت نوعاً من إيفاء نجلا ما نفي به الأخوة، لقد كان موتها وهي أصغر مني بست سنوات نوعاً من مناداة لموت شخص، هي التي ابتعدت سنين طويلة عني لكني كنت أراها من وقت لوقت لكونها تزوجت وعاشت بعيداً، لقد كان موتها يبتعث قصتي معها، أقول إن موتها أعاد قصتنا معاً إلى الظهور. قلت في هذه القصيدة إنني لم أكن شبه أخ بل كنت أخاً وأبعد من أخ، كنت أخاً في حالة هلاك للأخوة. وأخشى الموت، أخشاه كثيراً خاصة وأنا في هذه السن، وأظن أن الموت هو نوع من الخسارة والهزيمة. لا يمكن أن نتكلم عن الموت إلا بوصفه فشلاً ذريعاً، هذا الفشل نرتقبه منذ ولادتنا لكنه فشل حقيقي، الموت هو إفشال للحياة، جعل الحياة باطلة.
نحن في هذا العالم مغتربون
(*) يقول الكاتب والتر فيسكوف في أحد مقالاته المنشورة في مجلة الآداب عام 1981 “إن الكائن الذي يشعر بالاغتراب الوجودي يستطيع أن يتجاوز التجربة الحسية المباشرة بفكره المفاهيمي، فالإنسان يغترب من خلال وعيه عن عالمه ويغترب عالمه عنه”، وهذا الاغتراب الوجودي نلحظه منذ جملتك الأولى “أعيش محاطاً بكل هؤلاء الذين جعلوني وحيداً” إلى إحدى قصائد هذا الديوان التي تقول فيها “وحيد في الجسم الذي كلما ضربه الألم إزداد وحشة، دون أن ينبح حتى للظلام”، أين يتحرك اغتراب عباس بيضون الوجودي؟
– أظن أن الاغتراب هو مكاننا في هذا العالم، نحن في هذا العالم مغتربون، وما نحياه هو دلالة متزايدة على غربتنا، نحن نفقد في هذا العالم شيئاً فشيئاً هويتنا، ونفقد مكاننا وموقعنا، أي أننا لا نفعل شيئاً سوى الاستعداد للموت بشكل أو بآخر، وكأننا لسنا في مكاننا ولا في وطننا ولا نكون أنفسنا أو نكون في موقعنا، الاغتراب هو نوع من مسار الحياة، كلما عبرنا صرنا أكثر غربة لا عن العالم فقط بل عن أنفسنا. في النهاية نحن نصل إلى درجة لا نعرف فيها أنفسنا بشكل كامل ولا نتعرّف فيها على أنفسنا، أي أننا ننفصل عن أنفسنا، ننقسم في داخلنا أو نكتشف أو نعرف أن ما نسميه داخلاً هو في الواقع ليس سوى هربنا وبعدنا عن أنفسنا وعن الحياة نفسها.
(*) في مقال لك في جريدة “السفير” في العام 2010 بعنوان “لوحة غوغان” تكتب “الوقت يمرّ أبداً في تذكّر الأبيض والأسود، أتذكر حياتي وربما نفسي بلونين فقط، وأخشى كثيراً أن يكون ذلك هو الحنين”، كيف هي علاقتك مع الحنين وكيف تنظر إلى حياتك الآن متجاوزاً السبعين؟
– رغم أني فقدت أخويّ وفقدت أصدقائي إلا أنني أعرف أن هذا طبيعي وأن فقدان الآخرين مخطوط علينا منذ البداية. لا أعرف إذا كانت الحياة تعطينا بقدر ما تأخذ منا ولا أعرف لأي مدى نحن أحياء، وإلى أي مدى لا نكون نصف أموات، لكن ما أعرفه هو أن مواجهة الحياة تتم بثقل وبشحوب، إنها دائماً غريبة عنا ولا نعرف أين نحن فيها.
