الموت “الغامض والمفاجئ” يلاحق ضبّاط جيش النظام السوري
غابت عبارات التمجيد عن نعي عدد من الضبّاط رفيعي الرتب لدى جيش النظام السوري خلال الفترة الأخيرة، واكتفي بإرجاع الوفاة لأسباب منها (حادث سيارة أو مرض مفاجئ)، في حين يقول معارضون إن النظام لن يتخلى عن سياسة “تصفية” ضبّاطه ومسؤوليه.
وقال القيادي في الجيش السوري الحر، العميد أحمد بريف لروزنة، اليوم الثلاثاء، إن النظام السوري يلجأ إلى تصفية ضبّاط لا يرضى عن ممارساتهم أو يخشى من انقلابهم عليه”.
وأوضح أن “أغلبية الضباط الذين تتم تصفيهتم يكونون في مراكز حساسة لدى النظام ولديهم وصف إجرامي يمكن أن يسأل عنه النظام لاحقاً أمام المحاكم”.
وتابع أن “الأمثلة على ذلك كثيرة بينها تصفية النظام السوري وزير الداخلية الأسبق غازي كنعان ورئيس إدارة الأمن السياسي رستم غزالة، لعلاقتهما باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري”.
كما عمل النظام على تصفية أعضاء ما سمي بخلية الأزمة، بعد أن كشف أن هناك محاولة انقلاب يخطّطون لها، على حد قول العميد بري.
وضرب تفجير، اجتماعاً لـ “خلية الازمة” في تموز 2012، التي شكلها النظام السوري بعد اندلاع الثورة السورية، ما أسفر عن مقتل وزير الدفاع داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام إختيار، وحسن تركماني رئيس الخلية نائب رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما نجا من الانفجار عضو “خلية الأزمة” وزير الداخلية محمد الشعار.
وذكر العميد بري، أن هناك قصة تعبيرية متداولة عن طريقة كان يعتمدها رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد، لتصفية أتباعه، والقصة تقول إن لدى الأسد “طربوشاً” يضعه على رأس الشخص وبحال لامس الأذنين نجا، أما إذا
لم يصل الطربوش إلى الأذنين، حينها تتم تصفيته لأن “رأسه بات كبيراً”، أي أصبح يشكل خطراً على النظام.
وكانت وسائل إعلام سورية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الأحد الماضي، وفاة اللواء أحمد خضر طراف، وقالت إن سبب الوفاة “مرض مفاجئ”، وشغل إلى حين وفاته منصبي رئيس أركان إدارة المركبات ورئيس المعهد الفني العسكري التابع لجيش النظام في حرستا بريف دمشق.
وعلق المحلل العسكري المعارض، العميد أحمد الرحال، على صفحته في (فيسبوك) “طراف كان يحاصر حرستا، واعترف بأنه كان يتعامل مع فصائل في الغوطة لذلك قام النظام بتصفيته كي لا يعتقله وتحدث بلبلة بصفوف الجيش”.
وشارك طراف في المعارك بمحيط إدارة المركبات بين جيش النظام وفصائل معارضة في أواخر عام 2017.
وكانت وسائل إعلام سورية مؤيدة للنظام السوري أعلنت الشهر الماضي عن مقتل المقدم مهند كعدي، وهو قائد حماية مطار التيفور العسكري، إثر حادث سير.
في حين، رجَّح ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تصفية كعدي لكونه من المقربين للقوات الإيرانية، التي كانت تتمركز في مطار التيفور قبل خروجها بعد قصف إسرائيلي استهدف المطار في نيسان الماضي.
وكان الضابط في الحرس الجمهوري، منذر محمود أشقر، وهو المسؤول عن المستودعات الكيماوية، لقي حتفه أواخر تشرين أول الماضي، وذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن سبب الوفاة هو حادث سيارة، فيما أكّدت صفحات أخرى، أن سيارة الضابط تعرضت لإطلاق نار في دمشق، ما أدى إلى مقتله مع زوجته.
وأعلنت قناة (المنار) التلفزيونية اللبنانية، في آب الماضي، عن اغتيال عزيز أسبر، مدير مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف جنوبي غربي محافظة حماة السورية –الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بعد تفجير سيارته بعبوة ناسفة.
كما أُعلن في شباط الماضي، عن مقتل اللواء أحمد محمد حسينو رئيس أركان، ونائب مدير إدارة كلية الوقاية الكيماوية في جيش النظام السوري، ولم يوضح سبب وفاته، إنما اكتفي بنشر صور تشييعه.
وفي كانون الثاني الماضي، نعت “منال معتوق”، على صفحتها في (فيسبوك) أخاها العميد محمود أحمد معتوق مدير سجن صيدنايا، وقالت إنه “قتل أثناء خدمته الوطن، وشيع أمس في قريته فديو بريف اللاذقية الجنوبي”، في وقت لم يصدر أي نعي، أو تعليق على الوفاة من قبل النظام السوري، واقتصر نشر خبر وفاته على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن جيش النظام السوري فقد حوالي 64 ألفاً من عناصره منذ 2011، بحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نشرت في آذار 2018.
روزنة