(*) تتكلم بصيغة العدّ التنازلي للحياة، هل هو بسبب الفقدان المتتابع للأحبّة؟
– عندما نتكلم عن الحنين ينبغي أن نفكر كثيراً لأن الحنين هو نوع من الاغتراب، الحنين اغتراب، ونحن نحنّ لأننا فقدنا ولأننا نفقد قبل كل شيء أنفسنا، فمع الوقت لا نعود ما هو نحن، مع الوقت نصبح بعيدين عن أنفسنا. الحنين هو حنين لأنفسنا، هو حنين للشخص الذي لم نستطع أن نكونه، الشخص الذي مرّ أمامنا وكأنه لم يمرّ، وكأنه فرّ منا، وكأن الذي بقي منا هو شبحنا، وما زلت أرى حياتي باللونين الأبيض والأسود، هذان اللونان رئيسيان ويتقاسمان حياتنا.
مع السياسة بتنا أبناء الوهم
(*) شاركت في الحياة السياسية لفترة من حياتك ما أدّى إلى سجنك مرتين، حدّثنا عن علاقتك بالعمل السياسي الذي تجنّبته كلياً فيما بعد ولا تزال؟
– لقد كنت من جيل دأبه العمل السياسي، جيل لا يجد الإنسان نفسه الا عبر العمل السياسي، والعمل السياسي كان في فترة من الفترات هويتنا وإسمنا وشخصيتنا، ولا نصل إلى رأي آخر إلا بعد وقت طويل عندما نكتشف أن السياسة تضخّم عالمنا بحيث نظن نحن أننا أكبر من أنفسنا وأن السياسة بشكل أو بآخر توهمنا بملحمة لنا وتوهمنا بأنها إلى حد كبير ما نفعله لكي نبقى موجودين وأنها هي التي تمنحنا إسماً وتمنحنا شخصية، لكن سرعان ما نكتشف أن هذه ليست أكثر من لعبة وأننا لا يمكن أن نخلق ملحمتنا أو نتوهمها بهذه الطريقة، ونكتشف مع الوقت أننا بتنا مع السياسة أبناء الوهم وأننا مع السياسة نغدو إلى حد ما غائبين عن الحضور ونصبح موجودين في غربة تامة.
(*) هناك عدد من الروائيين والشعراء يفضّلون المقهى للكتابة فيما يشعر آخرون بأنهم يفضّلون أن يكونوا وحيدين، هل يحتاج عباس بيضون إلى الوحدة للكتابة أم أن فعل الكتابة غير مشروط بمكان محدّد؟
– في مستهل حياتي كنت أذهب أحياناً إلى المقهى لأكتب، وحين كنت أعمل في الثانوية كتبت قصائد في مكتبي، لكني بعد ذلك لم أعد لذلك أبداً. أكتب منذ سنوات في غرفتي وأنا ممدّد على فراشي. أكتب في جو من الهدوء التام. ربما سمح لي بذلك ظرفي، أو ربما أكتب في وحدة من دون أن أنتبه أنني وحيد حين أكتب. الكتابة ليست على الإطلاق نتاج الوحدة، الكتابة تصنع وحدة غنية، وحدة تؤكدنا وتؤكد وجودنا.
(*) بين نتاجاتك الأدبية شعراً ورواية، هل من عاطفة تجاه كتاب محدّد، أي عمل يشبه عباس بيضون أكثر؟
– لست متصلاً بعملي، هناك كتب لم أقرأها منذ سنوات، هناك كتب كتبتها أنا غريب عنها كما لو كانت لغيري، مع ذلك هناك بعض الكتب التي تعنيني ربما لأنها عنت غيري، أول كتبي “صور” نشرته متأخراً ولم أكن أزنه كثيراً ولكني الآن أقرأه بشكل جيد، أظن أن بعض الكتب تعنيني، مثلاً “نقد الألم”، و”بطاقة لشخصين” الذي رثيت فيه ابن أختي وصديقي بسام حجار.
(*) ما هي رؤيتك للمشهد الشعري بين الأجيال الشابة، هل أنت مع مقولة “إنهم يقتلون الشعر”؟
– لا أبداً، لا أعرف ما هو الشعر ولا أعرف كيف نحيي الشعر ولا كيف نقتله. بالنسبة لي الشعر ليس غاية، الشعر أجده في طريقي، وأجده حينما أحتاج كإنسان وكشخص أن أقوله. الشعر الذي كتبه جيلنا لم يأتِ الوقت بعد لوزنه ولتقديره لكنني أظن أن ثلاثة أجيال أعرفها من الشعراء ليست على الإطلاق مخيّبة للآمال وليست على الإطلاق فاشلة، أجد أننا كشعراء نتغيّر جيلاً بعد جيل لأن الحياة نفسها تتغّير ولأننا نصبح أقل أو أكثر مدينية، أو نصبح أقل أو أكثر فلسفة، أو نصبح أقل أو أكثر شعراء.
نحن دائماً بحاجة إلى نقد النقد
(*) من خلال متابعتك للصحافة النقدية في لبنان والعالم العربي، هل نحن بحاجة إلى إعادة تشكيل للسياسات النقدية التي تقع في غير مكان في آفة المجاملة، هل ترى أننا أصبحنا بحاجة إلى نقد النقد؟
– نحن دائماً بحاجة إلى نقد النقد، أذكر كتاباً هو نقد النقد النقدي.
(*) الكتابة في مجتمع لا يقرأ تستحيل هاجساً فردياً وحاجة للتعبير، ماذا يقول عباس بيضون في ذلك؟
ـ ما أستطيع أن أقوله إن النقد الذي أقرأه وأعرفه عندنا ليس بمستوى الشعر نفسه، نحن شعراء أكثر منا نقاداً، النقد يحتاج إلى أكثر من موهبة، يحتاج النقد إلى ثقافة، وأظن أن هذه الثقافة ليست موفورة دائمة، نحن نكتب أحياناً أقل بقليل مما نقرأ وأقل بكثير مما نقرأ ونكتب بقدرة أكبر بكثير مما ننقل. لا أظن أن نقادنا قادرون على مسايرة ومتابعة شعرنا، وأظن أننا لا نجد بسهولة ناقداً بمستوى السياب أو الماغوط أو سركون بولس أو بمستوى شعراء آخرين.
يعنيني القارئ لكن لا أعتبر أن هذا شرط للكتابة، نستطيع أن نكتب لأن هناك قرّاء ونستطيع أن نكتب للقرّاء ولكن أيضاً نستطيع أن نكتب بلا قرّاء ودون أن نعوّل كثيراً عليهم أو على النقاد. أظن أننا نكتب لأننا بحاجة للكلام ولأن نتكلم مع غيرنا ومع أنفسنا لكن بالتأكيد لا أهتم كثيراً بالقرّاء، الحقيقة أني لا أعرفهم وأظن أنني لست الوحيد في ذلك، قرّاء الشعر ليسوا بصورة خاصة كثيرين وليسوا نابهين كثيراً وبالتالي حين نكتب لا نعرف مصير ما نكتبه، لا نعرف إذا كان يُقرأ أو لا، ولا نعرف إلى أي مدى سيبقى مقروءاً.
(*) هل تفكر بجمع تجربتك الصحافية لأكثر من ثلاثين عاماً في كتاب. شخصياً أشعر بأنها ثروة؟
– إذا عدنا إلى كتاباتي الصحافية سنجد أنفسنا أمام مجلدات كثيرة، لا أفكر في نشرها، جانب منها كُتِب بداعي العمل لكن بعض الكتابات قد يحسن أن أنشرها في كتاب، هناك صديق لي يريد مني أن أنشر المقالات التي كتبتها عن رحلاتي وأجد أن هذا الطلب جميل. أفكر أحياناً في نشر ما كتبته عن الشعر، لكن ما كتبته عن الشعر يصبح شيئاً فشيئاً أقدم. لا هي ليست ثروة ولا أعلم إذا كانت ستصبح مع الوقت ثروة، وأظن أن بعض ما نكتبه قد يصح أن نعيد نشره.
(*) من هو صديق عباس بيضون الآن؟
– بسام حجار وسركون بولس هما أصدقائي، وأختي وأخي.. هؤلاء يبقون في الذاكرة وفي النفس.
ضفة ثالثة